أكّد رئيس هيئة تنمية العلاقات الاقتصادية السعودية - اللبنانية "إيلي رزق" أن "الهيئة تبلّغت من 90 لبنانياً قراراً صدر عن أرباب عملهم بالاستغناء عن خدماتهم في السعودية نتيجة "تأزّم العلاقات الديبلوماسية بين البلدين".
ونقلت صحيفة "النهار" عن رزق قوله بأنه "يتوقع بأن يرتفع هذا الرقم بشكل كبير في الأيام المقبلة نتيجة ارتفاع حدّة الأزمة بين البلدين، على خلفية موقف لبنان الرسمي تجاه إدانة الاعتداء الذي تعرّضت له السفارة والقنصلية السعودية في طهران، إضافة إلى ما تصفه السعودية بخروج لبنان عن الإجماع العربي".
ويتابع رزق بالقول: "لا نستبعد أيضاً أي إجراءات يمكن ان تتخذها المملكة، ومنها إمكانية وقف رحلات الخطوط الجوية السعودية من وإلى بيروت".
وفي السياق، أكدت مصادر لموقع "المدن" اللبناني وضعت السلطات السعودية لائحة بـ953 اسماً لبنانياً لترحيلهم من المملكة، وانهاء أعمالهم في السعودية، وعلى الرغم من أن أكثرية من طالهم قرار الترحيل هم من الطائفة الشيعية، أو ممن ثبت، عبر الاتصالات ومواقع التواصل الإجتماعية، دعمهم السياسي للحزب، والتي سجلتها المخابرات السعودية.
ورجحت المصادر أن يطال القرار اللبنانيين بغض النظر عن الإنتماءات الطائفية، على أن تعطى، كما يجري العادة، فرصة 48 ساعة للمرحلين لانهاء أعمالهم والمغادرة السعودية.
وأشارت المعلومات المتداولة إلى أن السعودية تعتمد على ترحيل غير المتزوجين، كما ان الامارات العربية المتحدة حددت لائحة بـ270 لبنانياً لترحيلهم، اضافة الى 120 من البحرين.
وأوضحت المصادر أن هذه الخطوة اتخذت بالتنسيق بين الدول الخليجية، واستمرارها مرتبط حكماً بما سيقوم به لبنان على الصعيد السياسي والدبلوماسي، خصوصاً أن السفير السعودي في لبنان على عواض العسيري كان قد استبق هذه القرارات في تصريحات صحافية تمنى فيها "ألا نصل إلى هذه المرحلة، وأن يتخذ إجراء من الحكومة اللبنانية يرضي المملكة العربية السعودية وينهي المشكلة".
وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية أعلن قبل يومين، أن الوزارة تطلب من جميع المواطنين عدم السفر إلى لبنان حرصاً على سلامتهم.
وطلبت الخارجية السعودية من "المواطنين المقيمين أو الزائرين للبنان، المغادرة وعدم البقاء هناك إلا للضرورة القصوى، مع توخي الحيطة والحذر والاتصال بسفارة المملكة في بيروت لتقديم التسهيلات والرعاية اللازمة"، كما انضمت قطر والكويت إلى السعودية والإمارات والبحرين في دعوة مواطنيها إلى تجنب السفر إلى لبنان لأسباب تتعلق بالسلامة.
ويأتي ذلك ضمن تداعيات تأزم العلاقات بين البلدين على خلفية مصادرة حزب الله لمواقف الحكومة اللبنانية وعدائه للسعودية، ما دفع بالسعودية لاتخاذ عدة اجراءات كان آخرها وقف حزمة مساعدات للجيش اللبناني بقيمة ثلاثة مليارات دولار ومساعدات بنحو مليار دولار لقوات الأمن في الوسط السياسي اللبناني.
كما أغلق البنك "الأهلي" السعودي كل فروعه في لبنان وسحب كافة الودائع المالية وفقا للأنظمة المصرفية والمالية، بينما أكد خبير مصرفي سعودي أن سبب الإغلاق هو كثرة عمليات غسل الأموال وتمويل الإرهاب من قبل ميليشيا حزب الله اللبناني.