01-16-2016, 08:47 PM
|
|
|
|
اللهم رب هذه الدعوة التامة
من كتاب الشرح الممتع على زاد المستقطع
(ل ـ 78/2)
للعلامة الشيخ بن العثيمين ـ رحمه الله ـ
قال الشيخ رحمه الله :
قوله : بعد فراغه من الآذان :
" اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته "
الحقيقة أن المؤلف اقتصر في الدعاء الذي بعد الأذان ، وإلا فينبغي بعد الأذان أن تصلي على النبي ثم تقول اللهم رب هذه الدعوة التامة .. إلخ
وفي أثناء الأذان إذا قال المؤذن :
" أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمد رسول الله "
وأجبته تقول بعد ذلك
رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا
كما ظاهر رواية مسلم .
ثم قال الشيخ : قوله :
- اللهم رب هذه الدعوة التامة -
الدعوة التامة : هي الأذان ، لأنه دعوة ،
ووصفها بالتامة ، لاشتمالها على تعظيم الله ، وتوحيده ، والشهادة بالرسالة ، والدعوة إلى الخير .
ثم قال الشيخ : قوله :
- والصلاة القائمة -
أي :ورب هذه الصلاة القائمة والمشار إليه ماتصوره الإنسان في ذهنه ، لأنك عندما تسمع الأذان تتصور أن هناك صلاة .
والقائمة :
قال العلماء :
التي ستقام فهي قائمة باعتبار ما سيكون .
قال الشيخ : قوله :
- آت محمدا الوسيلة والفضيلة -آت بمعنى أعط .
وهي تنصب مفعولين الأول محمد والثاني الوسيلة .
والوسيلة :
بينها الرسول
" أنها درجة في الجنة لا ينبغي أن تكون إلا لعبد من عباد الله "
قال : " وأرجو أن أكون أنا هو "
ولهذا نحن ندعوا الله ليتحقق له ما رجاه عليه الصلاة والسلام .
وأما الفضيلة :
فهي المنقبة العالية التي لا يشاركه فيها أحد .
قال الشيخ رحمه الله : قوله :
- وابعثه مقاما محمود الذي وعدته
ابعثه يوم القيامة - مقاما -
أي : في مقام محمود الذي وعدته ،
وهذا المقام المحمود يشمل كل مواقف القيامة وأخص ذلك الشفاعة العظمى حينما يلحق الناس من الكرب والغم في ذلك اليوم العظيم
فيأتون في النهاية إلى النبي عليه الصلاة والسلام فيسألونه أن يشفع فيشفع لهم ، وهذا مقام محمود ،
لأن الأنبياء والرسل كلهم يعتذرون عن الشفاعة
إما بما يراه عذرا كآدم ونوح وإبراهيم وموسى ،
وإما لأنه يرى أن في المقام من هو أولى منه كعيسى ، وانظر كيف ألهم الله الناس أن يذهبوا إلى هؤلاء ،لأن هؤلاء الأربعة هم أولو العزم ،
وآدم أبو البشر خلقه الله بيده وأسجد له ملائكته ،
ثم انظر كيف يلهم الله هؤلاء حيث يعتذر كل واحد بما يرى أنه حائل بينه وبين الشفاعة .
والخامس لم يذكر شيئا يخدش مقام الشفاعة ،
ولكن ذكر من هو أولى منه في ذلك ،
وهو محمد عليه الصلاة والسلام
لتتم الكمالات لرسول الله ، وهذا من المقام المحمود الذي قال الله فيه :
{ ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}
وهذه الدعوات يقول الرسول فيها :
" من صل عليه ثم سأل الله له الوسيلة فإنها تحل له الشفاعة يوم القيامة " فيكون مستحقا لها ،
ثم قال الشيخ :
وهذا ولاشك أنه من نعمة الله سبحانه علينا وعلى الرسول .
أما علينا فلما نناله من الأجر من هذا الدعاء ،
وأما على رسوله ، فلأن هذا مما يرفع ذكره أن تكون أمته إلى القيامة تدعو الله له .
ثم قال الشيخ وفي هذا الدعاء عدة مسائل :
المسألة الأولى :
أن النبي بشر لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ،
ووجهه :أننا أمرنا بالدعاء له .
ثانيا :
أن الرسول أفضل الخلق ، لأن الوسيلة لا تحصل إلا له خاصة ، ومعلوم أن الجزاء على قدر قيمة المجزي
قال تعالى : { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات }
ثالثا :
فيه إشكال وهو قوله - آت محمدا الوسيلة -
كيف نجمع بين هذا وبين قوله تعالى
{ لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا }
على أحد التفسيرين في أن المعنى لاتنادوه باسمه كما ينادي بعضكم بعضا ؟ .
فالجواب :
أن نقول يفرق بين الخبر وبين الدعاء
فعند ما يدعي في حياته
يقال : - يارسول الله -
ولا يقال - يامحمد -
أما في باب الاخبار فهذا لابأس به قال تعالى :
{ ماكان محمد أبا أحد من رجالكم }
ونحن نقول في الصلاة
- اللهم صل على محمد وعلى آل محمد -
ولا نقول - اللهم صل على رسول الله -
ففي مكانها لانقولها ،
أي : في التشهد
بل نقول - اللهم صل على محمد -
لكن نقول - السلام عليك أيها النبي -
لأننا أمرنا بذلك ،والمدار في هذا على ما علمنا إياه رسول الله ، ولايعارض الآية .
وأما عن قول أنك لا تخلف الميعاد
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :حيث قال في كتابه الشرح الممتع على زاد المستقطع:
(( تنبيه: لم يذكر المؤلِّف قوله: -إنك لا تخلف الميعاد-؛ لأن المحدثين اختلفوا فيها،
هل هي ثابتة أو ليست بثابتة؟
فمنهم من قال: إنها غير ثابتة لشُذُوذِها؛
لأن أكثر الذين رَوَوا الحديث لم يرووا هذه الكلمة، قالوا: والمقام يقتضي ألا تُحذف؛ لأنه مقام دُعاء وثناء،وما كان على هذا السبيل فإنه لا يجوز حذفه إلا لكونه غير ثابت؛ لأنه مُتَعَبَّدٌ به.
ومن العلماء من قال:
إنَّ سندها صحيح، وإنها تُقال؛ لأنها لا تُنَافي غيرَها، وممن ذهب إلى تصحيحها
الشيخ عبد العزيز بن بازرحمه الله ــ
وقال: إن سندَها صحيح، وقد أخرجها البيهقي[(166)] بسند صحيح.
وقالوا: إنَّ هذا مما يُختم به الدُّعاء كما قال تعالى:
{رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ *}[آل عمران]
فمن رأى أنَّها صحيحة فهي مشروعة في حقِّه،
ومن رأى أنَّها شاذة فليست مشروعة في حقِّه،
والمؤلِّف وأصحابُنَا العلماء يرون أنها شاذَّة ولا يُعمل بها.))
"هذا والله أعلم
|
hggil vf i`i hg]u,m hgjhlm hgehge hg]u,m
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 12:24 AM
|