» ٌاليوم الوطني « | |||||
|
|
|
الفتاوى الشرعية ▪● قسم يختص بالفتاوى الشرعية ونقلها عن كبار علماء المسلمين |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل يختلف الحساب حسب عمر الانسان في الدنيا ؟
السؤال: هل الحساب يتفاوت بطول عمر الانسان بمعنى : هل الإنسان الذي عاش 80 سنة وأخذ فرصة كافية للتوبة أو لزيادة حسناته كمثل الذي مات وهو في العشرين أو الثلاثين من عمره ، وهل يؤخذ هذا بعين الاعتبار بجانب اﻷمور الأخرى مثل نوع الاعمال ؟ تم النشر بتاريخ: 2016-05-25 الجواب : الحمد لله أبانت نصوص الشرع وأشارت إلى أن مدة التعمير في هذه الدنيا لها أثر في الحساب والعقاب ؛ ومن ذلك : عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ ) رواه الترمذي (2417 ) وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . ويزيد هذا المعنى وضوحا حديث أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ ، حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً ) رواه البخاري (6419) . قال ابن حجر رحمه الله تعالى : " قوله : ( أعذر الله ) الإعذار إزالة العذر ، والمعنى : أنه لم يبق له اعتذار ، كأن يقول : لو مُدَّ لي في الأجل لفعلت ما أمرت به ، يقال : "أعذر إليه" إذا بلَّغه أقصى الغاية في العذر ومكَّنه منه " انتهى من" فتح الباري " (11 / 240) . وقال الله تعالى : ( وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ) فاطر /37 . قال ابن كثير رحمه الله تعالى : " ( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ ) أي : أوما عشتم في الدنيا أعمارا ؛ لو كنتم ممن ينتفع بالحق ، لانتفعتم به في مدة عمركم ؟ وقد اختلف المفسرون في مقدار العمر المراد هاهنا ، فروي عن علي بن الحسين زين العابدين أنه قال: مقدار سبع عشرة سنة . وقال قتادة : اعلموا أن طول العمر حجة ، فنعوذ بالله أن نُعَيَّر بطول العمر ، قد نزلت هذه الآية: ( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ ) ، وإن فيهم لابن ثماني عشرة سنة ... عن ابن عباس قال : العمر الذي أعذر الله فيه لابن آدم في قوله : ( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ ) ستون سنة . فهذه الرواية أصح عن ابن عباس ، وهي الصحيحة في نفس الأمر أيضا ... " . انتهى من " تفسير ابن كثير " (6 / 553) . وجعل الله تعالى إطالة عمر الكافر وإمهاله في هذه الدنيا سببا لزيادة العقاب عليه ؛ حيث قال الله تعالى :( وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ) آل عمران /178 . قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى : " قال : ( إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ) : فالله تعالى يملي للظالم ، حتى يزداد طغيانه ، ويترادف كفرانه ، حتى إذا أخذه أخذ عزيز مقتدر ، فليحذر الظالمون من الإمهال ، ولا يظنوا أن يفوتوا الكبير المتعال " انتهى من " تفسير السعدي " (ص 158) . وقال الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى : " ذكر في هذه الآية الكريمة أنه يملي للكافرين ، ويمهلهم لزيادة الإثم عليهم ، وشدة العذاب . وبين في موضع آخر أنه لا يمهلهم متنعمين هذا الإمهال إلا بعد أن يبتليهم بالبأساء والضراء ، فإذا لم يتضرعوا أفاض عليهم النعم وأمهلهم حتى يأخذهم بغتة ..." . انتهى من " أضواء البيان " (1 / 352 - 353) . والحاصل : أن تأثير طول العمر في حساب العبد ، وميزان أعماله : إنما يكون باعتبارين : الأول : أن العمر الطويل : حجة من حجج الله على عباده ، فلا يقدر صاحبه أن يطلب مهلة العمر ، وطول الزمان الذي يعينه على العمل الصالح ؛ فلقد كان ذلك كله ، وأمكنته الفرصة ليعتبر ، ويتعظ ، وينتهي عن غيه ، ويعود إلى ربه ؛ فلم يفعل ، وأضاع الفرصة والزمان ، حتى عاد ذلك كله حسرات عليه . الثاني : أن هذا العمر والزمان الطويل ، هو وعاء لعمله ؛ فإما ملأه بصالح العمل ، وإما ملأه بالتفريط ، والتضييع ، وسيء الأخلاق والأعمال ؛ ولذلك لا تزول قدمه يوم القيامة ، حتى يسأل عن ذلك الوعاء : بأي شيء ملأه . ولا يتصور أن يكون حساب العبد يوم القيامة على مجرد الزمان ، من غير عمل ، فإن ذلك الزمان لا ينقضي على العبد من غير أن يعمل عملا ، يقدمه ، أو يفرط تفريطا يؤخره عن ربه ، وهكذا العمل ، خيره وشره ، لا بد له من زمان ، وعمر يقع فيه . ولهذا قال الله تعالى لعباده : ( كَلَّا وَالْقَمَرِ * وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ * إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيرًا لِلْبَشَرِ * لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ) المدثر/32-37 . قال ابن القيم رحمه الله : " إضاعة الوقت الصحيح ، يدعو إلى درك النقيصة ، إذ صاحب حفظه مترق على درجات الكمال ؛ فإذا أضاعه ، لم يقف موضعه ؛ بل ينزل إلى درجات من النقص !! فإن لم يكن في تقدم ، فهو متأخر ؛ ولا بد !! فالعبد سائر ، لا واقف ؛ فإما إلى فوق، وإما إلى أسفل . إما إلى أمام وإما إلى وراء . وليس في الطبيعة ، ولا في الشريعة ، وقوف البتة ؛ ما هو إلا مراحل تطوى أسرع طي ، إلى الجنة أو النار ؛ فمسرع ومبطئ ، ومتقدم ومتأخر . وليس في الطريق واقف البتة ؛ وإنما يتخالفون في جهة المسير، وفي السرعة والبطء : ( إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيرًا لِلْبَشَرِ * لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ) ولم يذكر واقفا ؛ إذ لا منزل بين الجنة والنار، ولا طريق لسالك إلى غير الدارين البتة ، فمن لم يتقدم إلى هذه بالأعمال الصالحة ، فهو متأخر إلى تلك بالأعمال السيئة " انتهى من "مدراج السالكين" (1/278) . ومن هنا كان يوم القيامة : يوم التغابن ، وكان يوم الحسرة ، حسرة من ضيع عمره ، في غير طاعة الله ، وقد أخذ الفرصة ، وأعطي المُهْلة ؛ فضاعت الأعمار ، وانقطعت الأعذار !! والله أعلم . موقع الإسلام سؤال وجواب المصدر: منتديات تراتيل شاعر - من قسم: الفتاوى الشرعية ▪● ig dojgt hgpshf psf ulv hghkshk td hg]kdh ? l,rt hgHph]de hglsgl hghkshk hgpshf hg]kdh hgqudtm dojgt psf ulv
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
موقف, الأحاديث, المسلم, الانسان, الحساب, الدنيا, الضعيفة, يختلف, حسب, عمر |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
موقف المسلم من الأحاديث الضعيفة | اريج المحبة | الفتاوى الشرعية ▪● | 26 | 05-05-2016 11:47 AM |
كيفية علاج الشخصية الضعيفة | روح | [ عآلم آلنجآح وتطوير آلذآت▪● | 18 | 12-26-2015 05:53 PM |
فهرسة فتاوى الأحاديث الضعيفة والموضوعة | غياهيب الحرف | نفحات آيمانية ▪● | 41 | 10-26-2015 11:02 AM |
ممنوع دخول اصحاب القلوب الضعيفة | eyes beirut | وسع صدرك وخليها وعليها ▪● | 4 | 08-25-2015 06:46 PM |
مصالحة المسلم غير المسلم بعد الخصومة | سراج المحبة | الفتاوى الشرعية ▪● | 10 | 02-03-2015 04:38 PM |