01-27-2016, 07:55 AM
|
|
|
|
سيرة الصحابي الجليل ( صهيب الرومي )
صهيب الرومـي
إنه الصحابي الجليل صهيب بن سنان الرومى،
وقد كان صهيب في بداية حياته غلامًا صغيرًا
يعيش في العراق في قصر أبيه الذي ولاه كسرى ملك الفرس
حاكمًا على الأُبُلَّة (إحدى بلاد العراق)، وكان من نسل أولاد النمر بن قاسط من العرب،
وقد هاجروا إلى العراق منذ زمنٍ بعيد، وعاش سعيدًا ينعم بثراء أبيه وغناه عدة سنوات.
وذات يوم، أغار الروم على الأبلة بلد أبيه، فأسروا أهلها،
وأخذوه عبدًا، وعاش العبد العربي وسط الروم، فتعلم لغتهم، ونشأ على طباعهم،
ثم باعه سيده لرجل من مكة يدعى عبد الله بن جدعان،
فتعلم من سيده الجديد فنون التجارة، حتى أصبح ماهرًا فيها،
ولما رأى عبد الله بن جدعان منه الشجاعة والذكاء والإخلاص في العمل،
أنعم عليه فأعتقه.وعندما أشرقت في مكة شمس الإسلام،
كان صهيب ممن أسرع لتلبية نداء الحق،
فذهب إلى دار الأرقم، وأعلن إسلامه أمام رسول الله ،
ولم يَسْلَم صهيب من تعذيب مشركي مكة،
فتحمل ذلك في صبر وجلد؛ ابتغاء مرضاة الله وحبًّا لرسوله ،
وهاجر النبي بعد أصحابه إلى المدينة، ولم يكن صهيب قد هاجر بعد،
فخرج ليلحق بهم، فتعرض له أهل مكة يمنعونه من الهجرة
؛ لأنهم رأوا أن ثراء صهيب ليس من حقه، لأنه جاء إلى بلادهم حينما كان عبدًا فقيرًا،
فلا يحق له أنه يخرج من بلادهم بماله وثرائه،
وصغر المال في عين صهيب، وهان عليه كل ما يملك في سبيل الحفاظ على دينه،
فساومهم على أن يتركوه، ويأخذوا ماله،
ثم أخبرهم بمكان المال، وقد صدقهم في ذلك، فهو لا يعرف الكذب أو الخيانة.
وكان صهيب تاجرًا ذكيًّا، فتاجر بماله ونفسه في سبيل مرضاة ربه،
فربح بيعه، وعظم أجره، واستحق أن يكون أول ثمار الروم في الإسلام،
واستحقَّ ما روي عن رسول الله أنه قال: (صهيب سابق الروم)
وشارك صُهيب في جميع غزوات الرسول ،
فها هو ذا يقول: لم يشهد رسول الله
مشهدًا قط إلا كنت حاضره، ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها،
ولم يسر سرية قط إلا كنت حاضرها، ولا غزا غزوة قط إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله،
وما خافوا أمامهم قط إلا كنت أمامهم،
ولا ما وراءهم إلا كنت وراءهم، وما جعلت رسول الله بيني وبين العدو قط حتى تُوُفِّي.
وواصل جهاده مع الصديق ثم مع الفاروق عمر -رضي الله عنهما-،
وكان بطلا شجاعًا، وكان كريمًا جوادًا، يطعم الطعام، وينفق المال،
قال له عمر -رضي الله عنه- يومًا: لولا ثلاث خصال فيك يا صهيب،
ما قدمت عليك أحدًا، أراك تنتسب عربيًّا ولسانك أعجمي، وتُكنى بأبي يحيي، وتبذر مالك.
فأجابه صهيب: أما تبذيري مالي فما أنفقه إلا في حقه،
وأما اكتنائي بأبي يحيى، فإن رسول الله كناني بأبي يحيى فلن أتركها،
وأما انتمائي إلى العرب، فإن الروم سبتني صغيرًا، فأخذت لسانهم (لغتهم)،
وأنا رجل من النمر بن قاسط.
وكان عمر -رضي الله عنه- يعرف لصهيب فضله ومكانته،
فعندما طُعن -رضي الله عنه-
أوصى بأن يصلي صهيب بالناس إلى أن يتفق أهل الشورى على أحد الستة
الذين اختارهم قبل موته للخلافة؛ ليختاروا منهم واحدًا،
وكان صهيب طيب الخلق، ذا مداعبة وظُرف، فقد رُوي أنه أتى المسجد يومًا
وكانت إحدى عينيه مريضة، فوجد الرسول وأصحابه جالسين في المسجد،
وأمامهم رطب، فجلس يأكل معهم، فقال له النبي مداعبًا:
(تأكل التمر وبك رمد؟) فقال صهيب: يا رسول الله،
أني أمضغ من ناحية أخرى (أي: آكل على ناحية عيني الصحيحة). [ابن ماجه]،
فتبسم رسول الله .
وظل صهيب يجاهد في سبيل الله حتى كانت الفتنة الكبرى،
فاعتزل الناس، واجتنب الفتنة،
وأقبل على العبادة حتى مات -رضي الله عنه- بالمدينة سنة (38هـ)،
وعمره آنذاك (73) سنة، ودفن بالبقيع.
وقد روى صهيب -رضي الله عنه- عن النبي أحاديث كثيرة،
وروى عنه بعض الصحابة والتابعين -رضوان الله عليهم أجمعين
صهيب الرومي رضي الله عنه ليس روميّاً !!
الحمد لله
ينتشر خطأ بين كثير من العامة وبعض الخاصة
أن الصحابي الجليل " صهيب الرومي " أصله من الروم .
وينتشر هذا - بالأخص - بين الخطباء والكتاب
وذلك حين يعددون نواحي عظمة الإسلام ،
فيقولون : الإسلام جمع بين سلمان الفارسي ، وبلال الحبشي ،
وصهيب الرومي ، وأبي بكر القرشي ... الخ
وهذه النسبة في حق صهيب رضي الله عنه خطأ
، بل هو عربي " نمري " ، وإنما نسب للروم لأنه عاش بينهم بسبب السبي .
ولا فرق بين العربي والأعجمي إلا بالتقوى
لكن يدخل التنبيه هذا في باب تصحيح الأنساب ، وذكر الحقائق التاريخية .
وهذه باقة من أقوال العلماء في ذلك :
قال الحافظ ابن عساكر :
صهيب بن سنان بن مالك بن عمرو بن عقيل بن عامر
أبو يحيى ويقال أبو غسان النمري الرومي البدري المهاجري .
قال أبو عمر بن عبد البر :
كان أبو صهيب أو عمه عاملا لكسرى على الأبلة
وكانت منازلهم بأرض الموصل فأغارت الروم عليهم
فسبت صهيبا وهو غلام فنشأ بالروم
ثم اشترته *** وباعوه بمكة لعبد الله بن جدعان فأعتقه
وأما أهله فيزعمون أنه هرب من الروم وقدم مكة .
قال ابن كثير :
صهيب بن سنان بن مالك الرومي ،
وأصله من اليمن أبو يحيى بن قاسط وكان أبوه أو عمه عاملا لكسرى على الأيلة
قال ابن حجر :
صهيب بن سنان بن مالك ويقال خالد بن عبد عمرو بن عقيل
ويقال طفيل بن عامر بن جندلة بن سعد بن خزيمة
بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس بن زيد مناة بن النمر
بن قاسط النمري أبو يحيى وأمه من بني مالك
بن عمرو بن تميم وهو الرومي قيل له ذلك لأن الروم
سبوه صغيرا قال بن سعد وكان أبوه وعمه على الأبلة
من جهة كسرى وكانت منازلهم
قال ابن تغري بردي :
وفيها توفي صهيب بن سنان بن مالك الرومي
سبَته الروم فجلب إلى مكة فاشتراه عبد الله بن جدعان التيمي
وقيل بل هرب من الروم فقدم مكة وحالف ابن جدعان
وكان صهيب من السابقين الأولين شهد بدرا والمشاهد كلها
روى عنه أولاده حبيب وزياد وحمزة وسعيد بن المسيب
وعبد الرحمن بن أبي ليلى وكعب الأحبار
وكنيته أبو يحيى توفي بالمدينة في شوال
ونشأ صهيب بالروم فبقيت فيه عجمة .
قال ابن عدي :
ومنهم صهيب بن سنان الرومي ،
ولم يكن روميا وإنما نسب إليهم لأنهم سبوه وباعوه
وقيل لأنه كان أحمر اللون وهو من نمر بن قاسط
كناه رسول الله أبا يحيى قبل أن يولد له .
توفي في شوال سنة 38 هـ
|
|
sdvm hgwphfd hg[gdg ( widf hgv,ld ) hg]gdg hgv,ld hgwphfd sdvm aidm
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 06:44 AM
|