ما بعد المباراة | سيرك برشلوني، وتقليد فاشل من نيفيل لإيمري

لإيمري , المباراة , برشلوني، , بعد , صدرك , فاشل , وتقليد , ودفىء

ما بعد المباراة | سيرك برشلوني، وتقليد فاشل من نيفيل لإيمري

تحليل لانتصار برشلونة الساحق على ضيفه فالنسيا بسبعة أهداف نظيفة


كتب | أحمد عطا
أمطر برشلونة شباك ضيفه فالنسيا بسبعة أهداف دون رد ليحسم النادي الكتلوني مواجهة نصف نهائي كأس الملك من جولة الذهاب بعد تعرض الخفافيش لأكبر خسارة في تاريخهم في كأس الملك.

لنرى تحليل جول لهذا اللقاء.

برشلونة | أردا يستحق مكان راكيتيتش، وميسي "مَعلّم"

■ قدم برشلونة كل شيء ممكن في كرة القدم اليوم، فقد تلاعب بخصمه وحرمه من الكرة قبل أن يوصلها بكل سهولة لمناطق الخطورة.

أهم شيء ارتكز عليه برشلونة هو الضغط على الخصم قبل اكتمال أي هجمة مرتدة له ما أراح لاعبي الهجوم كثيرًا، فبدلًا من بدء الهجمة من أول الملعب واضطرار الفريق لبذل مجهود كبير للوصول للمناطق المؤثرة في الملعب مع احتمالية تعرضه لضغطٍ عالٍ كالذي حدث في الشوط الأول من مباراتي بلباو وأتلتيكو مدريد تمكن البرسا من قطع الكثير من الكرات بسبب الضغط الكبير على عناصر فالنسيا.
فالكرة المقطوعة الأولى كانت تعني الهدف الأول عندما ضغط أردا توران على أندريه جوميش الذي خانه ذكاؤه واستيعابه لكونه آخر لاعبي وسط فالنسيا ليفقد الكرة ويتلقى فالنسيا عقاب لويس سواريز المحتوم.



■ على سيرة أردا توران، فربما يتفهم بعض مشجعي برشلونة الآن سبب انتقادي لإيفان راكيتيتش ومستواه، فما يبدو لي أن أردا يستحق حاليًا التواجد في التشكيلة الأساسية على حساب لاعب الوسط الكرواتي وذلك في ظل ثبات مستوى أندريس إنيستا.
أفضل ما في أردا أنه كان قادرًا بسرعة على التكيف مع أسلوب لعب برشلونة كما استفاد الفريق من قدراته الدفاعية غير العادية التي اكتسبها من طول العمل مع دييجو سيميوني وفريقه البارع دفاعيًا.
كما أن أردا أسرع كثيرًا بالكرة ومن دونها من راكيتيتش وبالتالي لا يوجد أي سبب يدفعنا لأن نرى توران يجلس بديلًا ويلعب مباريات الكأس والمباريات الأسهل نسبيًا فيما يخوض راكيتيتش المباريات الأصعب والأهم.

■ رغم تسجيل برشلونة لسبعة أهداف كاملة إلا أن الفريق أضاع الكثير من الكرات السهلة بينما لم يحالفه التوفيق في كرات أخرى.
بشكل عام تتجسد رعونة لاعبي البرسا في بعض اللقطات في لقطة ركلة الجزاء التي سددها نيمار .. البرازيلي يحب تلك الطريقة في التسديد لإظهار لمحة استعراضية جميلة لكن الحقيقة أنها تحمل مخاطرة لا معنى لها في رأيي .. ربما يرى أحدهم أن الفريق كان قد حسم النتيجة، لكن الحقيقة أنها مباراة كأس في النهاية ولو كان فالنسيا قد سجل في بداية الشوط الثاني عندما تحسن أداؤه لـ10 دقائق لربما انصبت اللعنات على البرازيلي.



■ لن نكرر الحديث عن القوة الفتاكة للثلاثي MSN لكن اليوم أظهر ميسي شخصيته القيادية الكبيرة في الملعب. قلت من قبل إن نيمار أكثر من يمتعني في الملعب لكن ميسي أظهر اليوم أنه اللاعب البنّاء المفيد في أي لحظة للفريق.
ميسي قام بدور "المَعلّم" في اللهجة المصرية .. ذاك الرجل الذي يتحكم في إيقاع اللعب واتجاه الهجمة وطريقة تنفيذها واستغل هفوات كثيرة سنتحدث عنها في الجزء الخاص بفالنسيا.
■ كانت واحدة من المباريات الرائعة لسيرجيو بوسكيتس فقد قطع الكثير من الكرات وضغط بذكاء شديد وانتظار صبور لأي فرصة لقطع الكرة كما تميز بالكثير من التمريرات المؤثرة المباشرة في عمق دفاع فالنسيا بينما ذكر الجميع بتمريرات تشافي لداني ألفيش في لقطة الهدف الثاني بعدما مرر كرة حريرية إلى أليكس فيدال الذي أراح الكرة لسواريز ليسجلها السفاح.
■ على سيرة فيدال فإن لويس إنريكي للمرة الثانية على التوالي يستخدم الأظهرة بشكل أكبر مما كان قد اعتاد استخدامه .. اليوم ساهمت الأظهرة في كشف أكبر لدفاع فالنسيا وصنع فيدال الهدف الثاني بينما تكفل أدريانو بصناعة غاية في الروعة للهدف السادس بعد أن أوصل الكرة للوحيد غير المراقب من لاعبي البرسا داخل المنطقة.. إنريكي مازال في جعبته الكثير على ما يبدو.

فالنسيا | تقليد فاشل لإيمري، ولا مبالاة عجيبة من اللاعبين

■ إذا ما هو الذي استغله ميسي من هفوات؟ الحقيقة أن هناك الكثير من الأخطاء الفادحة لجاري نيفيل وحده قبل الحديث عن أخطاء لاعبيه.
فجاري لعب بخمسة لاعبين في الوسط يلعبون كلهم على خط واحد وهو أمر يكون جيدًا جدًا وينفذه الكثير من المدربين لإغلاق الملعب تمامًا لكن هذا يتم بشرط مهم جدًا ألا وهو تقارب المسافة بشدة بين خط الوسط وخط الدفاع.
لكننا اليوم شاهدنا فريقًا يلعب بخماسي وسط على خط واحد ويقف ميسي وإنيستا في المسافة الشاسعة بين هذا الخط وخط الدفاع ليتم ضرب كل خط الوسط بتمريرة واحدة أمامية لاثنين لا يرحمان.
نيفيل شاهد هذا الأمر الفادح فلم يحرّك ساكنًا ولم يحاول إعادة اثنين من لاعبي الوسط لسد الفراغ بين الوسط والدفاع وتقريب المسافة بين الخطين فاستمرت هذه الثغرة واضحة جدًا طوال أحداث الشوط الأول.
المشكلة أن نيفيل كان يشعر بأن الوسط به ثغرات لكنه اختزلها في البرازيلي دانيلو والحقيقة أن الثغرات كانت ناتجة عن وقوف تكتيكي خاطئ تمامًا.
النتيجة الفادحة لهذا التمركز السيء لم يكن فقط في تحركات ميسي وإنيستا بل إنها امتد لغياب التركيز تمامًا من لاعبي الوسط لأي شيء يحدث خلفهم فقدر تركوا الرباعي الدفاعي فريسة للثلاثي الكتلوني الخطير .. يكفيك أن تشاهد لقطة الهدف الثاني وكيف يقف سواريز في مكان يُفترض فيه أن يراقبه لاعب ارتكاز لكنه يقف بكل أريحية ويسدد قبل ظهور أي لاعب تقريبًا من لاعبي وسط فالنسيا في الكادر.
■ لكن لنعد إلى تشكيلة جاري نيفيل والتي دفع فيها بأربعة أظهرة جنب حاول فيه سد أطرافه عن طريق إشراك لاعبين هم بالأساس أظهرة في مركز الجناحين وهما جواو كانسيلو والوافد الجديد من أتلتيكو مدريد سيكيرا.
وإن كان كانسيلو قد نجح من قبل في هذا المركز خصوصًا مع قدراته الهجومية الأفضل من الدفاعية لديه أساسًا فإن علامات الاستفهام كانت كبيرة جدًا على فكرة إشراك سيكيرا في مركز الجناح.
فنيفيل الذي يبدو وأنه خشي من التبديل بين سيكيرا وجايا -ليصبح الأول ظهيرًا والثاني جناحًا- وذلك على الأرجح لأن الظهير البرازيلي مازال جديدًا وانضم منذ يومين فقط للخفافيش، لم يخش من فكرة إشراك لاعب لم يتدرب سوى تدريبين فقط مع فالنسيا ولا يلعب في مركزه بل وأساسًا يفتقد المقومات الهجومية التي تؤهله للعب في مركز الجناح! فسيكيرا ظهير دفاعي يجيد نوعًا ما الواجب الهجومي لكن فكرة إشراكه في غير مركزه في مباراة حاسمة ومصيرية وأمام فريق كبرشلونة وعلى أرضه كانت فكرة جد بشعة من المدرب الإنجليزي.
يستحضرني في هذه النقطة تجربة مدرب فالنسيا الأسبق أوناي إيمري عندما خاض أكثر من مباراة ضد برشلونة بثنائية جوردي ألبا وجيريمي ماثيو معًا ووقتها تألقا بشدة ونالا الإشادة هما والفكرة، لكن الحقيقة أن تلك الفكرة كان لها مقدمات باشتراك الاثنين من قبل في مركز الجناح وتجربتهما لأكثر من مرة كما أنهما كانا يمتلكان مقومات اللعب كجناح.
لكن تجربة نيفيل باءت تمامًا بالفشل كما كان غريبًا جدًا أن يقوم بعمل التجربة في كلا الطرفين! المثير للتأمل أن حتى هذه التجربة تسببت بوضوح في الهدف الثاني لبرشلونة عندما استغل أليكس فيدال تواكل جايا وسيكيرا على بعضهما في رقابته ليخترق دون مضايقة ويستغل تمريرة بوسكيتس الرائعة لصناعة الهدف الثاني الذي كان مؤثرًا جدًا على معنويات لاعبي فالنسيا.
■ هل أخطأ الحكم في احتساب ركلة جزاء وطرد على موستافي؟ هذا سؤال لن نجيب عليه فالأداء التحكيمي ليس محل تقييم هنا، لكن الطرد مهما كانت ظروف المباراة وسوء الفريق يظل مؤثرًا .. صحيح إن أداء فالنسيا في بداية الشوط الثاني شهد تحسنًا لكنه كان تحسنًا مؤقتًا لاسترخاء لاعبي البرسا بعد اطمئنانهم على النتيجة قبل أن يواصلوا سيل الأهداف .. بكل تأكيد تأثر فالنسيا بخروج مدافعهم وربما كان الفريق قد قلل عدد الأهداف نوعًا ما.







■ فالنسيا في أول 10 دقائق ظهر بشكل جيد نوعًا ما وتناقلت عناصره الكرة بشكل معقول حتى أخطأ أندريه جوميش في اللقطة التي سُرقت فيها الكرة منه من قبل أردا توران لتصل إلى نيمار الذي مرر لسواريز.
المشكلة في أن الخطأ لم يكن الوحيد بعد ذلك فقد برع لاعبو وسط فالنسيا في التمرير بشكل خاطئ وفي فقد الكرة بشكل فادح في مناطق خطيرة جدًا ككرة باريخو التي فقدها داخل منطقة الجزاء ليسجل ميسي الهدف الخامس لكن هذه قصة أخرى.



■ القصة هي أن ثمة حالة من اللامبالاة الكبيرة ظهرت على لاعبي فالنسيا بعد تلقي الهدف الثالث .. الكثير من الأخطاء والقليل من الشراسة في الدخول على الكرة فكرة ميسي التي خطفها من باريخو كان يتعين على الأخير أن يركلها بكل قوة وشراسة ليتأكد من عدم حصول ميسي عليها بتلك السهولة.

■ ظهر فارق القدرات بين لاعبي برشلونة وفالنسيا في تفاصيل صغيرة ربما تمر مرور الكرام أمام البعض، لكن التمريرة قبل الأخيرة للاعبي الضيوف كانت غاية في السوء وذلك رغم أنه في الهجمات التي يتم بناءها بهدوء من قبلهم كان فالنسيا يصل إلى مناطق تسمح بصنع خطورة لكنك كنت دائمًا تجد الكرة طويلة أكثر من اللازم أو ما شابه.
وحتى في القدرات الدفاعية تظهر التفاصيل الصغيرة، فأديرلان سانتوس افتقد للذكاء في محاولة إيقاف سواريز في لقطة الهدف الأول، فهو يحاول التركيز مع نيمار المنطلق بالكرة والمراقب جيدًا من قبل موستافي بينما يترك سفاحًا مثل سواريز دون ضغط حقيقي أو تقريب للمسافة معه.
لكن الأكيد أن القدرات لا تجعل النتيجة تصل لهذا الأمر بل حديثنا فقط عن بعض التفاصيل التي تغير من الأمور أحيانًا، فقدرات لاعبي فالنسيا بل في ظل غيابات طاحنة كفلت لهم التعادل قبل شهرين فقط مع نفس الفريق.

■ نعود لجاري نيفيل الذي أجرى تبديلًا غريبًا جدًا، فكثير من المدربين يخشون إجراء تبديلات مبكرة بينما هو بادر بإجراء التبديل لتحسين الوضع، وبدلًا من إخراج سيكيرا البعيد كل البعد عن أجواء المباراة وتوهانه في مركزه، إذا به يخرج دانيلو ويشرك فيجولي بينما كان من الممكن أن يشترك فيجولي بدلًا من سيكيرا وينتقل كانسيلو إلى الجانب الأيسر وهو الذي لعب في هذا المكان من قبل وقدم فيه أداءً معقولًا جدًا، لكن نيفيل اختار اللاعب الذي سيخرج دون اعتراض كبير على ما يبدو.

المصدر: منتديات تراتيل شاعر - من قسم: الرياضة العالمية ▪●

---

lh fu] hglfhvhm | sdv; fvag,kdK ,jrgd] thag lk kdtdg gYdlvd hglfhvhm fvag,kdK fu] w]v; thag ,jrgd]