يشرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اليوم (الثلاثاء) العرضة السعودية، التي تقام في الصالات الرياضية في محافظة الدرعية، بمشاركة عدد من الأمراء والمسؤولين ووجهاء وأعيان الوطن.
وتمثل العرضة السعودية أحد أهم نشاطات المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية»، والتي تعبر عن وحدة الوطن واتحاد الشعب والقيادة، وتمثل تجسيدا لعزة الأمة وقوتها وتماسكها. وعندما يتزين الملك سلمان بالملابس الخاصة بالعرضة السعودية، المعروفة بـ «المرودن»، وهو ثوب فضفاض ذو أكمام واسعة عند أطرافها، فإن ذلك يمثل تجسيد القيادة لموروث ثقافي توارثه قادة البلاد منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، ما جعل العرضة ركيزة أساسية في مظاهر الاحتفالات بالمملكة. واشتهرت الدرعية العاصمة السابقة للدولة السعودية بإتقان أهلها هذا الفن، بل إن فرقة الدرعية، التي تضم نحو 300 مؤد معظمهم من أبناء المحافظة، كانت حاضرة في أغلب مناسبات الدولة، وتعد الفرقة الرسمية. ومنذ انطلاقة المهرجان الوطني للتراث والثقافة قبل ثلاثة عقود، تمثل العرضة السعودية سمة أساسية للجنادرية كونها المظهر الثقافي الذي يجد فيه أبناء المملكة، أمراء ومسؤولين ومواطنين، مظاهر الفرح والاعتزاز.يقول فيصل الغوينم حامل البيرق لـ «عكاظ»: «عندما أجاور خادم الحرمين الشريفين أثناء العرضة وترديده القصائد فإن ذلك يمثل لي حدثا غاليا، وشرفا كبيرا، كوني وزملائي ممن توارثوا الفرقة عن آبائهم وأجدادهم ممن عاصروا الملك عبدالعزيز وأبناءه الملوك من بعده». لافتا إلى أن فرقة الدرعية هي الفرقة الرسمية في مثل هذه الاحتفالات التي تمثل فيها العرضة السعودية منذ القدم رقصة الحرب، والسلم، والفرح، وأصبحت رقصة الاحتفال والكرنفال الشعبي السنوي، والرقصة الرسمية في المناسبات المختلفة. وعن مستلزمات العرضة يقول الغوينم: «الراية (البيرق) التي أتشرف بحملها تعتبر من أولويات العرضة، إضافة إلى السيوف والبنادق والطبول، في حين تتطلب العرضة صفوفا من الرجال.ومع بدء الاستعدادات للعرضة تنقسم الفرقة إلى مجموعتين، الأولى لمنشدي قصائد الحرب، والثانية لحملة الطبول، ويتوسط حامل العلم صفوف المجموعتين، ليبدأ منشدو القصائد في أداء الأبيات وترديدها، ثم تليها الرقصة مع قرع الطبول، لترتفع السيوف، على أن يتمايل الراقصون يمينا ويسارا مع التقدم خطوات عدة إلى الأمام في وقت يكون المنشدون في صف واحد. ويضيف الغوينم: إن مؤدي العرضة يقتنون لباسا خاصا، يصنع من قماش فضفاض واسع، يسمح بسهولة الحركة للراقص، ويصنع الزي من قماش أبيض اللون ويكون خفيفا، وفوقه يرتدي المؤدي للعرضة قطعة سوداء تسمى «القرملية» وهي ذات أكمام طويلة في العادة تلبس مع الشماغ أو الغترة والعقال، كما يشكل السيف المحور الرئيسي للرقصة، ويلبس الراقص في العرضة «محزما» يوضع فيه الرصاص الخاص بالبنادق. وتعد الأزياء الخاصة بالعرضة ذات الألوان المتعددة ركنا أساسا لإقامتها وأدائها بما يحقق العنصر الجمالي للراقصين. ويتابع: «هناك طبول مختلفة يتم استخدامها لهذا الغرض يطلق على الكبيرة منها (طبول التخمير) فيما تسمى الصغيرة (طبول التثليث)، في حين يتطلب الأمر تسخين الطبول على نار هادئة ليكون وقع قرعها عاليا وجميلا، وبالإيقاع الذي يتوافق مع إنشاد الصفوف، ويساهم في رفع المعنويات واستعراض القوة. ويردد المؤدون عديدا من القصائد الشهيرة التي تتوافق مع المناسبة، ومن أبرزها عبارة (نحمد الله جت على ما نتمنى)، وهذا ليس مقصورا على العرضة السعودية، بل حتى في المناسبات الوطنية الهامة، وصولا إلى (من ولي العرش جزل الوهايب)».وأوضح الغوينم أن العرضة تختتم بترديد الجميع بصوت واحد: (تحت راية سيدي سمعا وطاعة)، وإحاطة خادم الحرمين الشريفين بتلك العبارات، وسط تجديد للسمع والطاعة للقيادة الرشيدة.