جميل هو تعريف الحياء
فهو انقباض النفس عن القبائح وتركها بفعل المحاسن
و ثمَّةَ علاقة طردية مترابطة بين الحياء والإيمان
فإذا زال أحدهما زال الآخرف الذي لا يستحيي لا خير فيه
وبارتكاب المعاصي يذهب الحياء عن المرء حتى ربما ينسلخ منه!!
"ومن استحى من الله عند معصيته استحى الله من عقوبته يوم يلقاه
و من لم يستح من الله تعالى من معصيته لم يستح الله من عقوبته"
مقولة رائعة لابن القيم
شدني مثال واقعي بسيط لبذر خلق الحياء فعندما يكون لشخص عليك فضل
كمعروف أسداه لك وقت حاجة أو وهبك مالا وقت ضيق فإنك ولابد ستبقين
حيية منه تحاولين قدر الإمكان رد جميله وعدم إغضابه ومعاملته بأفضل ماتعاملين
به أحبتك أوليس من وهبك النعم وأجزل عطاءه أحق أن تخجلي من مبارزته بالمعاصي؟؟!!
انظري معي لجمال هذه العبارة التي تستحق أن نضعها نصب أعيننا
"إن الحياء حالة للنفس تتولد من رؤية أمرين هما: رؤية النعم من ناحية
ورؤية التقصير من ناحية أخرى"
وهذا التصور خاص بالحياء من المولى عز وجل
فإن تذكرت انهمار آلاء الله عليك التي لا تعد ولاتحصى
خجلت من تقصيرك معه ومن هنا تكون تخلقت بالحياء اللازم مع الله
ومن جديد ما مر بنا أن ابن القيم قسم الحياء ل10أوجه فهناك
(حياء الجناية
والتقصير
و إجلال
و كرم
وحشمة
و استحقار النفس
و محبة
و عبودية
وحياء شرف و عزة
و المستحي من نفسه)
أكثرها تأثيرا في نفسي (حياء التقصير) كحياء الملائكةالمسبحون ليلا ونهارا
فإذا جاء يوم القيامة قالوا من شدة حيائهم سبحانك ماعبدناك حق عبادتك !!!
واخجلاه يارباه فماذا أقول أنا وأنت والتقصير يغمرنا لولا لطف الستار و وحلمه علينا؟؟!!
وآخر ماسأسطر به حروفي قصة لنبينا موسى
والأعجب أحبتي من ذلك سيدنا عثمان رضي الله عنه
قال المناوي رحمه الله : " كان يستحي حتى من حلائله ، وفي خلوته ، ولشدة حيائه كانت تستحي منه ملائكة الرحمن " انتهى من " فيض القدير" (1/ 459) . رحم الله حال بنات المسلمات اللاتي لا يجدن غضاضةفي نزع ملابسهن
أمام صديقاتهن وأمهاتهن بحجة أن لاعورة بينهن ولديهن مالديها!!
وأما عن هتك سترهن في الأعراس بما قل ودل فحدث ولا حرج
وسبحان من يستحي أن يعذب شيبة شابت في الإسلام
هذا وصلى الله على حبيبي محمد عدد ما ذكره الذاكرون
وغفل عنه الغافلون