05-22-2015, 12:22 AM
|
|
|
|
|
شهاب وسلم المجد وال
ف
في يومٍ ما..
كان هناك سلَّم كبير طويل، درجاته من الذَّهب، أوَّله في الأرض وآخره في السَّحاب! وكان يُسمَّى: "سلم المجد"، وكان يحرسه ثعبانٌ ضخم، أنيابه زرقاء، أحدُّ من السيف، وسُمُّه قاتل يقتل في لحظات.
وكان يلُفُّ جسده حول السُّلَّم ويقتل كلَّ مَن يحاول أن يصعده!
وكان النَّاس جميعًا يرغبون في صعود سُلَّم المجد، لكن كل من حاولوا صعوده هلكوا جميعًا بين أنياب هذا الثعبان، حتَّى خاف بقية النَّاس ولَم يَعُد أحدٌ يجرؤ على محاولة صعود السلَّم؛ خوفًا من الثعبان.
وكان شهاب طفلاً صغيرًا، يسمع هذه الحكاية المخيفة عن الثُّعبان والسلَّم، فأصرَّ في نفسه أنَّه إذا كبرلا بد أن يَقْهر هذا الثعبان؛ لِيَقهر الخوفَ في نفوس الناس منه.
فأخذ يتدرَّب لكي يصبح قويًّا، ويتعلَّم؛ لكي يصبح عالمًا، ويحافظ على صلاته؛ لكي يكون متَّصِلاً بمن هو أقوى من الثعبان.
وبِهذا أصبح فتىً ذكيًّا دَيِّنًا قويًّا عالِمًا.
وكبر شهاب، وكان يحدُّ سيفه كلَّ يوم منذ نضج، وأصرَّ على أن يصعد سُلَّم المجد، وحاول الناسُ أن يمنعوه، وخوَّفوه من الثعبان، لكن "شهاب" قال لهم:
- إنَّ معي مَن هو أقوى منه؛ معيَ الله.
قالوا له:
- ونعمَ بالله، لكن من ذهبوا قبلك كانوا مؤمنين أيضًا!
قال شهاب: لكن أقدار الناس تَخْتلف.
ثم استودعهم الله، وتوكَّل عليه وذهب.
وصل"شهاب" عند السُّلم، ووجد الثعبان ملتفًّا حوله، فلما رآه الثعبان نصب جسدَه، ورفع رأسه، وأخرج لسانه المشقوق، وقال بصوتٍ مخيف:
- أهلاً، أهلاً.
منذ زمن طويل لم يأتِ هنا أحد! منذ زمن طويل لم آكُل بشرًا.
قال له "شهاب": أيُّها الثعبان، تنحَّ عن سلم المجد؛ فأنا أريد أن أصعده.
ضحك الثعبان بصوت عالٍ، وقال له:
- حقًّا؟! إذًا قاتِلْني إن كنت تستطيع.
ثُم انقضَّ عليه، فقفز "شهاب" إلى الوراء، وقال:
- استعنتُ بالله عليك.
وأخذ يحارب أنياب الثعبان بسيفه حتَّى تعب الاثنان، فكفَّ الثعبان عن القتال.
وقال لـ"شهاب":
- حسنًا، يبدو أنَّك قوي! ورغم أنني أقوى منك، وأستطيع هزيمتك، إلاَّ أنني سأمنحك فرصة الصُّعود مقابل شيءٍ بسيطٍ جدًّا.
قال له "شهاب": ما هو؟
قال الثعبان: أن تَسْجد لي فقط.
قال "شهاب":
- تبًّا لك أيها الثعبان! أنا لا أسجد إلاَّ لله.
صاح الثعبان: الويل لك!
ثمَّ انقضَّ عليه ثانيةً، وأخذا يتحاربان حتَّى انتصف النَّهار، و"شهاب" صامدٌ مستعينًا بالله.
حتَّى توقَّف الثعبان عن القتال، وقال لـ"شهاب": إنّك شابٌّ مغترٌّ بشبابك! لكن يعجبني تمسُّكُك بدينك؛ سأمنحك فرصةً أخرى للصُّعود.
لوأحضرت لي شخصًا آخَر لآكُلَه، سأتركُك تصعد.
قال "شهاب":
- تبًّا لك أيها الثُّعبان! أنا لستُ خائنًا.
صاح الثعبان: الويل لك!
ثُمَّ انقض عليه مرَّةً أخرى، وأخذا يتحاربان حتى غربت الشَّمس، و"شهاب" صامدٌ مستعينًا بالله.
حتَّى توقف الثعبان عن القتال، وقال لـ"شهاب":
- إنَّك صغير السِّن، والحياة أمامك، لماذا تقتل نفسك؟! لقد أُعجبت بك، وأحببتُك؛ لذا سأتَّخِذك صديقًا لي، وأجعلك تصعد السلم، فألقِ سيفك؛ فلا يصِحُّ أن يحمل الصديقُ السيفَ في وجه صديقه.
قال "شهاب":
- تبًّا لك أيها الثعبان! أنا لست غبيًّا لكي أصدِّقك.
صاح الثعبان: الويل لك!
ثم انقضَّ عليه، وأخذا يتحاربان حتَّى انتصف الليل، و"شهاب" صامدٌ مستعينًا بالله، حتَّى توقف الثعبان عن القتال.
وقال لـ"شهاب": أنا قويٌّلَم أتعب، لكنَّك تعبت، وقد صَعُب عليَّ حالك؛ لماذا لا تستريح؟
قال "شهاب":
- تبًّا لك أيها الثعبان! سأصبر وأُثابر حتى أقتلك، وأصعد سُلَّم المجد بعملي لا بعطفك؛ فأنت كاذب، لا قلب لك.
صاح الثعبان: الويل لك!
ثم انقض عليه، وأخذا يتَحاربان بشدَّة، و"شهاب" صامدٌ مستعينًا بالله.
حتَّى جاء الفجر، ثم طلعت الشمس، فصرخ الثعبان صرخةً عظيمة.
وقال لشهاب بغيظٍ وألَمٍ وحسرة:
-لقد كنتُ مسحورًا على أن أُهزم إن طلعَتْ عليَّ شمس اليوم التَّالي وأنا أُحارب.
كلُّ من كان قبلك كان سيفُه أقلَّ حدَّة، كل من سجد لي أكَلتُه مِن رأسه، كل من خان وأحضرَ آخر أكلتُهما معًا، كلُّ من صدَّق أنِّي أحببتُه وجعلته صديقي وتركَ سيفه مزَّقتُه بأنيابي، وكلُّ من استراح نفثتُ فيه سُمِّي.
- تبًّا لك يا شهاب! أنت لم تَهْزمني بسيفك فقط، لكن هزمتَني بإيمانك، هزمتني بأمانتك، هزمتَني بذكائك، هزمتني بعملك ومثابرتك، هزمتني بقوَّتِك وشجاعتك.
كلُّ مَن كانوا قبلك تخلَّوا عن أحد هذه الأشياء.
ثُم صرخ الثعبان صرخةً أخرى عظيمة، واحترق من رأسه حتَّى ذيله.
وأصبح الطَّريقُ إلى سُلَّم المجد خاليًا أمام "شهاب"، فأخذ يصعد حامدًا الله على إعانته له.
ولَم يصدِّق الناسُ أعينهم وهم يرون الثعبان يَحْترق، و"شهاب" يصعد أمامهم سلم المجد!
فأسرعوا نحوه ينتظرون نزوله؛ ليعرفوا ماذا سيَجِد هناك.
وظل "شهاب" يصعد السُّلم الذهبِيَّ درجةً درجة، حتَّى وصل السحاب؛ فوجد لوحًا مِن ذهبٍ، مكتوبًا عليه بأحجاراللُّؤلؤ:
"يامَن صعدت سُلَّم المجد لِتَبلغه، لقد بلَغْتَه قبل أن تَصعده".
فنَزل بها إلى الناس.
فعلم النَّاس أنَّ بلوغ المَجد يكون بالتحلِّي بما تحلَّى به "شهاب" من إيمان، وقوة، وعزيمة، وشجاعة، وأمانة، وذكاء، ومُثابرةٍ على العمل.
وما إنْ أدركوا ذلك؛ حتَّى اختفى اللَّوح الذهبيُّ، واختفى معه السُّلم الذهبي، وبقي المعنى فقط.
ومن حينها، عرفَ النَّاس طريق الوصول إلى سلَّم المجد، وطريقة صعوده.
وظلَّ أناسٌ كثيرون مِن يومها إلى يومنا هذا، يَسْعون إلى سُلَّم المجد ليصعدوه، حتَّى لو لم يكن موجودًا إلاَّ كمعنى من أسمى المعاني.
فالحياة كلُّها ليست سوى معانٍ، يُجَسِّدُها الناس بأعمالهم الطيِّبة.
مما راقى لي منقووله
aihf ,sgl hgl[] ,hg hgHp] aihf
شكرا الرووعه التوقيع اختي اغاليه امجاد
آبيك حب ما إمتلك قلب أنسانًٌّ
وأبيك قلب ما نبض غير فينيًٌّ
وأبيك شعرٍ غامضٍ دون عنوانًًٌّ
محد قراه إلا هجوسي و عينيًٌّ ...
|
أدوات الموضوع |
إبحث في الموضوع |
|
|
انواع عرض الموضوع |
العرض الشجري
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 01:00 PM
|