فضح ضلال الشيعة
سم الله الرحمن الرحيم
الفاضـح
لمذهب الشيعة الإمامية
السيد حامــــد الإدريسي
الحمد لله الغفور الحميد، ذي العرش المجيد، يهدي بهداه من يريد، ويضل من أعرض عن نهجه السديد. بين للناس طريق الهدى، وحذرهم من دروب الردى، ووعد من أطاع وأوعد من اعتدى، ولا يظلم ربك أحدا.
والصلاة والسلام على رحمة العالمين، وإمام المتقين، فخر العرب وعزها، وعظيم البشرية كلها، وطبيب القلوب بل دوائها، وفرح الأرواح بل نعيمها:
كالبدر في شرف والزهر في ترف… والبحر في كرم والدهر في همم
صلى الله عليه، وعلى آله الطيبين، الذين جعل الله مودتهم من الدين، وحبهم علامة المؤمنين، وعلى صحابته الذين امتازوا بشرف رؤيته، وفازوا بفضل صحبته، ، وزكَوا بطيب رفقته، فأحبوه حب الأم وليدها، وذادوا عنه ذود الأسد عن آجامها، وافتدوا به الآباء والأمهات، وفارقوا لأجله البنين والبنات، واستسهلوا الصعب لنشر دعوته، واستطابوا الموت في سبيل خدمته، وآزروه حتى استغلظ فاستوى على سوقه، فمات وهو عنهم راض، وساروا على دربه بلا صدود أو إعراض، صلاة دائمة متصلة إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن الافتراق السني الشيعي الذي غرسه اليهود، وسقته دماء كربلاء والجمل وصفين، لم يزده الزمن إلا تنافرا في طرفيه وتباعدا في شقيه، خصوصا من طرف الشيعة الذين ما فتئوا يغذون هذه الأحقاد ويربون عليها صغارهم، وما برحوا يقيمون المناوح والمنادب، يشقون الجيوب ويلطمون الصدور والخدود، ويتوعدون ويتهددون، ويحلقون ويصلقون، فيتربى صغيرهم وسط البكاء والعويل، ويألف مشهد الدماء، ويتغنى بالانتقام، ويحلم بالثأر، وتتشرب نفسه العداء.
ولقد شاع في زماننا التشيع وذاع، وأجلب بخيله ورجله على المسلمين في جل البقاع، متخذا من التقية قناعا، ومن الانتساب لأهل البيت وشاحا ورداءً، فتعلق به من تعلق حبا في العترة الطيبة، أو تحت تأثير سحر وسائل الإعلام الخبيثة، ومكنت لهم دولتهم ما مكنت من الظروف، وهيأت لهم بعض القوى العالمية تسنم مقاليد الحكم في بعض الدول، واجتمع لهم ما لم يجتمع من الأسباب المادية والمعنوية من قبل، فتجرؤوا على نشر مذهبهم في أوساط المسلمين، وجاهروا بما كان مخفيا عبر الزمن بعقيدة التقية، وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق، وشوشوا على المسلمين في دينهم، وشككوا بعضهم في كتابهم وسنة نبيهم، وخيرة قرن من قرونهم.
ولقد كنت أتوق كما يتوق كل مسلم، إلى أن تتوحد الكلمة، وتلتئم الفرقة، ونتغاضى عن ما مضى، ونغمض العين على القذى، لماًّ للشمل، وابتعادا عن الاختلاف المذموم، وأخذا بقوله تعالى «ولا تفرقوا فتفشلوا وتذهب ريحكم»، فلم أكن أرتاح إذا سمعت أحدا يلمز الشيعة، أو ينسب إليهم أقوالا تقشعر من سماعها الجلود، وكنت أبادر بدافع من العاطفة الجياشة، والسذاجة الفطرية، للرد والاستنكار، وأردد ما يتردد من أن هذه الأقوال ملفقة، ومدسوسة مختلقة، دسها أعداء الأمة عن إخواننا الشيعة، وهم منها براء.
لكني وبعد زيارة لإيران سنة 1996، وزيارة مدنهم المقدسة، وبعد ما رأيت من طقوس العبادة الشيعية، وبعد ما تعرفت على الشيعة عن قرب، هزتني مظاهر الشرك والتعلق بغير الله، وأدركت أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن هؤلاء العوام الملتصقون بشباك القبور من النساء والشيوخ، وراءهم من يضلهم ويفتنهم، وبدأت أعيد النظر في معلوماتي المسبقة، وزادت قناعتي بأن ما يتراكم لدى الإنسان من معلومات يتلقفها من هنا وهناك، لا تعدوا أن تكون سرابات عالقة في الذهن بعيدة عن المنهج العلمي السليم، والمعرفة الصحيحة، وأن ما أعرفه عن الشيعة إنما هو من هذا القبيل.
فبدأت مسيرة البحث التي استمرت عشر سنوات، وكنت أول الأمر أقرأ كتب السنة التي كتبت حول الشيعة، لكني استنكرت ما قرأت، وبادرت لتوجيه التهمة للمغرضين، الذين يحرصون على الفرقة بين المسلمين، ورأيت أنه من الإنصاف أن أقرأ كتبهم مباشرة، وأسائل صفحاتهم وأسطرهم عن هذه العقائد الباطلة، التي ينشرها عنهم كل من كتب عن الشيعة الاثني عشرية.
لكنّ الوضع ازداد سوءا حينما اطلعت في كتبهم على ما هو أطم وأمر، فرأيت أنه من الإنصاف أكثر، أن أسائل الشيعة أنفسهم عن هذه الطوام، وأسمع منهم مباشرة.
فقررت أن أزور مدينة قم، التي هي الحوزة العلمية، والتي يدرس فيها أربعون ألف طالب من مختلف البلدان، وفيها المئات من الآيات -أعلى درجة علمية قبل درجة المرجع-.
وزرت مدينة قم، وجالست علماءهم وناقشتهم، فسمعت بأذني، ورأيت بعيني، وعرفت من هذا المذهب ظاهره وباطنه، وخفيه وجليه.
لذا رأيت أنه من الواجب علي أن أبين لإخواني في العالم المسلم حقيقة الشيعة، وحقيقة مذهبهم، وحقيقة موقفهم تجاهنا.
فعزمت على جمع كتاب يكون موضحا لهذا المذهب باختصار، معتمدا فيه على النقل من كتبهم المعتمدة عندهم، والمعتبرة في علم الحديث بينهم، مدعما ذلك بأقوال مدرسيهم وعلماء حوزتهم الحاليين، وكتابهم المعاصرين، مضيفا إليه شيئا من كلام عوامهم وكلام معمميهم، مما يجهرون به في القنوات والشبكات، كل ذلك حتى لا يبقى لقارئ كتابي ريب في أن ما أنقله عنهم هو ما يعتقدونه ويدينون الله به، وإن قالوا غير ذلك فإنما هو على مذهب التقية الذي سيفضحه لك هذا الفاضح.
وقد أسميته بهذا الاسم، ليكون دوره بين يديك أن يفضح لك مذهبهم، وينشر لك عقائدهم، وينثر عندك كنانتهم، ويخرج لك خباياهم، ويسلط ضوءا ساطعا على ما تعودوا إخفاءه من مذهبهم، ليتوصلوا إلى استمالة الغافلين والغافلات، والطيبين والطيبات، من المؤمنين والمؤمنات، ممن لم يسبق له أن عرف حقيقتهم.
ولن يعدوَ الفاضح عمله، ولن يجاوز قدره، فلم أعطه حق الحكم على أحد، ولم أجعل له غير العرض والسرد، ولست أحاول أخي أن أقحم نفسي حكما، أو ألزمك أفكارا، وحسبي أن دللتك على مواقع الداء، فأنت أنت القارئ، وأنت أنت الحكم، وإن من أبطل الباطل لما يكفي في رده عرضه، وفي استنكاره سماعه، (والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم)
وسأحاول أن أجيب عن أهم الأسئلة التي تتدافع أمامك عندما تسمع اسم الرافضة، أو اسم الشيعة الإمامية أو الاثني عشرية.
ولقد ترجح بعد التفكير والتدبير أن أجمع لك شمل الموضوع، وأربط لك عناصره في أربعة مباحث، تكون كافية إن شاء الله في رسم صورة واضحة تغني طالب الحق، وتشبع حاجته، وتشفي السائل وتخرص أسئلته.
فكانت الخطة بعون الله ما يلي:
——————————————
tqp qghg hgadum tAd
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|