قصص من حياة الصحابة(سالم مولى ابي حذيفة) رضي الله عنه

لولي , الله , الصحابةسالم , ابي , حذيفة , حياة , رضي , عنه , قصص

قصص من حياة الصحابة(سالم مولى ابي حذيفة) رضي الله عنه

كل عام وانتم بخير وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والأقوال وجعلنا من عتقائه من النار
خلال هذا الشهر الفضيل إن شاء الله سوف أقوم بطرح قصص عن
رجال هم اشرف الخلق بعد الرسول صل الله عليه وسلم إلا وهم الصحابة رضوان الله عليهم هؤلاء الرجال الذين قدموا الغالي والنفيس لأجل رفعة الإسلام في شتى بقاع الأرض هؤلاء الرجال كان جل همهم وغاية مرادهم رفعة الإسلام الذي أعزهم ..
في هذا الشهر سوف أقوم بطرح كل يوم قصة من حياة صاحبي وأتمنى ان تنال إعجابكم
اليوم راح نحكي عن صحابي جليل هو؟


الصحابي الجليل. سالم مولى أبي حذيفة نبدأ
اوصى رسول الله أصحابه ((خُذوا القُرآن من أربعة:
عبدالله بن مسعود..وسالم مولى ابي حذيفة..وأُبي بن كعب..ومعاذ بن جبل..))
من هذا الصحابي الرابع الذي جعله الرسول حُجةَ في تعليم القُرآن ورجعاً ؟؟
إنه ((سالم مولى ابي حذيفة))
كان عبداً رقيقاً, رفع الإسلام من شأنه حتى جعل منه ابنا لواحد من كبار المسلمين كان قبل إسلامه شريفاً من إشراف قريش ,وزعيماً من زعمائها..
ولما أبطل الإسلام عادة التبني , صار اخاُ ,ورفيقاً للذي كان يتنباه,
وهو الصحابي الجليل((أبو حذيفة بن عُتبة))..
وبفضل من الله ونعمة على ((سالم )) بلغ بين المسلمين شأناً رفيعا وعالياً,
أهلتهُ له فضائل روحه , وسلوكه,وتقواه..
وعُرف الصحابي الجليل بهذه التسمية(سالم مولى ابي حذيفة))
ذلك انه كان رقيقاَ واعتِق وآمن بالله وبرسوله إيماناَ مبكراً..
واخذ مكانه بين السابقين الاولين..
وكان حذيفة بن عتبة , قد باكر هو الآخر وسارع إلى الإسلام تاركاً أباه ((عُتبة بن ربيعة)) يجْتر مغايظه وهمومه التي عكرت صفو حياته, بسبب إسلام ابنه الذي كان وجيهاً في قومه , وكان أبوه يُعِدهُ للزعامة في قريش
وتبنى ((ابوحذيفة))((سالماً)) بعد عتقه وصار يدعى بــ((سالم بن ابي حذيفة))..
وراح الاثنان يعبدان ربهما في إخبات, وخشوع..ويصبران أعظم الصبر على أذى قريش وكيدها..
وذات يوم نزلت آية القرآن التي تبطل عادة التبني..
وعاد كل مُتبني ليحمل اسم أبيه الحقيقي الذي ولده وأنجبه..
فــ((زيد بن حارثة )) مثلاً الذي كان النبي قد تبناه,وعُرف بين المسلمين((زيد محمد)) عاد يحمل اسم ابيه((حارثة)) فصار ((زيد بن حارثة)) ولكن ((سالماً))لم يكن يعرف له أب, فوالى ابا حذيفة ,وصار يدعى ((سالم مولى ابي حذيفة))
ولعل الإسلام حين أبطل عاده التبني,وإنما أراد أن يقول للمسلمين لا تلتمسوا رحماً,ولا قُربى ,ولا صِلة تؤكدون بها إخاءكم, اكبر ولا اقوى من الإسلام نفسه..والعقيدة التي جعلتكم إخوانا!!
ولقد فهم المسلمون الأوائل هذا جيداً..
فلم يكن شيء احبَّ إلى احدهم بعد الله ورسوله من إخوانهم في الله وفي الإسلام..
ولقد رأينا كيف استقبل الأنصار إخوانهم المهاجرين,فشاطروهم أموالهم ,ومساكنهم وكل ما يملكون,
وهذا هو الذي رأيناه يحدث بين ((ابي حذيفة )) الشريف في قريش مع((سالم)) الذي كان عبداً رقيقاً,,لا يعرف أبوه,
لقد ظلا إلى آخر لحظة في حياتهما اكثر من اخوين شقيقين- حتى عند الموت –ماتا معاً,,الروح مع الروح والجسد إلى جوار الجسد.,!!
تلك عظمة الإسلام الفريدة...بل تلك واحدة من عظائمه ومزاياه....!!
لقد آمن سالم إيمان الصادقين ...وسلك طريقه الى الله سلوك الإبرار المتقين..فلم يعد لحسبه ولا لموضعه من المجتمع أي اعتبار..
لقد رفع بتقواه وبإخلاصه إلى أعلى مراتب المجتمع الجديد الذي جاء الإسلام يقيمه وينهضه على أساس جديد عادل وعظيم...
أساس تلخصه الآية الجليلةإِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اْللَّه أَتْقَىَكُمْ..!!
والحديث الشريف(( ليس لعربي على أعجمي فضل إلا بالتقوى))...و((ليس لابن البيضاء على ابن السوداء فضلٌ الا بالتقوى))..!!
هذا المجتمع كان الجديد ..وجد أبو حذيفة شرفاً لنفسه إن يوالي من كان بالأمس عبداً..
وفي هذا المجتمع الجديد ,والرشيد, الذي هدم الطبقية الظالمة , وأبطل التمايز الكاذب , وجد سالم صِدْقه وإيمانه وبلائه وجد نفسه في الصف الأول دوماً..!!
أجل لقد كان إماماً للمهاجرين من مكة إلى المدينة طوال صلاتهم في مسجد قباء,,,!!
وكان(( حُجَّةً)) في كتاب الله ,حتى ارم النبي المسلمين أن يتعلموا منه..!!
وكان معه من الخير ,والتفوق
ما جعل الرسول  يقول له((الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك))..!!
وحتى كان إخوانه من المسلمين يسمونه (سالم من الصالحين)..!!
إن قصة سالم كقصة بلال وكقصة العشرات من العبيد ,والفقراء الذين نفض الإسلام عنهم عوادي الرِّق والضعف ,وجعلهم في مجتمع الهدى والرشاد أئمة وزعماء وقادة..
كان سالم ملتقى لكل فضائل الإسلام الرشيد
كانت الفضائل تزدحم فيه وحوله وكان إيمانه العميق الصادق ينسقهما أجمل تنسيق,,
وكان من ابرز مزاياه الجهر بما يراه حقاً .. إنه لايعرف الصمت تجاه كلمة يرى من واجبه ان يقولها ولا يخون الحياة بالسكوت عن الخطأ يؤدوها..
وبعد إن فتحت مكة للمسلمين بعث رسول الله  بعض السرايا إلى ما حول مكة من قرى قبائل , واخبرهم انه عليهم ..وإنما يبعث بهم دعاة لا مقاتلين..
وكان على رأس إحدى السرايا ((خالد بن الوليد) وحين بلغ (خالد) وجهته ,حدث ما جعله يستعمل السيف ويريق الدم.. هذه الواقعة التي عندما سمع النبينبأها , اعتذر إلى ربه طويلاً وهو يقول ((اللهم إني أبرأ إليك مما صنع ((خالدٌ))..!!

والتي ظل أمير المؤمنين((عمر ))يذكرها له ويأخذها عليه ..ويقول إن في سيف خالد رهقاً))
كان يصحب خالد في هذه السرية ((سالم )) مولى أبي حذيفة مع غيره من الأصحاب..
ولم يكد سالم يرى صنيع خالد حتى واجهه بمناقشة حامية وراح يُعدد له الأخطاء التي ارتكبتْ..
و((خالد)) القائد والبطل العظيم في الجاهلية , والإسلام ينصت مرة ويدافع عن نفسه مرة ثانية ,ويشتد في القول مرة ثالثة ,وسالم مستمسك برأيه يعلنه في غير تهيب أو مُداراه. لم يكن سالم آنئذ ينظر إلى خالد كشريف من إشراف مكة ... بينما هو من كان بالأمس القريب رقيقاً..
ولم يكن ينظر إليه كقائد تقدس أخطاؤه بل كشريك في المسؤولية والواجب
ولم يكن يصدر في معارضته خالداً عن غرض او شهوة بل هي النصيحة التي قدس الإسلام حقها والتي طالما سمع نبيَّه عليه السلام يجعلها قوام الدين كله حين يقول : (الدين النصيحة ... الدين النصيحة...الدين النصيحة)..
ولقد سأل الرسول عليه السلام, عندما بلغه صنيع ((خالد بن الوليد)) سأل عليه السلام قائلاً ((هل أنكر عليه احد))...؟؟ ما أجله سؤالاً وما أروعه ...؟؟
وسكن غضبه عليه السلام حين قالوا له ((نعم ..راجعه ..سالم-وعارضه)
وعاش سالم مع رسوله والمؤمنين ..لا يتخلف عن غزوة ولا يقعد عن عبادة ...
وكان إخاؤه مع ((أبي حذيفة)) يزداد مع الأيام تفانياً وتماسكاً وانتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى..
وواجهت خلافة ابي بكر الصديق  مؤامرات المرتدين ..وجاء يوم اليمامة وكانت حرباً رهيبة لم يُبْتل الإسلام بمثلها وخرج المسلمون للقتال وخرج سالم وأخوه في الله أبو حذيفة ..
وفي بدأ المعركة لم يصمد المسلمون للهجوم ..وأحس كل مؤمن هناك أن المعركة معركته والمسؤولية مسؤوليته وجمعهم((خالد بن الوليد ))من جديد وأعاد تنسيق الجيش بعبقرية مذهلة ..
وتعانق الإخوان(أبو حذيفة )و(سالم) وتعاهدا على الشهادة في سبيل الدين الحق الذي وهبهما سعادة الدنيا والآخرة وقذفا بنفسيهما في الخضم الرهيب...!!
وكان (أبو حذيفة )ينادي ((يأهل القرآن ..زينوا القرآن بأعمالكم))..
وسيفه يضرب كالعاصفة في جيش مسيلمة الكذاب
وكان سالم يصيح بئس حامل القرآن أنا لو هوجم المسلمين من قِبل..!!
حاشاك يا سالم ..بل نعم حامل القرآن أنت..!!
وكان سيفه صوالاً جوالاُ في أعناق المرتدين الذين هبوا ليعيدوا جاهلية قريش ويطفئوا نور الإسلام..
وهوى سيف من سيوف الردة على يمناه فبترها ..وكان يحمل راية المهاجرين بعد ان سقط (زيد بن الخطاب رضي الله عنه)
ولما رأى يمناه تُبتر ألتقط الراية بيسراه وظل يلوح بها إلى أعلى وهو يصيح تالياً الآية الكريمةوَكَأيِّن مِّن نَّبِيٍ قَىتَلَ مَعَهُ رَبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ الله وَمَا ضَعُفُواْ اْسْتَكَانُوا واللهُ يًحِبُّ الصَّارِبِينَ
ألا أعظم من به من شعار ذلك الذي اختاره يوم الموت شعاراً له..!!
وأحاطت به غاشية من المرتدين فسقط البطل.. ولكن روحه ظلت تتردد في جسده الطاهر حتى انتهت المعركة بقتل((مسيلمة الكذاب)) واندحار جيشه وانتصار المسلمين..
وبينما المسلمون يتفقدون ضحاياهم وشهداءهم وجدوا سالماً في النزع الأخير وسألهم :
ما فعل أبو حذيفة..؟؟
قالوا استشهد ..
قال: أضجعوني إلى جواره ..|قالوا إنه إلى جوارك يا سالم ولم يعد يتكلم ..!! لقد استشهد في نفس المكان..!!
وابتسم ابتسامته الأخيرة.. ولم يعد يتكلم ..!! لقد أدرك هو وصاحبه ماكانا يرجوان..!!
معاً اسلما....ومعاً عاشا..ومعاً استشهدا يا لروعة الحظوظ وجمال المقادير..!!
وذهب إلى الله ذلك المؤمن الكبير الذي قال عنه عمر بن الخطاب وهو يموت لو كان سالم حياً لوليته من الأمر من بعدي)..!

المصدر: منتديات تراتيل شاعر - من قسم: هدي نبينا المصطفى ▪●

---

rww lk pdhm hgwphfm(shgl l,gn hfd p`dtm) vqd hggi uki g,gd hggi hgwphfmshgl hfd p`dtm pdhm vqd uki rww