مقدمه: تلمسان التي تلقب بـ "لؤلؤة المغرب الكبير"، هي مدينة في شمال غرب الجزائر، عاصمة ولاية تلمسان. ثاني مدينة من حيث الأهمية بعد وهران في الجهة الغربية، فخورة بماضيها المجيد والمزدهر، ذات المعالم الأندلسية متأصلة في المغرب الإسلامي الكبير، وصاحبة المواقع الطبيعية الخلابة هي "مدينة الفن والتاريخ" كما كان يسميها جورج مارصي.
فهي تقع داخل مزارع الزيتون والكروم، وتكثر بها المباني الخالدة حتى إنّه قد أطلق عليها اسم (غرناطة إفريقيا). بطاقة تعريفية عن مدينة تلسمان:
تلمسان في اللغة يتألّف اسم المدينة من مقطعين لكلمتين أمازيغيتين هما: تلم، وتعني تجمع، وسان: وتعني اثنان. ، أمّا المستشرق الفرنسي جورج مارصي يُرجّح بأن اسم تلمسان مشتق من الأمازيغيّة تالا يمسان؛ تالا تعني المنبع، ويمسان تعني الجاف؛ حيث رجّح بأنّ اسمها النبع الجاف.
تُطلق على المدينة أسماء أخرى مثل: بوماريا، وتقرارات، وأغادير، ولُقّبت بالإضافة للؤلؤة المغرب بأنّها عروس المتوسط.
تقع ولاية تلمسان شمال غرب الجزائر يحدها شمالا البحر المتوسط وجنوبا ولاية النعامة وشرقا ولايتي عين تموشنت وسيدي بلعباس وغربا المغرب الأقصى. وهي منطقة تاريخية وسياحية، كانت تعرف ببوماريا في العهد الروماني واتخذها الزيانيون عاصمة لهم.
تنقسم ولاية تلمسان إلى 22 دائرة و 53 بلدية. كما تعتبر مدينة تلمسان مدينة سياحية لما فيها من آثار ومعالم سياحية مثل مغارات عين فزة، المنصورة وندرومة، ميناء هنين، ومساجد بني سنوس التي تعود للعهد المرابطي. اشهر المعالم التاريخية بمدينة تلمسان:
توجد في مدينة تلمسان الكثير من المعالم التاريخية يتقدمها متحف «الفن والتاريخ» وقد بني فوق المدرسة التشفينية التي أقامها السلطان عبد الرحمان تاشفين بين سنتي 1318 328 ،
زد عليها القصر الملكي ل”المشور” الواقع قلب المدينة وهو بمثابة “جوهرة المغرب، ويعد المشور قلعة بناها يغمراسن سنة 1234/1235،بالاضافة الى المدينة القديمة المحاطة بالأسوار، فضلا عن المعالم الإسلامية، مثل الجامع الكبير وجامع سيدي بلحسن، وتوجد فيها أضرحة ومزارات، أشهرها ضريح الولي الصالح سيدي بومدين، والمدرسة التشفينية التي تعتبر أول مدرسة في المغرب العربي.
صور لقصر المشور
كما تعتبر مدينة تلمسان عاصمة للموسيقى الأندلسية، وهي واحدة من ثلاث مدارس، المالوف في قسنطينة، والحوزي في تلمسان، وهذا الأخير يقترب من الشعر. فرقة موسيقية اندلسية
تتميز مدينة تلمسان بكم هائل من العادات والتقاليد الخاصة باحتفالات والمناسبات، وكمثال بسيط فقط ساحدثكم عن مناسبتين عظيميتن وكيفية الاحتفال بها في هذه المدينة وهما شهر رمضان الفضيل والمولد النبوي الشريف،
فهذا الاخير يشرع فيه سكان المدينة في إحياء هذه المناسبة العظيمة قبل أيام عديدة من حلولها عن طريق استعدادات متنوعة مثل خضب النساء أيديهن وأيدي أطفالهن بالحناء والتحضير للأطعمة والحلويات التقليدية على غرار "التريد" و"تاقنتة" أو "الطمينة" كما تسمى في بعض المناطق. كما تنطلق على مستوى الزوايا السهرات الدينية التي تحييها مختلف الفرق والطرق الصوفية التي تنشد الابتهالات والمدائح الدينية منها على وجه الخصوص القصيدة "الهمزية" الشهيرة للبوصيري أو كما تسمى"البردة".
أما على مستوى بيوت الله فتنشط دروس وعظية من طرف الأئمة والمحدثين لتسليط الضوء على السيرة النبوية الشريفة بالإضافة إلى تقديم دروس في التفسير والفقه لجعل هذه الذكرى العزيزة على كل مسلم "فرصة سانحة لتأليف القلوب وتمتين العرى الوثقى بين الناس".
و تستمر هذه السهرات الدينية الى غاية ليلة يوم 12 ربيع الأول حيث تعرف المساجد والزوايا اكتظاظا لا مثيل له إلى غاية الفجر حيث تلتقي جموع المواطنين من رجال ونساء وأطفال في موكب ضخم تتصدره الفرق الدينية المختلفة مثل "درقاوة" و"عيساوة" بمدائحهم وأناشيدهم الدينية المعهودة.
ويجوب هذا الموكب بعض الشوارع الرئيسية لتلمسان ليستقر بناحية "العباد" حيث تتواجد أضرحة الأولياء الصالحين من بينهم سيدي بومدين الغوثي وهناك تتواصل الاحتفالات بعد أداء صلاة الصبح بالإنشاد والأهازيج الفلكلورية الى غاية طلوع النهار غير أن هذه الطقوس (الموكب) عرفت بعض التراجع خلال السنوات الأخيرة.
اما عن شهر رومضان ففيه تتم تحضيرات حثيتة كـ تجفيف الفواكه كالبرقوق و المشمش و العنب و تحضير العجائن كالرشتة و الدريميمات ; و مختلف المخبوزات وكل ما يصنع من دقيق القمح والشعير، كماتتفن المراة التلمسانية في اعداد اشهى الوصفات التقلييدية تتسيدها طبق الحريرة بامتياز ودوم منازع وطاجين الزيتون والحلو دون نسيان الحلويات التي تزين السهرات كالقطايف وقلب الوز والزلابية.
اما بيوت الله فتتاهب لاستقبال الشهر الفضيل من خلال القيام بحملات تنظيف وتتجديد واسعة تشمل جميع مساجد الولاية من اجل استقبال المصلين احسن استقبال وكذا الحرص على السير الحسن للخطب الرمضانية وصلاة التراويح . الاعراس التلمسانية:
تتميز الاعراس في تلمسان بعادات متوارثة جيلا عن جيل جعلها تتميز عن باقي مناطق الوطن ، حيث تبدا الفتاة بالتجهيز منذ خطبتها من خلال اقتناء الافرشة والمجوهرات والاثواب وغيرها منمستلزمات .
وقبل الزفاف يتم عمل طقوس الحنة المتعارف عليها اما في يوم الزفاف
فتكون امور كثيرة تم التحضير لها من قبل
كالوليمة التي لتي يتنافس فيها أهل العروسين من خلال تحضير أشهى الأطباق، كطبق الكسكسى المزين بالمكسرات والبيض إضافة إلى طاجين الزيتون باللحم والحريرة.
اما عن الزي التقليدي الذي يلزم العروس ارتداؤه يوم زفافها
فهو الشدة التلمسانية واهم ما يميز هذا الرداء أنه مصنوع من خيوط ذهبية وعقود من اللؤلؤ، إضافة إلى التاج المذهب الذي تضعه العروس على رأسها. وأهم ما يميّز العروس التلمسانية عن غيرها هو ارتداء عدد كبير من المجوهرات الثمينة كم هو موضح في الصورة
إضافة إلى ارتداء الجبة والكاراكو التلمساني والبلوزة وأنواع مختلفة من اللباس من نوع "القفطان". المنصورية
الفرقاني:
كما تحرص على ارتداء أزياء تقليدية خاصة بولايات أخرى على أن تحيي حفلتها بالموسيقى الأندلسية.
بالاضافة الى جعل العروس تجلس على كرسي يدعى بالعمارية عند وصولها إلى منزل زوجها، ثم يؤتى بعدها بسينية دائرية تسمى "بالعكري" مكونة من حذاء تقليدي مذهب، قارورة عطر، علبة مساحيق التجميل لتغطى بعد ذلك بوشاح من الحرير يسمى "عبروق"، ثم توضع لها دائرتان على خديها بأحمر الشفاه وتنقط بكريم أبيض حتى وصول زوجها الذي يأتي على حصان مرتديا البرنوس التقليدي الأبيض، حيث تستقبله والدته وتلبسه "المسكية " وهو نوع من الحلي الذهبية.
كما انّ العروس في اليوم السابع من الزواج ترتدي القفطان التقليدي مع الحزام والفوطة ومنديل الفتول كرمز يدل على أنها أصبحت متزوجة.