السيسي يقر لأول مرة بإسقاط إرهابيين للطائرة الروسية

لأول , للطائرة , مرة , الروسية , الشخصي , بإسقاط , يقر , إرهابيين

السيسي يقر لأول مرة بإسقاط إرهابيين للطائرة الروسية

	انتهز الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي فرصة تدشينه لعدد من المشاريع التنموية لتسليط الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه مصر.وفي خطاب مطول له حمل الرئيس السيسي الجزء الأكبر من المسؤولية عن الأزمات التي تعصف بمصر لجهات تعمل على ضرب استقرار البلاد، موجها حديثه للمواطنيين “أقول لكل المصريين: اسمعوا كلامي أنا بس (فقط). اسمعوا كلامي أنا بس”، في رد ضمني على ما يثار إعلاميا ومن قبل منظمات محلية ودولية حول انهيار وشيك للاقتصاد في البلاد وانتقادات متصاعدة موجهة للسلطة بكبت الحريات. وهذه المرة الثانية على التوالي التي يوجه فيها السيسي الحديث نحو وجود مؤامرة تحاك ضد البلد. وكان أشار إلى هذه المسألة منذ حوالي عشرة أيام في خطابه الأول الذي ألقاه أمام البرلمان المصري، وهو الذي لم يعتد التوقف عند هذه المسألة من قبل، مكتفيا بالتلميح إليها فقط. ويرى محللون أن تصاعد حدة الأزمات الداخلية، وارتفاع نبرة الغضب في الشارع المصري، أخرجا السيسي عن صمته، واضطراه للبحث عن مبررات تفسر عدم تحقيق نجاحات سريعة، لها مردودات مباشرة على المواطنين. فوسط كم من المشكلات، أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية، وجد السيسي ضالته في التركيز على نظرية المؤامرة التي يلجأ إليها الكثير من الحكام العرب، للتنصل من تحمل مسؤولية الأزمات المتراكمة. وفي خطابه الأربعاء على مسرح الجلاء التابع للقوات المسلحة، أشار صراحة إلى أن تفجير الطائرة الروسية فوق صحراء سيناء وعلى متنها نحو 224 راكبا روسيا في نهاية أكتوبر الماضي، كان غرضه ضرب السياحة، وخنق الاقتصاد المصري. وهذه أول إشارة رسمية من القاهرة إلى أن الطائرة أسقطت عمدا، وكانت موسكو قد صرحت أن الطائرة سقطت نتيجة انفجار قنبلة، لكن مسؤولين مصريين تمسكوا بترديد مقولة “لم يظهر دليل بعد يثبت ذلك”. وأكد أن هناك مخططا خارجيا يحاك ضد مصر لضرب استقرارها السياسي والأمني والاقتصادي، وأن ثمة محوراً للشر بعدما فشل أصحابه في إرهاب الدولة والمواطنين لجأ إلى أساليب أخرى لزيادة السخط الشعبي ضده في الشارع، وذلك من خلال ضرب علاقته بالمواطنين واستغلالها في أزمات تحدث. وشدد السيسي “قسما بالله اللي حيقرب لها (مصر) لحشيله (سأطيح به) من فوق وش الأرض”. ومنذ أن تولى الرئيس المصري مقاليد الحكم قبل أقل من عامين، انصبت أغلب خططه على المشروعات القومية ذات الأبعاد الاستراتيجية. لكن هذه التوجهات لم تكن محل قبول من الفقراء الذين انتظروا أن يروا منه شيئا ملموسا لتحسين أوضاعهم، وهو ما انعكس سريعا على شعبيته في الشارع خلال الفترة الماضية. وكشف بعض المراقبين لـ”العرب” أن السيسي أراد أن يهرب من المشكلات المعقدة بالنظر إلى المستقبل كنوع من بث الأمل، وتسكين الفئات الغاضبة من أداء الحكومة وجهاز الشرطة، والمحبطة من تصورات البرلمان الجديد، فضلا عن الضيق من الجهاز التنفيذي في الدولة. وهو ما يحاول الرئيس المصري تداركه سريعا، من خلال التوقف عند التحديات العميقة والمتراكمة، والتذكير ببعض الإنجازات في قطاع الكهرباء والغاز واستمرار الرهان على الشباب. ما جعله يحول المؤتمر المخصص للإعلان عن برنامج التنمية في 2030 إلى شبه اجتماع معلن لتقديم كشف حساب لما أنجزه أمام الملايين من المصريين الذين تابعوه على شاشات التلفزيون الأربعاء. وقال في كلمته المطولة إن ما تم إنجازه في عام ونصف العام يضاهي ما أنجزته مصر على مدار عشرين عاماً مضت، وأن هناك 2 مليون شاب مصري يعملون حاليا في مشروعات صغيرة ومتوسطة وكبرى يجري العمل بها. وأشار السيسي إلى أن الدولة المصرية تواجه تهديدا حقيقيا لبقائها قوية ومستقرة، معترفا بالتجاوزات التي تحدث من أفراد الشرطة نتيجة الحرب التي تقودها ضد الإرهاب في سيناء، مشددا على عدم رضاه عنها. وتشمل “رؤية مصر للتنمية 2030” الانتهاء من المشروعات القومية التي أعلن عنها السيسي خلال العامين الماضيين، والتي يأتي على رأسها مشروع إنشاء العاصمة الإدارية، والانتهاء من استصلاح 4 مليون فدان، وتنمية الساحل الشمالي، والانتهاء من بناء مليون ونصف وحدة سكنية للشباب، وكذلك الانتهاء من محطة الضبعة النووية، والاستفادة من أكبر اكتشاف للغاز الطبيعي في البحر المتوسط، وربط سيناء بالوادي عن طريق أنفاق قناة السويس. ويعتقد بعض المراقبين أن المحيطين بالسيسي، من حكومة وبرلمان وإعلام وقضاء، في حاجة إلى تدخلات جراحية عاجلة لضبط أدائهم، حيث تأكد للجميع أنه يدفع ثمن أخطائهم التي وقعوا فيها منذ توليه الحكم. ويرى آخرون أن التأخير في حسم عدد كبير من المشكلات التي تواجهها مصر في الوقت الحالي، وعدم وجود خطط استراتيجية واضحة لمكافحة الإرهاب، وتجديد الخطاب الديني، والتأخر في إنجاز المحاكمات، وأزمات وزارة الداخلية مع العديد من فئات الشعب، أرخت بظلال قاتمة على شعبية السيسي، وكانت سببا في هروبه إلى التذكير بالمشروعات القومية الكبرى لخلق حالة من التفاؤل بين المواطنين. وقال صلاح الدين فهمي أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، إن توجه مصر نحو المشروعات القومية الكبرى نابع من دور الدولة. وأضاف في تصريحات لـ”العرب”، أن الرئيس المصري في ظل توجهه إلى هذه المشروعات يسعى إلى استعادة شعبيته في الشارع المصري، لكنه اتخذ الطريق الأكثر صعوبة، لأنه سيجد نفسه أمام تحد كبير أمام البسطاء الذين وعدهم بتغيير الأوضاع إلى الأفضل، ما جعله وحكومته في مأزق صعب للغاية في الوقت الحالي. وأشار إلى أن الدولة المصرية تحاول بشتى الطرق جذب الاستثمارات الأجنبية إليها لإيجاد حلول سريعة لمشكلة البطالة، وعقدت في سبيل ذلك العديد من المؤتمرات الاقتصادية لجذب الاستثمار، لكن الظروف الأمنية والسياسية التي تتعرض لها مصر جاءت معاكسة، بصورة أثرت على الحالة الاقتصادية. ورأى خبراء أن تحمل المواطنين للسياسيات الاقتصادية الصعبة يستوجب تغيير ثقافة المجتمع للتعامل مع الظروف الراهنة في انتظار حصد ما تتم زراعته في المستقبل القريب.

المصدر: منتديات تراتيل شاعر - من قسم: مُوجز آلآنبآء ▪●

---

hgsdsd drv gH,g lvm fYsrh' Yvihfddk gg'hzvm hgv,sdm gg'hzvm lvm hgv,sdm hgaowd fYsrh' drv