يحث الكثير من الأطباء على ضرورة التوقف عن التدخين، لا سيما مع التقدم في السن وأكدوا أنه كلما كان ذلك مبكرا كلما زادت فرصة النجاة من السرطانات والموت المبكر. وأشارت دراسة جديدة إلى أن مخلفات السجائر شديدة الشراسة وتظل تلاحق صاحبها حتى بعد التوقف عن التدخين.وقال طبيب الأمراض الصدرية الألماني توماس فوسهار إن خطر سرطان الرئة يهاجم المدخنين حتى بعد مرور سنوات طويلة من
الإقلاع عن التدخين. لذا ينبغي على المدخنين السابقين إجراء فحوصات سرطان الرئة حتى بعد مرور 15 سنة على إقلاعهم عن التدخين.
وعلى الرغم من أن خطر الإصابة يبدأ في الانخفاض بعد مرور 10 سنوات من
الإقلاع عن التدخين، إلا أن الخطر يكون مرتفعا حتى بعد مرور 15 سنة في حال
التدخين الشره أو
التدخين لمدة طويلة، أي تدخين علبة سجائر يوميا على مدار 30 سنة. وكشفت دراسة علمية حديثة أن الأشخاص الذين يقلعون عن
التدخين في أو قبل سن الأربعين قد يدرؤون عن أنفسهم خطر الموت المبكر.
وبينما يفقد المدخنون -الذين لا يكفون عن ممارسة تلك العادة- عشر سنوات من متوسط أعمارهم المتوقعة، فإن من يقلعون عن
التدخين ما بين سن 35
4 عاما يسترجعون تسع سنوات من عمرهم كانوا سيفقدونها لو أنهم واصلوا عادتهم.
وأظهرت الدراسة أيضا أن فوائد
الإقلاع عن تلك العادة تمتد حتى متوسط العمر. فالمقلِعون عن
التدخين في الأعمار ما بين 45 و54 سنة يستعيدون ستا من سنوات عمرهم الضائعة، وأولئك الذين تتراوح أعمارهم ما بين 55 و64 سنة يكسبون أربع سنوات. وكلما أقلع المدخن -وهو شاب قبل سن 35 سنة- فإنه يتجنب فقدان عشر سنوات كاملة من متوسط عمره المتوقع.
وتحذر صحيفة واشنطن بوست الأميركية على لسان برابات جها -اختصاصي الوبائيات في مركز الأبحاث الصحية العالمية في تورنتو بكندا- المدخنين الشبان من عدم الركون إلى الاعتقاد بأن بإمكانهم الاستمرار في
التدخين حتى سن الأربعين، ذلك لأن مخاطر الإصابة بسرطان الرئة وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى تظل قائمة لسنوات بعد إطفاء آخر سيجارة.
وقد نشر برابات جها -الذي قاد فريق العلماء الذين أجروا الدراسة- نتائج عملهم في مجلة نيو إنغلاند جورنال أوف مديسين على الإنترنت، على أن معظم المكاسب التي يضيفها المقلِع إلى سنوات عمره المتوقعة سببها أن خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة ينخفض حال توقفه عن التدخين.
وتجدر الإشارة إلى أن أمراض القلب والسكتة تحدث لأن تدخين منتجات التبغ الثانوية يتسبب في تجلط الدم في الشرايين، وهي عملية يمكن إيقافها بالإقلاع عن التدخين.