صيام الاثنين والخميس
الصيام أحد أفضل الوسائل لتحقيق التقوى؛
قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]
لذلك لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتفي بصيام رمضان؛ إنما كان من سُنَّته صيامُ أيامٍ أخرى كثيرة من غير رمضان،
وكان من هذه السُّنَّة صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، فقد روى ابن ماجه -وقال الألباني:
صحيح- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَصُومُ الاِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ،
فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ إِنَّكَ تَصُومُ الاِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ؟
فَقَالَ:"إِنَّ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ يَغْفِرُ اللَّهُ فِيهِمَا لِكُلِّ مُسْلِمٍ، إِلاَّ مُتَهَاجِرَيْنِ، يَقُولُ: دَعْهُمَا حَتَّى يَصْطَلِحَا".
وفي حديث آخر ذَكَرَ فضيلة خاصَّة ليومي الاثنين والخميس؛ فقد روى مسلم عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه،
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا،
إِلاَّ رَجُلاً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا،
أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا".
وكان أحيانًا يصوم ثلاثة أيام فقط من الشهر فيجعلها متوافقة مع الاثنين والخميس؛
فقد روى أبو داود -وقال الألباني: حسن- عَنْ حفصة رضي الله عنها قَالَتْ:
"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ الاِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ، وَالاِثْنَيْنِ مِنَ الْجُمْعَةِ الأُخْرَى".
ولو فاتك صيام الخميس فلا يفوتنَّك صيام الاثنين؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أكثر مواظبة على صيامه من الخميس؛
وقد روى مسلم عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ صَوْمِ الاِثْنَيْنِ؟
فَقَالَ: "فِيهِ وُلِدْتُ، وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ".
فلْنزرع التقوى في قلوبنا بهذا العمل العظيم.
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54]. |
wdhl hghekdk ,hgolds w]hl
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|