أثارإعلان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية "حسين جابر أنصاري" قبل يومين استعداد بلاده لتعويض الهبة السعودية لتسليح الجيش اللبناني، سخرية رواد مواقع التواتصل الاجتماعي، بالتزامن مع صدور تقارير توثق الفرق بين المساعدات المالية المقدمة من السعودية وإيران إلى لبنان.
الإعلان الإيراني عن استعداد إيران لتزويد لبنان بالأسلحة، تحول إلى مادة سخرية وتهكم من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي من الببنانيين والعرب، وسط تساءل عن نوعية "الخردة" التي ستقدمها طهران للجيش اللبناني، ولاسيما أن إيران عانت من منذ سنوات من العقوبات التي حرمتها من تجديد أسلحته القديمة والتي تعود إلى فترة السبعينيات.
ونشر نشطاء لبنانيون صوراً عن نوعية الأسلحة التي استعرضها الجيش الإيراني في أحد احتفالاته قبل أعوام، وكان منها مركبة على شكل غواصة مفتوحة تتسع لشخصين يرتديان ملابس الغوص وهي غير مخصصة للغوص بالأصل لأنها مكشوفة.
كذلك تطرق النشطاء إلى تصريح الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني "علي شمخاني" الذي قدم عرضاً لتسليح الجيش اللبناني، عبر إرسال أسلحة على شكل قواذف وصواريخ من نوع "طوفان" المشابه للصاروخ الأمريكي "تاو" والذي يملك الجيش اللبناني منه كميات كبيرة منذ أواسط السبعينيات، كما شمل العرض الإيراني على ذخائر خاصة بدبابات من نوع "تي 54" روسية الصنع التي أصبحت "تاريخية" بحسب النشطاء، ويحاول الجيش اللبناني التخلص منها واستبدالها.
الفرق بين المساعدات الإيرانية والسعودية المقدمة إلى لبنانَ
في هذه الأثناء، أعد موقع "إيوان 24" تقريراً يوضح الفرق بين المساعدات المالية المقدمة من السعودية وما قدمته إيران.
وأكد التقرير أن الحكومة الإيرانية اقترحت عام 2010 تقديم هبةً ماليةً وعسكريةً إلى لبنان، بمبلغ يُعادل 100 مليون دولار، غير أنّ المملكة العربية السعودية أخذت على عاقتها مساعدة لبنان، لتمويل احتياجاته من السلاح ومن العتاد الفرنسي، بقيمة 4 مليارات دولار.
ويوضح التقرير نفسه أنّ السعودية في الدورة الاقتصادية اللبنانية بين 1990 و 2015 قدمت أكثر من 70 مليار دولار، بشكل مباشر وغير مباشر، بين استثمارات ومساعدات ومنح وهبات، وقروض ميسرة وودائع في البنوك والمصارف.
واستشهد التقرير بما نشرته صحيفة الأخبار بتاريخ 22 شباط 2016 أنّ الودائع غير المُقيمة في لبنان تمثل 20 % من إجمالي الودائع، أي ما يقارب 30 مليار دولار، منها ما بين 3 إلى 4 مليارات دولار لمستثمرين سعوديين أو ما يعادل 10% من الودائع المملوكة لمستثمرين أجانب.
وأشار التقرير إلى أنّ المستثمرين السعوديين ضخوا في القطاعين العقاري والسياحي بين 2007-2010 استثمارات ضخمة تجاوزت سنوياً 10 مليارات دولار.
وذكّر موقع "جنوبية" اللبنانية زعيم ميليشيا "حسن نصر الله" بما قدمته المملكة لمناطق جنوب لبنان بعد حرب تموز، إذ قدمت هبة إلى الدولة اللبنانية لمعالجة آثار الحرب تقدر بـ746 مليون دولار أننفقت على النحو التالي:
إغاثة عاجلة (50 مليون دولار)، إعادة إعمار 208 قرية وبلدة (293 مليون دولار)، إعادة إعمار أبنية منها 36 عقارا في الضاحية الجنوبية بقيمة (32 مليون دولار)، إعادة إعمار البنى التحتية ومشاريع إنمائية (175 مليون دولار)، دعم قطاع التعليم (84 مليون دولار)، دعم الجيش وقوى الأمن (100 مليون دولار)، مساعدات للقاطنين في المخيمات (12 مليون دولار). ومن خلال أرقام الحكومة اللبنانية الرسمية والمعلنة، فإن نسبة المساعدات السعودية في إطار مجموع المساعدات التي قدمت للبنان بعد الحرب 63 بالمئة منها، عالجت الأضرار العقارية والسكنية بما نسبته 44 بالمئة.
في المقابل، يوثق التقرير إيران نشطت في تمويل "المساعدات الخيرية والإنسانية" خاصةً في مناطق الجنوب اللبناني، على شكل "أغطية ومساعدات غذائية ومعونات إنسانية" عن طريق حزب الله بشكل شبه حصري.
وذكر التقرير بدراسة لمعهد واشنطن للدراسات في تموز 2015، أشرف عليها الباحث مايكل ايزنشتات، حول التدخلات الإيرانية في كامل المنطقة العربية، قال باحثون إن تدخل إيران في لبنان مالياً مرتبط حصرياً بحزب الله، و"تشكّل إيران الجهة الراعية الرئيسية لحزب الله، فهي تموّل الجماعة بما يصل قيمته إلى نحو 200 مليون دولار سنوياً، بالإضافة إلى الأسلحة، والتدريب، والدعم الاستخباراتي، والمساعدة اللوجستية وأكثر من ذلك".
اوربيت نت