12-16-2015, 03:52 PM
|
|
|
|
تَوَقَيَر آلرَسَوَلَ صَلَ آللهَ عَلَيَهَ وَ سَلَمَ~
ويلي توقير ذي الجلال توقير صاحب كريم الشمائل وعظيم الخصال
فإن توقيره صلى الله عليه وسلم سبيل الفلاح (فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
وقال الله تعالى : (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ)
ومِن توقيره صلى الله عليه وسلم أن لا يُرْفَع الصوت عنده حيًّا ولا ميّتًا .
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) "
وَقَدْ بَيَّنَ تَعَالَى أَنَّ تَوْقِيرَهُ وَاحْتِرَامَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغَضِّ الصَّوْتِ عِنْدَهُ لا يَكُونُ إِلاَّ مِنَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى ، أَيْ أَخْلَصَهَا لَهَا وَأَنَّ لَهُمْ بِذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ الْمَغْفِرَةَ وَالْأَجْرَ الْعَظِيمَ ، وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) "
كما قال الشنقيطي في تفسيره .
وقد أنْكَر عمر رضي الله عنه رَفْع الصوت في مسجده صلى الله عليه وسلم ، فَرَوى البخاري مِن طريق السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ : كُنْتُ قَائِمًا فِي الْمَسْجِدِ ، فَحَصَبَنِي رَجُلٌ ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ . فَقَالَ : اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهَذَيْنِ ، فَجِئْتُهُ بِهِمَا ، قَالَ : مَنْ أَنْتُمَا ؟ أَوْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمَا ؟
قَالا : مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ .
قَالَ : لَوْ كُنْتُمَا مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ لأَوْجَعْتُكُمَا ، تَرْفَعَانِ أَصْوَاتَكُمَا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قال القرطبي : وقد كَرِه بعض العلماء رَفْع الصوت عند قبره عليه السلام .
وكَرِه بعض العلماء رَفع الصوت في مجالس العلماء تشريفا لهم ، إذْ هُم وَرَثة الأنبياء .
قال القاضي أبو بكر بن العربي : حُرْمَة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَيتا كَحُرْمَته حيا ، وكَلامه المأثور بعد مَوته في الرِّفْعة مِثال كَلامه المسموع مِن لَفْظِه ، فإذا قُرئ كَلامه وَجَب على كل حاضِر ألاَّ يَرْفَع صوته عليه ، ولا يُعْرِض عنه ، كما كان يلزمه ذلك في مجلسه عند تَلَفّظه به . وقد نَـبَّـه الله سبحانه على دوام الْحُرْمَة المذكورة على مرور الأزمنة بِقَوله تعالى : (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) ،
وكلامه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن الوحي ، وله مِن الحكمة مثل ما للقرآن إلاَّ معاني مستثناة .
وقال الشنقيطي : وَمَعْلُومٌ أَنَّ حُرْمَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ وَفَاتِهِ كَحُرْمَتِهِ فِي أَيَّامِ حَيَاتِهِ ، وَبِهِ تَعْلَمُ أَنَّ مَا جَرَتْ بِهِ الْعَادَةُ الْيَوْمَ مِنِ اجْتِمَاعِ النَّاسِ قُرْبَ قَبْرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ فِي صَخَبٍ وَلَغَطٍ ، وَأَصْوَاتُهُمْ مُرْتَفِعَةٌ ارْتِفَاعًا مُزْعِجًا كُلُّهُ لا يَجُوزُ ، وَلا يَلِيقُ ، وَإِقْرَارُهُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْمُنْكَرِ .
وَقَدْ شَدَّدَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّكِيرَ عَلَى رَجُلَيْنِ رَفَعَا أَصْوَاتَهُمَا فِي مَسْجِدِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ : لَوْ كُنْتُمَا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لأَوْجَعَتْكُمَا ضَرْبًا . اهـ .
ذلك أن رسالته هُدى للعالَمين ..
وطاعته رَحْمة (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) ، وهِدَاية (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا)
ومحبته قُرْبَة (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)
واتِّبَاعه هِداية ونور ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ) " يعني : محمدًا صلى الله عليه وسلم . هذا قول أكثر المفسرين . قاله البغوي .
وجاء بالنور الْمُبِين (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا) ..
لذا كان أحقّ بالتقدير والتوقير ..
وإن الرَّجُل مِن آحاد البشر ليطلب لنفسه التوقير في قلوب مُحِبِّيه فإن لم يَجِده رَحَل بعد أن تَرَحَّلَتْ مَحَبته !
فلا يَطْلُبَنّ الله توقيره وتوقير نَبِيِّـه في قلبك فلا يُوجد ، فيوشك أن تَتَرَحَّل مَحَبّته .
وَقِّرُوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعظموه بتعظيم أمْرِه .
والوقوف عند نَهْيه
والكفّ عن مَحارمه
(فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
قال أبو عبد الله الإمام أحمد بن حنبل : أتدري ما الفتنة ؟ الفِتنة الشِّرْك ، لعله إذا رَدّ بعض قَوله أن يَقَع في قلبه شيء مِن الزَّيغ فَيَهْلِك .( يعني : إذا ردّ بعض قول النبي صلى الله عليه وسلم ) .
وما أكثر ما نُجِلّ الناس
ونُعَظِّم أقوال الناس
وذو الجلال وصاحِب المقام أحق بالإجلال
وإن مِن توقير الله إجلال مَن يستحق الإجلال ، وتقديم مَن يستحق التقديم .
ومِن توقير النبي صلى الله عليه وسلم وإجلاله : أن لا يُقدَّم قول غيره على قوله ..
وأن تُتْرَك الأقوال لأجل قوله ..
وأن يُؤخَذ قوله مأخذ التسليم والانقياد ..
وكان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم و رضي الله عنهم لا يَرضَون بتقديم قول غيره صلى الله عليه وسلم على قوله ، مهما كانت مَنْزِلة القائل وقَدْره ومكانته ..
وسبق :
والله لا أُكلّمك أبدا
أُستاذي وشيخي وقدوتي ومعلِّمي وإمامي
من هو الحاكم ؟ أأبو جهل ؟!! |
jQ,QrQdQv NgvQsQ,QgQ wQgQ NggiQ uQgQdQiQ ,Q sQgQlQZ NgvQsQ,QgQ jQ,QrQdQv sElS sQgQlQ
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
أدوات الموضوع |
إبحث في الموضوع |
|
|
انواع عرض الموضوع |
العرض الشجري
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
المواضيع المتشابهه
|
الموضوع |
كاتب الموضوع |
المنتدى |
مشاركات |
آخر مشاركة |
طلّت بكفّي شَمس.
|
وتين الفيصل |
هذيان الروح ▪● |
14 |
07-04-2015 02:37 AM |
الساعة الآن 02:21 PM
|