03-28-2016, 10:58 PM
|
|
|
|
|
لون السمآء
ماأن تأتي لحظة يسود فيها الصمت . الاّ وتجد ريم ذات الثآمنة عشر ربيعا ً من العمر مؤصدة الأفاق بالحزن . عشرة إيام خلونا على فراق والدها عن والدتها الحنون دون طلاق بائن ومع حبها لهما الا ّإنها لم تستطع الوفاق أوالتسوية بينهما حتى شعرت كأنها حلقة مفرغة بين طرفي نقيض . . الغريب أن أبويها يعيشان معها تحت سقفاً واحد رغم الشقاق والنزاع وهي بينهما كالفراشة اليأسة عن بث الأريج .
هكذا دأبها كلما أرادت تقصي سبب الخلاف يقطعآن عنها السبل . وفي إحدى الإيام حضرت الريم مقابلة شخصية على خلفية إجراءت قبول الجامعة . وبين طيّاتها حلم خالطه ُوهم . فلما أستـُدعيّت تقدمت بوجهٍ شاحب وخـُطى مثقلات
. فرأت بين الموظفات امرأة تتوسطهن ذات هيبة وإجلال . وبجانبها لوحة مكتوب عليها عميدة الكلية . ف إزدادت رهبة وتوجس وبعد لحظات أبصرت الريم تلك العميدة وهي رافعة ٌ رأسها وأذا عيّناها تشابهان عينا أمها . فأصيبت ريم بالدهشة . . حتى تاهت بين دهاليزي نفسها متسألة ٌ .! كيف صآدف هذا الإتفاق التشابهيّ بين العميدة وأمي ؟ لكنها أسرْت ذلك في خلدها ولم تـُبديّ بكلمة ٍ واحدة . هذا وقد بدأت العميدة تسئل وريم تجيب بأكثرهدوءً عن ذي قبل . وأستمرت المقابلة على هذا المنوال حتى طرحت العميدة سؤالها الأخير والذي لم يكن في الحسبان . وكان السؤال. . هل تعرفين يا أبنتي لون السماءالحقيقي ؟ .. أحتارت ريم بماذا تجيب .؟ فمن المعروف أن السماء تستكين لكل ما يطرأ على أرجائها . فالليل يتغشاها بالسواد . والنهار يطلي صفحاتها بالبياض . والغروب بين جنباتها أحمراً كـ دم ِ الغزال . فمن أين لها أن تعرف ؟؟ عندها تركت من الفراغ جوابا ً لسؤال . ثم قامت من الكرسي وهي تجر ذيول الخيبة .لقد أرادت الإنسحاب قبل أن يُطلب أحداً منها ذلك . وقبل مغادرة القاعة . نظرة الى عيّنا العميدة بنظرات متكسرة أسيّفة . ممادعى العميدة لتسألها عن ذلك .! فاأجابتها الريم بصوتٍ خافت مـُتقطع .. أيتها العميدة أن لون السماء الحقيقي الذي سألتيني عنه لم أجد له إجابة الا ّ أنه يشابه لون عينآك ِ الجميلتان اللتان تشابهان عينا أمي . فغرورغت عين العميدة وقامت بإحتضان الريم في مشهد قلّما أن تجد له مثيل . مما أثار أعجاب الحاضرون . فاأنهال الجميع بالتصفيق والتصّفير . . فوضعت الإدارة ملفها مع المقبولات . و بعد إجتياز المقابلة ركبت سيارة أبيها والبشارة لم تُفارق محياها . فسألها الأب عن ذلك . فا أخذت تخبره عن قصتها والعميدة )*. ثم ذيّلت ذلك قائلة ٌ : إن المرأة يا أبتي شعلة من العواطف لايزيدها الصمت الا ّ توهجا .. لقد تعلمت منك في صغري . إذ أني سمعتك مراراً وأنت تلقي في روع أمي إيحاءات الحب حتى نمت بداخلها وترعرعت فكنتُ أنا ثمرة من تلك الثمار . فلما وقع بينكما ماوقع من النزاع . لم تهجر هي دارك بل حفظت ودك وصانة سرك . ولم تخبرني وأنا أقرب الناس لها وأليها . عن سبب النزاع بينكما . الا ّ تستحق أمي أن تخفض جناحك وتحتويها . كما أحتوت العميدة أبنتك اليوم !! ثم بكت الريم .. فقام الأب يهدئها حتى سالت منه دمعة أخفاها . ثم توالت منه دموع متفرقة غير خافيات . فقام بتقبيل رأس أبنته وتباكيّا معا ً . ساد الصمت بينهما . حتى لحظة وصول البيت . سبق الأب أبنته الى الدخول . فرأى زوجته وتراضى معها وطويّا سويا ماضٍ طالت فصوله . فا أعادو نصب أشرعة ذات شموخ في بحر الغرام . ومع قدوم الليل أوقدوا شموع حُبا ً لاتنطفئ . والريم بينهما تنثر الورد الأحمر والأصفر والبنفسج . وهي لاتكف عن الزغاريد
. ومن هنا علينا أن نعي جيدا ً أن السماء لها لون حقيقي كالحب مهما أخفته الأقدار سيظل باقي وللأبد . .
g,k hgslNx
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 08:52 PM
|