نفحات آيمانية ▪● (يهتم بشؤؤن ديننا الإسلامي الحنيف) |
11-05-2015, 11:52 PM
|
|
|
|
أمراض القلوب
القلب له حياة وموت, ومرض وشفاء, وذلك أعظم مما للبدن
قال تعالى : { أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا } [الأنعام:122]
أي كان ميتاً بالكفر فأحييناه بالإيمان
فالقلب الصحيح الحي إذا عرض عليه الباطل والقبائح نفر منها بطبعه
وأبغضها ولم يلتفت إليها, بخلاف القلب الميت, فإنه لايفرق بين الحسن والقبيح
نوعا مرض القلب :
ومرض القلب نوعان : مرض شهوة, ومرض شبهة, وكلاهما مذكور في القرآن
قال تعالى : { فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ } [الأحزاب:32]. فهذا مرض الشهوة
وقال تعالى : { فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا } [البقرة:10]
وقال تعالى : { وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ } [التوبة:125]. فهذا مرض الشبهة
وهو أردأ من مرض الشهوة, إذ مرض الشهوة يرجى له الشفاء بقضاء الشهوة, ومرض الشبهة لاشفاء له إن لم يتداركه الله برحمته.
وقد يمرض القلب ويشتد مرضه ولايشعر به صاحبه, لاشتغاله وانصرافه عن معرفة صحته وأسبابها
بل قد يموت وصاحبه لايشعر بموته, وعلامة ذلك أنه لاتؤلمه جراحات القبائح, ولايوجعه جهله بالحق وعقائُدُه الباطلة
(( ما لجرح بميت إيلام )), وقد يشعر بمرضه, ولكن يشتد على تحمل مرارة الدواء والصبر عليها, فيؤثر بقاء ألمه على مشقة الدواء
فإن دواءه في مخالفة الهوى, وذلك أصعب شيء على النفس, وليس له أنفع منه, وتارة يوطن نفسه على الصبر, ثم ينفسخ عزمه
ولايستمر معه, لضعف علمه وبصيرتهوصبره, كمن دخل في طريق مخوف مفض إلى غاية الأمن, وهو يعلم أنه إن صبر عليه
انقضى الخوف وأعقبه الأمن, فهو محتاج إلى قوة صبر وقوة يقين بما يصير إليه, ومتى ضعف صبره ويقينه رجع
من الطريق ولم يتحمل مشقتها, ولاسيما إن عدم الرفيق واستوحشَ من الوحدة.
علاج المرض بغذاء ودواء :
زعلامة مرض القلب عدوله عن الأغذية النافعة الموافقة له إلى الأغذية الضارة, وعدوله عن دوائه النافع, إلى دوائه الضار
وأنفع الأغذية غذاء الإيمان, وأنفعُ الأدوية دواء القرآن, وكل منهما فيه الغذاء والدواء, فمن طلب الشفاء في غير الكتاب والسنة
فهو من أجهل الجاهلين وأضلّ الضالين, فإن الله تعالى يقول : { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ
وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } [فصلت:44]
فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية, وأدواء الدنيا والآخرة, وما كل أحد يُؤهل للاستشفاء به.
وإذا أحسن العليلُ التداويَ به, ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تامّ واعتقاد جازم واستيفاء شروطه؛ لم يقاوم الداءُ أبداً.
وكيف تقاوم الأدواء كلاب ربّ الأرض والسماء, الذي لو نزل على الجبال لصدَّعها, أو على الأرض لقطَّعها ؟!
فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيلُ الدلالة على دوائه وسببه والحُمْية منه, لمن رزقه الله فهماً في كتابه.
كتاب :المنحة الإلهية في تهذيب شرح الطحاوية
للإمام علي بن أبي العز الحنفي
|
Hlvhq hgrg,f Hlvhq hgrg,f
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
أدوات الموضوع |
إبحث في الموضوع |
|
|
انواع عرض الموضوع |
العرض الشجري
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 12:42 PM
| |