وقد كان تجاوب
لبنان مع الغرب سريعاً وشديداً . فقد تناول زخم الغرب العنيف جميع حقول الحياة : في اساليب التجارة والصناعة ، في العلم والافكار الجديدة ، في اساليب الحكم والتربية ، وفي المؤسسات الاجتماعية والسياسية الحديثة . وقد كان
لبنان اشبه بجسر انتقلت عليه هذه الاساليب الغربية العصرية وهذه الافكار الجديدة والمؤسسات الاجتماعية وتجاوزته الى سائر لقطار العالم العربي الذي كان انذاك في حالة سبات . وقد تجسدت من تلك الافكار الجديدة الوافدة على
لبنان من الغرب فكرتان حيويتان بارزتان : القومية والديمقراطية . فقد كان
لبنان السبّاق في اعلان ذاته جمهورية . واول نظرة القتها سورية وفلسطين والعراق على العالم الغربي كانت من خلال النافذة اللبنانية .