تواصل مسلسل وفيات الطلاب داخل باصات المدارس، حيث لقي طفل في الصف الثاني ابتدائي في إحدى المدارس الخاصة بجدة أمس مصرعه اختناقا داخل باص المدرسة الذي يقوده وافد عربي، بعد نسيانه بداخله من الساعة السابعة صباحا وحتى الواحدة ظهرا دون أن يتفقده أحد من مسؤولي المدرسة ومن يعملون بها ودون أن يتم إشعار عائلته بأن طفلهم غائب ولم يحضر إلى المدرسة، ليتفاجأ الطلاب بزميلهم متوفى داخل الباص أثناء الانصراف لتعلو صرخاتهم ومحاولات إنقاذه التي لم تجدِ فالساعات الست التي قضاها الطفل نواف السلمي في الباص المغلق كانت كفيلة بأن يلفظ من خلالها أنفاسه الاخيرة.
وقد قامت إدارة المدرسة بنقل الضحية بسيارة خاصة إلى أقرب مستشفى خاص لهم وفور الكشف الطبي عليه أوضح الطبيب أن هذا الطفل توفى قبل الوصول إلى المستشفى بساعات وحدد التقرير الطبي بأن سبب الوفاة هو هبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف القلب وأنه تم الكشف عليه في الساعة الـ1,50 دقيقة بعد الوفاة.
«المدينة» وجهت للمسؤول عن المدارس عدة استفسارات عن سبب نسيان الطفل في الباص وعدم إبلاغهم لاهله بأنه لم يحضر وكان رده بأنه ليس لنا علاقة ولا يحق للاعلام سؤاله.
السيلفي الأخير
لم تكن أسرة الطفل نواف السلمي الذي يبلغ من العمر 8 سنوات تعلم بأن السيلفي الذي التقطه ابنهم ووثقته هواتفهم سيكون الصورة الاخيرة له قبل أن ينساه سائق الباص الخاص بمدرسته الاهلية التي يدفع والده لها 20 ألف ريال سنويا ليجد ابنه أفضل الاهتمام والرعاية والتعليم من خلالها، محملين إدارة المدرسة المسؤولية الكاملة ومطالبين بمحاسبة الجناة الذين تسبب إهمالهم بإزهاق روح ابنهم، وتساءلت الأسرة: لماذا لم تقم إدارة المدرسة بالاتصال بناء لتخبرنا بأن ابننا لم يحضر في الصباح لنخبرهم بحضوره لعلهم يتداركون الوضع.
من جانبها شكلت شرطة جدة فريق تحقيق انتقل إلى موقع الحادث وتحفظ على سائق الباص وشرع في التحقيق مع والد ووالدة الضحية وسائق الباص ومسؤولي المدرسة وفور جمع كافة الاقوال وانتهاء التحقيقات سوف يتم إحالة كامل أوراق القضية إلى هيئة التحقيق
طلال السلمي شقيق الضحية نواف والذي يدرس بالمرحلة المتوسطة بذات المدرسة قال: لم أكن أعلم بأن تلويحة شقيقي نواف لي بيده ستكون الأخيرة، وأضاف: نزلت من الباص أنا وزملائي في المرحلة المتوسطة وبقي نواف ورفاقه، وأكملت يومي الدراسي وبعد نهاية الدوام ذهبت لأخذ أخي نواف وفور مقابلتي لمعلمه أخبرني بأن نواف لم يحضر الى المدرسة واكدت له حضوره هذا الصباح،وذهبت إلى المدير ولم أجده وعدت إلى الباص فوجدت حقيبة اخي ونظارته ملقاة على الارض واخبرني أحد سائقي الباص بأنه تعب وذهب به مدير المدرسة إلى المستشفى وطلبت رقم مدير المدرسة وذهبت إلى المنزل واخبرت عمي والذي قام بالاتصال بالمدير واخبره عن وفاة أخي نواف. والادعاء العام بحكم الاختصاص.
تعليم جدة يعزي الأسرة ويتابع الحادثة مع الجهات المعنية
أعربت الإدارة العامة للتعليم بجدة عن تعازيها ومواساتها لوالد ووالدة واسرة الطالب نواف السلمي والذي توفى امس( الأحد) في الباص الخاص بمدرسة اهلية بجدة حيث يدرس في الصف الثاني الابتدائي بها، واكتشف أثناء انصراف الطلاب أنه في الباص حيث تم نقله إلى المستشفى لكنه فارق الحياة. وأوضح المتحدث الرسمي بتعليم جدة عبدالمجيد الغامدي أن مدير التعليم بجدة يتابع شخصيًا مع الجهات المعنية والجهات ذات العلاقة هذه الحادثة الأليمة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الجهات الأمنية قد بدأت التحقيق في الحادثة كما باشر كل من مكتب التعليم والأمن والسلامة والتعليم الأهلي الحادث والوقوف على ملابسات الحادث وإجراءات المدرسة. وأضاف إن مدير مكتب التعليم الأهلي ومدير الأمن والسلامة ومسؤولي مكتب التعليم بالنسيم قد وقفوا على تفاصيل الحادث في موقعه.
قانوني: المدرسة والسائق يتحملان المسؤولية
قال المحامي خالد الفوزان إن المتبوع مسؤول عن أعمال تابعيه فهذا يدل على إهمال المدرسة وهي تتحمل المسؤولية والسائق يتحمل الدية وفي النهاية القضاء هو من يفصل بها ويحدد المتسبب، وبناء على التحقيقات التي تكشف هل الحادث شبه جنائي أم الوفاة طبيعية بسبب الاهمال، وأضاف الفوزان إن أضرار الحالة النفسية والمعنوية لذوي الضحية لا تقدر بثمن في مثل هذه الحالات.