الأزمة الليبية محور اجتماع وزراء خارجية الاتحاد المغاربي

مدور , الليبية , الأزمة , المغاربي , الاتحاد , اجتماع , خارجية , وزراء

الأزمة الليبية محور اجتماع وزراء خارجية الاتحاد المغاربي

تبدأ، الخميس، بتونس أعمال الدورة الرابعة والثلاثين لمجلس وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي، وذلك بعد نحو عشرة أيام من اجتماع مماثل عقده وزراء داخلية دول اتحاد المغرب العربي في تونس أيضا، ما أعطى إشارات بأن مسيرة هذا الاتحاد بدأت تستعيد نشاطها بعد تعطل دام لسنوات طويلة.ويُتوقع أن يُشارك في أعمال هذه الدورة كافة وزراء خارجية الدول المغاربية الخمس (تونس والجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا)، بحسب دائرة الإعلام التابعة لوزارة الخارجية التونسية.
ولم تُقدم دائرة الإعلام التابعة لوزارة الخارجية التونسية في اتصال هاتفي مع “العرب”، تفاصيل جدول أعمال هذا الاجتماع، واكتفت بالإشارة إلى أن مدة أعمال هذه الدورة حُددت بيوم واحد.
غير أن مصادر سياسية مقربة من الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي، كشفت لـ”العرب” أنه سيتم خلال هذا الاجتماع بحث جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، منها تطورات الأزمة في ليبيا، إلى جانب استعراض نشاط البنك المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية، وبعض المسائل التنظيمية الأخرى.
وقال المحلل السياسي التونسي كمال بن يونس، إن هذا الاجتماع الذي سترأسه ليبيا، سيوجه رسالة هامة للمجتمع الدولي تتمحور حول دعم الدول المغاربية للمسار السياسي الحالي في ليبيا، ورفض التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا.





ولم يستبعد في تصريح لـ”العرب” أن يتم خلال هذا الاجتماع التأكيد مرة أخرى على أهمية إحكام التنسيق الأمني بين دول الاتحاد المغاربي لمواجهة ظاهرة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى التوقيع على عدد من الاتفاقيات لتعزيز علاقات التعاون في مختلف المجالات.
ويرى مراقبون أن هذا الاجتماع تُعلق عليه الكثير من الآمال في إعادة تفعيل دور مؤسسات هذا الاتحاد الذي تأسس في السابع عشر من شهر فبراير من العام 1989، ليكون تكتلا اقتصاديا قويا قادرا على تمكين دول المنطقة من مواجهة التحديات التي تواجهها.
ولكن، هذه الآمال تبقى رهينة التجاذبات السياسية بين دول هذا الاتحاد الذي تعطلت مسيرته منذ العام 1994، حيث لم يتمكن منذ ذلك الوقت من عقد قمة لرؤساء دوله بسبب الخلافات بين الدول الأعضاء، وبشكل خاص الخلاف حول ملف الصحراء.
وعلى هذا الأساس، رأى المحلل السياسي التونسي منذر ثابت، أنه رغم أهمية عقد هذا الاجتماع في هذا الوقت بالذات، إلا أنه يبقى بمثابة “محاولة لإيهام النفس بأن الأجواء في المنطقة المغاربية نقية ومستقرة رغم استمرار الخلافات حول عدد من القضايا الهامة”.
وقال لـ”العرب”، “إن تلك الخلافات أبقت انتظارات شعوب المنطقة ومصالحها داخل لعبة الشطرنج لدى حكام الدول المغاربية، رغم أن كل المؤشرات تؤكد أن الاتجاه نحو توحيد السياسات في المجال الاقتصادي يمكنه أن يحقق جزءا من تلك الانتظارات”.
ودعا منذر ثابت إلى ضرورة إدخال إصلاحات هيكلية على مؤسسات الاتحاد المغاربي، وخاصة منها “إقرار برلمان مغاربي منتخب مباشرة من شعوب المنطقة المغاربية كشرط أساسي لدفع بناء ديناميكية البناء المغاربي الموحد”.
وفيما تترقب الأوساط السياسية نتائج هذا الاجتماع الذي سيتسلم فيه رسميا وزير الخارجية التونسي السابق الطيب البكوش الأمانة العامة لهذا الاتحاد من الحبيب بن يحيى، يُحذر الخبراء من أن عدم استكمال بناء اتحاد المغرب العربي له كلفته على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ذلك أن استقرار الدول ومناعتها وازدهارها تتوقف إلى حد كبير على مدى اندماجها في محيطها.
ويعتبرون أن عدم بروز تكتل مغاربي قوي ومتماسك يحد من قدرة الدول المغاربية على مواجهة التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم، ومن تأثيرها الإقليمي والدولي، بإعتبار أن عدم الاندماج يضعف قدرتها التفاوضية مع بقية التكتلات الأخرى.
ويُفوت غياب الاندماج الاقتصادي المغاربي على دول المنطقة فرصة نمو سنوي في حدود 2 بالمئة، إلى جانب بقاء نسبة المبادلات التجارية ضعيفة حيث لا تتجاوز حاليا 4 بالمئة من مجموع المبادلات مع الخارج.
وتدفع هذه التطورات إلى ضرورة العمل من أجل إخراج هذا التكتل من مربع الجمود الذي شل نشاطه منذ العام 1994، وجعله عاجزا عن الفعل في ظل واقع إقليمي ودولي سمته تشابك المصالح وتداخل الرهانات الإستراتيجية.

المصدر: منتديات تراتيل شاعر - من قسم: مُوجز آلآنبآء ▪●

---

hgH.lm hggdfdm lp,v h[jlhu ,.vhx ohv[dm hghjph] hglyhvfd l],v hggdfdm hgH.lm hglyhvfd hghjph] h[jlhu ohv[dm ,.vhx