سَيدَ الاستغفار
أفضله ما رواه البخاري مرفوعاً أَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ {إنَّ سَيِّدَ الاِسْتِغْفَار أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ ، أَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِيِ ، وَأَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنـُوبَ إلاَّ أَنْتَ ، فَإنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ مُوقِنـا بِهَا فَمَاتَ ؛ دَخَـلَ الْجَنَّـةَ ، وَإنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي مُوقِنـا بِهَا ؛ دَخَلَ الْجَنَّةَ}
ومنه ما ورد عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه فى صحيحى البخارى ومسلم رضى الله عنهما {أَنَّهُ قَالَ لرَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ في صَلاَتِي؛ قَالَ صلى الله عليه وسلم : قُلْ : اللَّهُمْ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْماً كَثِيراً ، ولاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاّ أنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحيمُ}
ومنه ما رواه الترمذى فى سننه عن ابن مسعود قال : سمعت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ {مَنْ قالَ أسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ، غُفِرَ لَهُ وَإِن كَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ ، وفي رواية أبي سعيد رضي الله عنه : وَإِنْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ عَدَدَ النُّجُومِ ، وَعَدَدَ زَبَدِ الْبَحْرِ، وَعَدَدَ أيْامِ الْدُّنْيَا ، وَعَدَدَ وَرَقِ الْشَّجَرِ ، وَعَدَدَ رَمْلِ عَالِج}
ومنه ما روى عن أبي عبد الله القرشي المشكور المشهور {اللهم إنا نستغفرك من كل ذنب أذنبنــاه ، تعمَّـــدناه أو جهلنــاه ، ونستغفــــرك من كل ذنب تبنا إليك منه ثم عدنا فيـــه ، ونستغفرك من كل الذنـــــوب التي لا يعلمــــها غيرك ، ولا يسعهـــــــا إلا حلمك ، ونستغفرك من كل ما دعت إليه نفوسنا من قبل الرخص ، فاشتبه علينا وهو عندك حـــرام ، ونستغفرك من كل عمل عملناه لوجهك فخالطه ما ليس لك فيه رضــــا ، لا إله إلا أنت ، يا أرحم الراحمين}
قال الإمام اليافعي رضي الله عنه {من داوم على هذه الكلمات عقب كل فريضة ؛ أغناه الله عن خلقه ، ورزقه من حيث لا يحتسب، ويسَّر الله عليه أمر معيشته، ولو كان عليه مثل جبلٍ ديناً ؛ أعانه الله على وفائه}
ومنه ما أورده الإمام اليافعي وقال في شأنه : أخبرني من أثق به ؛ أن الشيخ بدر الدين بن عقيل قال : كنت أدعو بهذا الدعاء للعلم ، وكان صاحبي نصر الدين يدعو به للمال ، فرزقه الله المال الكثير ، ورزقني من العلم كثير وهذا هو الدعاء {استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ، بديع السموات والأرض وما بينهما ، من جميع جرمى وظلمى ، وما جنيت على نفسي ، وأتوب إليه ، يا الله ، يا واحد ، يا أحد ، يا جواد ، يا واجد يا موجد ، يا باسط ، يا كريم ، يا وهَّـــاب ، يا ذا الطول ، يا غني ، يا مغني ، يا فتَّــــــاح ، يا رزاق ، يا حيُّ يا قيوم ، يا رحمن، يا رحيم ، يا بديع السموات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا حنَّان ، يا منَّان ، انفحني منك بنفحة خير تغنيني بها عمن سواك {إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الْفَتْحُ} ، {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً} ، {نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ}
يا غني ، يا مغني ، يا حميد ، يا مجيد ، يا مبدئ يا معيـــــــــد ، يا رحيم يا ودود ، يا ذا العرش المجيد ، يا فعَّال لما تريد ، اكفني بحلالك عن حرامك ، واغنني بفضلك عمن سواك ، إنك على كل شئ قدير }
ومنه ما رواه أبو عبد الله الورَّاق مرفوعاً ، وقال إنه استغفار الخضر عليه السلام ، وهو {اللهم إني استغفرك من كل ذنب تبت إليك منه ثم عدت فيه ، واستغفرك من كل ما وعدتك به نفسي ، ثم لم أوفِ لك به ، واستغفرك من كل عمل أردت به وجهك الكريم فخالطه غيرك ، واستغفرك يا عالم الغيب والشهادة من كل ذنب أصبته في ضياء النهار وسواد الليل ، في مــــلأ ، أو خـــلاء ، أو ســـــرٍّ ، أو علانية ...يا حليم }
ومن ذلك {يا رب استغفرك ، وأتوب إليك من مظالم كثيرة لعبادك قِبَلي ، فأيما عبد من عبادك كانت له مظلمة ظلمته بها في بدنه ، أو ماله ، أو عرضه ، وقد غاب أو مات ، ولا أستطيع ردَّها ، أو تحللها منه فأرضه عني بما شئت ، ثم هبها لي من لدنك ، فإنك واسع لذلك كله ، يا رب ! ، ما تصنع بعذابي وقد وسعت رحمتك كل شئ؟ ، يا رب وما عليك أن تكرمني برحمتك ولا تهني بذنوبي ، وما ينقصك أن تفعل ما سألتك وأنت واجد لكل خير ، واستغفرك لكل يمين مني حنثت فيها عندك ، علمت أو لم أعلم إلى يوم القيامة ، اللهم إني استغفرك لما قدمت ، ولما أخَّرت ، ولما أسررت ، ولما أسرفت ، ولما أعلنت ، ولما أنت أعلم به منِّي إلى يوم القيامة ، لا إله إلا أنت ربُّ السموات السبع ، وربُّ العرش الكريم}
هذا وينبغي للعبد عند انبعاثه للاستغفار :
1- استشعار التوبة
2- الاعتراف بالذنب
3- الصدق في ذلك بالهمَّة ، والإخلاص فيه بالعزيمة ، مضمراً بقلبه ، متلفِّظاً بلسانه ، مقبلاً على ربه
فقد روى أن رجلاً أتى إلى الحسن فشكا إليه الفقر ، وأتى آخر فشكا إليه الجدب ، وأتى آخر فشكا إليه جفاف بستانه ، وجاء آخر طالباً الولد ، فقال لكل منهم {استغفروا الله ، فقيل له في ذلك : رجالٌ يشتكون إليك ألواناً مختلفة ، ويسألون أنواعاً ، فأمرتهم كلهم بالاستغفار ، فقال : ما قلت من قبل نفسي شيئاً ، ولكني أخذت ذلك من قوله سبحانه و تعالى فى كتابه { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً{10} يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً{11} وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً{12} نوح
|
|
sQd]Q hghsjythv
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|