ظهرت حمّى "إيبولا" النزفيّة، للمرّة الأولى، في سنة 1976، في "الكونغو"، بالقرب من نهر "إيبولا". ولكنّه تمّت السيطرة عليها، فاختفت لخمس أو ست سنوات، ثمّ لم تلبث أن عادت بالوتيرة ذاتها تقريباً. وتتزايد أعداد الوفيّات إلى ما يزيد عن 1000 ضحيّة حتى تاريخ كتابة هذه السطور، فيما ترتفع الإصابات إلى نحو 1800 حالة! لفيروس "إيبولا" فترة حضانة تمتدّ ما بين يومين 1 يوماً، قبل أن يبدأ هذا الفيروس بالتفاعل في داخل الجسم، بعد الإصابة. وللتعرّف على حمّى "إيبولا" النزفية وطرق علاجها المتوافرة والوقاية المطلوبة، "إليكم هذا الحوار مع " الأستاذ في كليتي طب جامعتي البلمند والقديس جاورجيوس الاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور كلود عفيف
تبدأ عوارض الإصابة، في المرحلة الأولى، بارتفاع درجة حرارة الجسم حتى 40 درجة مئويّة،
بالإضافة إلى آلام في الجسم، كما في البطن والرأس العضلات، في ظلّ إنهاك وتعب شديدين.
أمّا في المرحلة الثانية، فتشمل الأعراض: التقيّؤ والإسهال القوي.ولكن الكبد يُصاب، وكذلك الكلى، في المرحلة الثالثة. كيف تنتقل عدوى فيروس "إيبولا"؟
لا تنتقل العدوى فيروس "إيبولا" في الهواء، إنمّا من خلال إفرازات الجسم الداخليّة المختلفة كالدمع،
والمخاط، والبراز، والبول.وبالطبع، إنّ انتقال جميع هذه الإفرازات من شخص مريض إلى شخص سليم أمرٌ معدٍ، خصوصاً حين الملامسة. هل يُمكن لمناعة الجسم أن تلعب دوراً في مقاومة فيروس "إيبولا"؟
تلعب مناعة الجسم دوراً في مقاومة الإصابة بالحمّى، إلا أنّ كيفيّة تفاعل هذا الفيروس
في داخل الجسم هي المقرّرة لإمكانية مقاومة الإصابة، ومدى التأثّر بها؛ علماً أنّ الوفاة من جرّائها قد تصل إلى 90%، على سبيل التقدير!
إلى ماذا ترتكز العلاجات المتوافرة في الوقت الراهن؟
تعتمد علاجات إصابات "إيبولا" على العناية المساعِدة، إذ تغيب العقاقير واللقاحات المتعلّقة، حتى اليوم.
وتكمن الطريقة المعتمدة في العلاج حالياً في مداواة كلّ عارض على حدة. فعندما يبدأ المرضى
بالنزف ـ على سبيل المثال ـ يتمّ تزويدهم بالدم. وعندما تتعطّل الكلى، يتمّ إخضاعهم لجلسات غسل الكلى،
مع الحفاظ على معدّلات الماء في أجسامهم لإبقاء حالاتهم مستقرّة. ما هي الإجراءات الوقائية، التي يجب أن تعتمدها السلطات، للحدّ من انتشار العدوى؟ تشمل الإجراءات الوقائية:
_ إحصاء أعداد المصابين بحمّى "إيبولا" النزفية، في الدول التي ينتشر فيها المرض، ثم عزلهم في المراكز الصحيّة،
ثمّ تأمين العلاجات اللازمة حسب العوارض التي يعانون منها.
_ القيام بحملات توعية حول كيفيّة انتقال المرض وطريقة دفن الموتى من المصابين، لأنّ طريقة الدفن قد تكون مسؤولة عن نقل هذه العدوى!
_ اتّباع سياسة "منظّمة الصحّة العالميّة"، في طرق العلاج والعزل والتعاطي مع المصاب.
_ القيام بإحصاء الجاليات في الدول، التي ينتشر فيها المرض، من أجل تسهيل مهمّة مراقبة العائدين من بينهم إلى أوطانهم.
_ فحص حرارة القادمين من بلدان موبوءة في المطارات.وإذا تمّ الاشتباه بإصابة أحدهم،
كان على السلطات وضعه في الحجر الصحّي، على الفور، للتأكّد من حالته. إرشادات هامّة
لم تحظّر "منظّمة الصحّة العالميّة" حتى تاريخ كتابة هذه السطور السفر إلى البلدان التي ينتشر فيها المرض؛
وهذا يعني أنه لا داعي للهلع، إنّما يجدر بكلّ مسافر الالتزام بالإرشادات التالية لتوفير الحماية الشخصيّة والعائليّة، في أثناء السفر:
_ غسل اليدين بواسطة المطهّر، باستمرار.
_ ارتداء القفّازات في أثناء السفر، لتجنّب التقاط العدوى عبر اليدين.
_ البعد عن المناطق الموبوءة حصراً، من دون التوقف عن السفر.
_ عدم لمس الخفافيش والقرود، لأنّ الفيروس ظهر بدايةً عند خفّاش
أو "وطواط الفاكهة الإفريقي"، وهذا الأخير نقله إلى القرد، فالإنسان.
_ نقل المصاب إلى المستشفى على وجه السرعة، علماً أنه يُمنع علاج حمّى "إيبولا" النزفية في المنزل.
وبالطبع، يجدر بأفراد الطاقم الطبي المعالج ارتداء الملابس الواقية الخاصّة.