الأيفون، ذلك الهاتف الذكي الذي أحدث ثورة في عالم التقنية، وفي فئة الهواتف الذكية،
كان منطلق سلسلة جميع الهواتف الذكية التي نراها الآن، سواء من خلال نظام
التشغيل الذي جاءت باقي الأنظمة محاكية له، أو تصميم الجهاز الذي كانت أيضا أغلب
الشركات تسارع لمحاكاة ذلك التصميم مع بعض التغييرات، ومع كثافة المنافسة، وطول
المدة فهل يمكن القول أن أسطور الأيفون قد انتهت فعلا ؟!
أول سقوط لمبيعات الأيفون – هل يعني بداية النهاية ؟!
الجميع تابع معنا مقال نتائج آبل المالية الأخيرة، هذه النتائج الذي كانت تتوقعها آبل،
وتلقاها المستثمرون في الشركة والمتابعون لها بذهول كبير، هذه النتائج التي بموجبها
خسرت آبل ملايير الدولارت من الأرباح فضلا عن قيمتها التجارية، كل هذا بالنسبة لآبل
يعتبر صدمة، وكذلك بالنسبة لمستخدمي أجهزتها، محبيها ومتابعي أخبارها.
فمنذ ظهور جهاز الأيفون لم يحصل أن وصلت المبيعات إلى هذا الانحدار الكبير، عادة
يكون هناك بعض الضعف في المبيعات؛ ولكن ليس لهذه الدرجة، فجهاز الأيفون ومنذ
ظهوره وهو يحصل على
مبيعات ضخمة خلال كل ربع، وخلال تلك الفترة تنقص المبيعات
إلى حين ظهور جهاز أيفون جديد، لكن هذا ما لم يحصل بشكل جيد لشركة آبل، فهل
يعني هذا بداية نهاية أسطورة الأيفون ؟
الجواب عن هذا السؤال سيكون من خلال تبسيط وتوضيح لحالة سوق الهواتف، حالة
الأيفون في الوقت الراهن، وبعض التفاصيل الأخرى المهمة والتي نوردها في نقاط
مختصرة ليسهل على الجميع فهمها:
أولا: الإقبال على الجيل الجديد ضعيف جدا !
نعم، هذا ما رصدته عدة إحصائيات وسبر للآراء، فحاليا المستخدم الذي يملك جهاز أيفون
6، لن يكون بحاجة للحصول على الأيفون 6s فقط من أجل بعض المزايا التقنية الخفيفة،
فضلا عن أن الحاجة للتغيير تحتاج لدورة كاملة، قد تستغرق لدى غالبية المستخدمين ما
بين عام ونصف إلى عامين وفق الدراسات، وبالتالي فإن لدى آبل فرصة لتعويض هذه
المبيعات الضعيفة من خلال الحصول على
مبيعات جيدة لجهاز الأيفون SE، وكذلك الأيفون
7 القادم قريبا !
ثانيا: التشبع التام في سوق الهواتف الذكية
جميع الشركات تشتكي من نقص المبيعات، لكن طبعا ليس كلها، نحن نتحدث عن
مبيعات الهواتف الرائدة، أو ذات المواصفات التقنية العالية، وبطبيعة الحال ذات السعر
المرتفع مثل أجهزة الأيفون وما يقابلها لدى الشركات الأخرى، يمكن القول الأجهزة التي
سعرها أغلى من 500 $.
هذه الأخيرة أصبح هناك تشبع بها وبما هو أدنى منها في السوق، وهذه النقطة تابعة
للنقطة التي سبقتها ومتداخلة معها، فالمستخدم يرى خيارات كثيرة مطروحة أمامه،
ولن يكون مضطرا لطلب جهاز الأيفون فقط، وهو ما سنفصله في النقطة الثالثة.
ثالثا: المنافسة الشرسة – هواتف قوية بأسعار رخيصة جدا
في وقت سابق كان جهاز الأيفون لوحده ينافس العشرات من الأجهزة، فقط بسبب
تصميمه المميز، نظام تشغيله القوي، الآن نظام الأندرويد تطور وتحسن بشكل كبير، فلم
يبق أمام الشركات سوى الحرص على توفير أجهزة قوية، وهو ما قامت به فعلا العديد
من الشركات، أكثر من ذلك؛ حرصت تلك الشركات على توفير هواتف ذات مزايا تقنية
عالية جدا، وبسعر رخيص.
والجميع يعرف جنسية هذه الشركات، إنها الشركات الصينية العملاقة مثل: هواوي،
شياومي، Meizu و Oppo وZTE وVivo وLeEco، وغيرها كثير من الشركات الصينية، هذه
لوحدها تعتبر قوة توازي قوة آبل على عدة أصعدة، كثير منها يحاكي تصاميم وأفكار
شركة آبل، وتقوم بطرحها بسعر رخيص، فمثلا يمكنك الحصول على جهاز يوازي
مواصفات جهاز الأيفون 6s – ولو بالتقريب- بسعر لا يفوق 400 دولار، في حين أن سعر
الأيفون يصل إلى 700 دولار وأكثر.
هذا دونما حساب الشركات الأخرى الشهيرة مثل سامسونج وLG والتي توفر هواتف
تنافس الأيفون، فبعيدا عن القول أن نظام iOS أفضل من نظام الأندرويد، فشريحة كبيرة
من المستخدمين لا تعِ ولا يهمها نظام التشغيل؛ فكل ما يطلبه جهاز ذو مزايا تقنية
عالية، وبسعر منخفض، وهو الموجود عند الشركات الأخرى غير شركة آبل !
رابعا: خسارة السوق الصيني – السبب معروف
السوق الصيني يعتبر من أهم الأسواق، لوحده يوازي الكثير من الأسواق الأخرى، طبعا
الكثافة السكانية والإقبال الكبير على الهواتف الذكية، جعل شركة آبل تركز على هذا
السوق، ولكن مع قوة منافسة الشركات المحلية، وتوفيرها الهواتف بأسعار رخيصة جدا
مقارنة بما توفره آبل، ونحن هنا نتحدث عن الهواتف ذات المزايا التقنية المقاربة لجهاز
الأيفون؛ دون الالتفات للأفضلية الكاملة، فالسعر بالنسبة للمستخدم سيكون وحده فاصلا
ومرجحا لكفة الأجهزة الأخرى، وهو ما ذكرناه في النقطة الثالثة.
خامسا تدارك هذه الصدمة يحتاج لمزيد من الوقت وهناك صدمات أخرى قادمة
تلك المبيعات التي حصلت عليها آبل تعتبر صدمة كبيرة، مع ذلك من المتوقع كما أشارت
لذلك آبل، وأكده الخبراء؛ أن هناك مزيدا من الصدمات قادمة، باعتبار أن الإعلان عن جديد
آبل بالنسبة للأيفون؛ سيتأخر إلى غاية الخريف القادم، وبهذا خلال هذه الفترة ستعاني
أجهزة الأيفون من
مبيعات ضعيفة، إلى حين وصول الضيف الجديد: الأيفون 7.
سادسا: لا يزال أمام آبل فرص كبيرة لاستعادة مكانة الأيفون
يعتبر الأيفون الدجاجة التي تبيض ذهبا بالنسبة لشركة آبل، انخفاض المبيعات يعني
خطر كبير يحدق بالشركة، حتى وإن كانت باقي المنتجات تحصل على
مبيعات كبيرة،
فالأيفون يعتبر وحده في كفة؛ وباقي الأجهزة والخدمات التي تقدمها آبل في كفة
أخرى، لهذا يجب على آبل تدارك الأمر.
بطبيعة الحال لا يزال أمام العديد من الفرص، وذلك من خلال الأيفون 7 القادم، وإن كانت
التقارير تتحدث عن جهاز عادي بدون مزايا تقنية تجبر مستخدمي الجيل السابق ونقصد
الأيفون 6 و6s على الترقية أو شراء الأيفون 7، مع ذلك لا يمكن استباق الأحداث ويجب
الصبر إلى حين قيام آبل بإطلاق الجهاز، والتعرف على آراء المستخدمين.
سابعا: يجب على آبل إطلاق أيفون ثوري وتنفيذ طلبات المستخدمين
الحل الأمثل أمام شركة آبل لتجاوز هذه الصدمة، هو توفير جهاز أيفون ذو مزايا تقنية
عالية، الاستجابة لمطالب المستخدمين المهمة، وهذا من شأنه مساعدة الشركة على
استرجاع مكانتها ضمن الشركات المحصلة لأكبر المبيعات، ولا يوجد حل غير هذا في
ظل المنافسة الشرسة.
دون نسيان ضرورة قيام آبل بالمنافسة في فئة الهواتف المتوسطة، أو التي تكون بمزايا
تقنية متوسطة وسعر رخيص، لا يجاوز 350 $، فهذا من شأنه أن يدفع بعجلة المبيعات
إلى الأمام، ويساعد آبل على الوصول لشريحة كبيرة من المستخدمين.
أخيرا: هذه أهم 7 أفكار حول الصدمة التي تلقتها آبل، وبعض النقاط المتعلقة بها، فما
هو
رأيكم ؟ هل تعتقدون أن آبل ستنجح في العودة؟ أو أن هذه فعلا تعتبر بداية نهاية
الأيفون الأسطورة ؟!