مات ابنٌ صغير لم يبلغ الحلم، وسمعت من بعض المعزِّين قولهم في مواساتهم لأبيه: طير من طيور الجنة إن شاء الله. ما صحة هذا القول؟
الجواب: ثبت في صحيح مسلم من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت:دُعي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة صبي من الأنصار، فقلت: يا رسول الله طوبى لهذا، عصفور من عصافير الجنة لم يعمل السوء ولم يدركه، قال: «أو غير ذلك، يا عائشة إن الله خلق للجنة أهلًا، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلًا، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم»[مسلم: 2662]هذا الحديث مخرَّج في صحيح مسلم، ولعلَّ المراد من ذلك عدم القطع لأحد بالجنة، وكل هذا تحت مشيئته -جل وعلا-، وإلا فالمعروف والمرجَّح عند أهل العلم أن من مات قبل الحنث من أطفال المسلمين أنهم في الجنة، ويقول الإمام أحمد: أطفال المسلمين لا يَختلف عليهم أحد أنهم في الجنة. والمسألة بأقوالها وذيولها مبسوطة في آخر كتاب (طريق الهجرتين وباب السعادتين) لابن القيم –رحمه الله-، وأيضًا تعرض لطبقات من الناس مثل من مات في الفترة، ومثل من مات وهو مجنون، ومثل أطفال المشركين، وغير ذلك، ذكر خلافات أهل العلم بالأدلة، لكن لا يختلفون في أطفال المسلمين أنهم في الجنة.