بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين إن الإخوة في الإسلام من أعظم ركائز الولاء والبراء ومن البراهين القوية على صدق إيمان العبد وإخلاصه؛ قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات:10]، ولقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الإخوة في الكثير من الأحاديث النبوية؛ فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنَفْسِه» (متفق عليه)، ولذا من الأهمية تعزيز روابط هذه الإخوة بالكثير من السبل للتقرب إلى الله عز وجل والسعي إلى مرضاة الله سبحانه. إن الدعاء لأخيك بظهر الغيب من السبل العظيمة لتوطيد أواصر الإخوة؛ فعن صفوان بن عبد الله بن صفوان رضي الله تعالى عنه قال: قدمتُ الشامَ . فأتيتُ أبا الدَّرداءِ في منزلِه فلم أجدْه. ووجدتُ أمَّ الدَّرداءِ. فقالت: أَتريدُ الحجَّ، العامَ؟ فقلتُ: نعم . قالت : فادعُ اللهَ لنا بخيرٍ. فإنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يقول «دعوةُ المسلمِ لأخيه، بظهرِ الغيبِ، مُستجابةٌ. عند رأسِه ملَكٌ مُوكَّلٌ. كلما دعا لأخيه بخيرٍ، قال الملَكُ الموكلُ به: آمين. ولكَ بمِثل» (مسلم)، والمَلك الموكل هو من عباد الله تعالى المكرمون كسائر الملائكة عليهم الصلاة والسلام، ودعاء الملائكة الكرام عليهم الصلاة والسلام مستجاب بفضل الله سبحانه وعندما عرف أهل الصلاح قدر قيمة الدعاء لإخوانهم بظهر الغيب ثابروا عليه واغتنموا فضله. أخي الكريم: اغتنم هذا الفضل بالدعاء لإخوانك المسلمين، فادع لوالديك، وادع لمن لك بهم صلة رحم وادع لمن تراه في ضيق وهم، وادع لمن تراه في كرب وغم، وادع لمن كان مريضا بالشفاء، وادع للشباب والفتيات بالزواج المبارك، وادع للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، وادع بالخير وثابر عليه، وكن على يقين بأن دعائك بالخير سيجلب لك ولإخوانك الخير، والمَلك الموكل يقول: «آمين ولك بمثل». نسأل الله تعالى أن يغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات وأن ييسر الله الكريم على المسلمين كل عسير والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.