07-21-2015, 08:32 PM
|
|
|
|
|
وقفه وتأمل في برزخية التطفل
حَضَرَ طُفَيليٌ مَجلِسَ قَومٍ يَأكُلُون ،
فَجَلسَ يَأكُلُ مَعَهُم بَغيرِ استِئذَانٍ . . !
فَقالُوا لَه : هَلْ تَعرِفْ مِنَا أحَدَاً . . !
قَالَ : نَعَمْ .
قَالُوا : مَنْ هُوُ ؟
قَالَ : هَذَا . . ! ( وَأشَارَ إلىْ الخُبزِ ).
* * *
وَمِنْ أمثَالِـهِ عَدَدَ النُجُومِ . . !
كَمْ مِنَا مَنْ
( دَخَلَ ، جَلسَ ،
بِلا إستِئِذَانٍ أو سَابِقِ مَعرِفَةٍ . . !
لَعلَ ( خُبزَ الطُفيلِيَ ) ذَاكَ مَسمُومَاً . .
أتَراكُمْ سَتَأكلُونَ مِنهُ . .
،،
أخبرَنيْ أحدَهُمْ قَالَ :
كَانَ لِيْ ابنٌ مُثَقَفٌ ،
اسمُهُ ( خَالِدٌ )
حَسنَ المَنظَرِ ،
كَشِقفَةِ قَمرٍ فِيْ دُلجَةٍ الليْل
وَكَانَ لهُ لِسَانَاً ،
تَمتَصُ مِنهُ النَحلَةُ رَحِيقَهَا
ذَاتَ مَرةٍ ،
أخبرنِيْ أخيْ إنْ ابنتَهُ ( خُلُودٍ ) قَدْ تَقدمَ أكثَرَ مِنْ وَاحِدٍ لِخطبَتِهَا ،
وَلكِنهَا ، تُقفِلُ البَابَ فِيْ وَجهِ أحلامِ الخَاطِبِينْ . .
! بِلا سِرٍ أعلَمُهُ . . ! وَسببٌ هِيَ لاتَجهَلهْ . . !
وَبعدَ أنْ استَجدَتْ أمُهَا سِرُهَا ،
أخبرتهَا بِأنهَا لاتُرِيدْ الإ (خَالِداً ) أوْ الموتْ
قَالَ لِيْ أخيْ ،
إنهَا لاتَرغَبْ الإ بِإبنِكَ ،
تُرِيدُ أنْ تَستَأثِرَ بهِ لنفسِهَا
وَكُلُ مَا أخشَاهُ ( أنْ يَكونَ ابنُكَ غَيرُ رَاغِبٍ بَهَا . . ! )
قَالَ :
حَملتُ الخَبَرَ إلىْ ابنِيْ ،
وَكُنتُ مَسرُورَاً ،
إذ بلغَ ابنيْ هَذِهِ المِنزِلَةُ بِقلبِهَ
دَخلتُ غُرفَتُهُ ، فَوجدتُهُ عَلىْ مَكتَبِهِِ يَقرأُ كِتَابَاً ،
حِينَ أخبَرتُهُ بالأمرِ ،
طَأطَأَ بِرَاسِهِ قَليلاً وَقَالَ : ( دَعنِيْ أُفَكِرُ فِيْ الأمرِ ) . . !
وَضَعَ خَالدٌ الكِتَابَ جَانِبَاً ،
ثُمْ استَلقَىْ علىْ سَريرِهِ ،
وَ أبحرَ بِخَيالِهِ فِيْ عَالمِ الـ ( خُلُودِ )
ابنَةُ عَميْ خُلُود . . !
هِيَ لاسِوَاهَا . . !
أيُ خَبرٍ هَذَا الذِيْ أسمَعُهُ . . !
أيُ حُبٍ هَذَا الذِيْ
سَيَخلُقُ بِدَاخِليْ أبجدِيَةُ عِشقٍ لَمْ تُخلَقْ بعدُ . . !
كَمْ كُنتُ أنتَظِرُ هَذِهِ اللحظَةَ
كِيَ أكُونَ شَاعِراً ،
عَاشِقاً ،
أكثَرُ رَهَافَةً وَأعذَبُ مَنطِقَاً . .!
حِينَ يَأتيْ اسمُهَا عَلىْ شَفتِيْ ،
أَشعُرُ بِلَذِةِ الدُنياَ وَحَلاوَتِهَا
حِينَ أسمَعُ أحدَاً يُنادِيْ بِاسمِهَا ،
أشعُرُ بِرفرَفَةِ قَلبٍ صَامِتٍ ،
يَخفِقُ حُبَاً وَشَوقَاً وَصَبَابَةً لِـ جَوىً أنهَكَنِيْ
هَذَا اليَومُ سَتَصحُوَ نَسَائِمُ الفَجرِ أكثَرُ عُذوبَةً ،
سَتتفَتَحُ أزهَارَ الفَرحِ مِنْ قَواحِلِ الألَمِ
سَتُغَردُ العَصَافِيرُ بَاكِراً مِنْ أجلِيْ . . !
باليَومِ التَالِيْ ،
أخبَرَ خَالِدٌ وَالِدَهَ بِأنَهُ مُوَافِقٌ
فَرِحَ الأبُ أيُمَا فَرحٍ بَهَذَا الخَبرِ ،
لمْ تُسعِفُهْ خُطَاهُ للذَهَابِ إلىْ حَيثِ مَنزِلِ أخيـهِ .
رَفعَ الهَاتِفَ ،
وَأخبَرَ أخَاهُ بِـ أنَّ خَالِدَاً كَذَالِكْ ،
لايَرغَبْ بِسوَاهَا
وَصَلَ الخَبَرَ إلىْ مَسَامِعِ خُلُودٍ
أسرَعتْ إلىْ غُرفَتِهَا ،
لِتَخلُو بِـ ( مَدَامِعِ الفَـرَحِ )
لمْ يَمضْ عَلىْ مِلكَةِ ( خَالدٍ وَ خُلودٍ ) سَوىْ بِضعُ أيَام
تَسيرُ بِهمَا الليَالِيْ وَالأيَامَ وَجُنُونُ الحُبِ يُرافِقهُمَ
( أُحِبُكَِ ) ،
تُشرِقُ عَلىْ مَسَمَعَيهِمَا مَعَ تَرَاتِيلِ العَصَافِيرِ وَتَنَفُسِ الوَردِ وَالشَجَرْ
( غَرِقتُ بِأنفَاسُكِ عِشقَاً ) ،
تَغفُو عَلىْ أرَاكِ أُذُنَيهِمَا حِينَ يُدَابُ النُومِ أجفَانِهِمَا وَقتَ السَحَرِ
روَايَةٌ مِنْ رِوَايَاتِ كَريستِيْ ،
وَذَاتَ فَجرٍ تَستَيقِظُ ( خُلُودٍ ) عَلىْ رَنةِ كَابُوسٍ ،
يُحَطِّمُ قَلبَهَا
فَتَحتْ الرِسَالَةُ ،
فَإذاَ بِـ الصَاعِقَةِ :
( آهٍ يَادَلالٍ ،
مَا أجمَلَ سَهرَةَ البَارِحـة . .
فَقَدتْ ( خُلُودٌ ) وَعيهَ
أُدخِلتْ المُستَشفَىْ وَلازَالتْ تَقبَعُ فِيْ أسرِ غَيبُوبَتِهَا . . !
لَمْ تَكُنْ تَعلَمْ تِلكَ المَسكِينَةَ أنَّ ( تَطَفُلَ مَشَاعِرِهَا ) سَيَجُرُهَا وَقَلبُهَا إلىْ حَتفِهَا . . !
وَكَأنيْ بِلسَانِ حَالِهَا قَائِلاً :
( شَلَ اللهُ ذَاكَ اللسَانَ العَذَبَ ،
وَقَبحَ اللهُ ذَاكَ الوجهَ الجَمِيلَ )
مَظَاهِرٌ خَدَاعَةٌ ،
تَسلُبُ مِنَا الرُوحَ بِكُلِ بَرَاعَةٍ . . !
تَطَفُلٌ ، يَجُرُ إلىْ الإحتِضَارِ . .
وَتَطَفُلُ مَشَاعِرٍ ،
رُبمَا قَادَ أحدنا إلىْ حتفِهِ يَومَاً مِنْ الأيَامِ . . !
حِينَ أكتُبُ بِصَفحَاتٍ كَهَذِهِ ،
فَأرَىْ الأسلُوبَ الجَمِيلِ الفَاتِنِ لهَذا العُضُوِ أوْ ذَاكْ
أوْ أرَىْ الخُلُقُ العَظِيمَ الذِيْ يَتمَتَعَ بهِ أحدُهُـمْ
سَأُرغِمُ أنفَ قلمِيْ صَاغِراً عَلىْ عَدمِ الإقتِرَابِ أكثَرُ مِمَايَنبَغِيْ . . !
فَـ لَرُبمَا كَانَ هَذَا الأسلُوبُ السَاحِرُ يُخفِيْ وَرَاءَهُ
( لِصَاً فَاتِكَاً ) أوْ ( ثَعلبَاً مُرَاوِغَاً ) أوْ ( ذِئبَاً مُفتَرِسَاً )
لاتَلبَثْ أنيَابُهُ أنْ تُغرَسَ بِـ ( كُلِ وَحشِيَةٍ ) فِيْ خَاصِرَةِ العُنُقِ . .
رُبمَا أكُونُ أنَا أحدَهُـمْ . . ! ،،
بَلْ أنَا كَذَالِكْ . . مَنْ يَعلَمْ . . !
الأ هَلْ بَلغتْ اللهُمَ فَأشهَـد
مَخرَجٌ :
ليسَ كُلَ مَايَلمَعُ ذَهبَـاً . . !
,rti ,jHlg td fv.odm hgj'tg hgf'JN fv.odm kjHgl ,rti
آخر تعديل شافي يوم
07-21-2015 في 08:39 PM.
|
أدوات الموضوع |
إبحث في الموضوع |
|
|
انواع عرض الموضوع |
العرض الشجري
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 06:05 PM
|