قال مسؤولون: إن غياب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يحفظه الله، عن قمة “كامب ديفيد”، التي يجتمع فيها الرئيس الأمريكي بقادة دول الخليج لمناقشة أوضاع الشرق الأوسط، أصابت الولايات المتحدة الأمريكية بخيبة أمل؛ بينما قالت قناة “C.N.N” الأمريكية: إن غياب الملك، مفاجأة ورسالة امتعاض تُوَجّهها السعودية لأمريكا.
الملف اليمني
وتفصيلاً؛ فبعد بيان البيت الأبيض عن لقاء قمة يجمع الملك سلمان بن عبدالعزيز مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أعلنت أمس وكالة الأنباء السعودية، في بيان لها، عن عدم حضور الملك سلمان لانشغاله بالملف اليمني في المنطقة، وإشرافه على جهود الإغاثة اليمنية؛ وهو ما أدى إلى إنابة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف يرافقه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لحضور قمة كامب ديفيد، التي تصفها وسائل الإعلام الأمريكية بـ”القمة الهامة والمفصلية لدول الخليج العربي” والتي ستبرهن في حال نجاحها على نجاعة إدارة الرئيس الأمريكي في تعامله مع الملف النووي الإيراني، الذي تحوّل لكابوس يهدد المنطقة بأكملها؛ خصوصاً بعد اتفاق الإطار المبهم الذي أبرمته إدارة أوباما مع إيران مفترضة حُسن النوايا من الجانب الإيراني وفقا لموقع “سبق”.
عدم رضا
ويُعتبر غياب الملك سلمان بن عبدالعزيز عن القمة -أياً كانت المبررات التي أوردها البيان- رسالة تعبّر عن خيبة الأمل السعودية تجاه التعامل الأمريكي مع العديد من ملفات المنطقة الاستراتيجية من وجهة نظر السعودية؛ خاصة ملف الأزمة السورية والملف النووي الإيراني، وهي ملفات تنظر إليها السعودية كنقاط تحول لمستقبل المنطقة، وهو ما علّقت عليه صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية سريعاً؛ حيث قالت في تقرير لها نُشِرَ قبل ساعات عن غياب الملك: “إن إعلان عدم حضور الملك سلمان للقمة، يُعتبر رسالة على ما يبدو من استمرار عدم رضاها عن الإدارة الأمريكية بخصوص علاقاتها مع إيران وصعود الأخيرة في المنطقة”، وأكملت الصحيفة: “كان البيت الأبيض قد أعلن عبر متحدثه إريك شولترز أن الملك سلمان سيحضر إلى أمريكا لاستئناف مشاورات بشأن طائفة واسعة من القضايا الإقليمية والثنائية”.
خيبة أمل
وأضافت الصحيفة: “رأى مسؤلون عرب أن غياب الملك سلمان؛ برغم وعود البيت الأبيض وطمأنة دول الخليج تجاه الصعود الإيراني، خيبة أمل للإدارة الأمريكية”؛ لكن مسؤولاً أمريكياً كبيراً صرّح للصحيفة بأنه لا يعتقد أن غياب الملك سلمان سببه وجود خلاف مع الإدراة الأمريكية؛ معبّراً عن تطلعهم للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لاستكمال التشاور معهم”.
معاهدة دفاع غير متوقعة
وعن المعاهدة التي اجتمع من أجلها وزراء خارجية دول الخليج مع نظيرهم الأمريكي، في باريس الأسبوع الماضي، والتي من الممكن التوقيع عليها في قمة كامب ديفيد، أوضح مسؤولون في الإدارة الأمريكية بأن معاهدة الدفاع التي ضغط العرب من أجل أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بالتوقيع عليها، من الصعب إقرارها؛ نظراً لأن مثل هده المعاهدات الموقّعة على سبيل المثال بين أمريكا واليابان تحتاج موافقة الكونجرس الأمريكي، وأضافوا: “إدارة أوباما ستقدم بياناً ئاسياً يتعهد بحماية دول الخليج من أي اعتداء؛ لكنه بيان رئاسي غير ملزم بعد انتهاء فترة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وهو ما لم يقبله الحلفاء العرب”.
أوباما وغضب العرب
وعرّجت الصحيفة على واقعة تصريحات أوباما التي قالها في لقائه مع فريدمان، والتي أغضبت العرب، والتي رأى فيها أن التهديد الإيراني ليس خطراً وحيداً على دول الخليج؛ لكن التهديدات الداخلية والمطالب الملحّة قد تكون أكثر تهديداً من إيران للمنطقة، وبحسب مسؤولين في السياسة الخارجية؛ فإن توقيت التصريحات كان سيئاً؛ حيث كانت دول الخليج والعرب ينتظرون تطمينات من الإدراة الأمريكية بدلاً من التحذيرات.
تفوّق إسرائيل العسكري!
وزادت الصحيفة: “هناك خلافات حول مبيعات الأسلحة؛ حيث تواجه هذه النقطة معضلة كبيرة بحجة محافظة الولايات المتحدة الأمريكية على تفوق إسرائيل في المنطقة، وهو ما أدى إلى امتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن بيع صفقة طائرات “إف 35″ لهذه الدول، والتي تُعتبر جوهرة ترسانة الولايات المتحدة الأمريكية المستقبلية، والتي لديها قدرات التخفي عن الردار، وتعتبر الأغلى مبيعاً في قائمة التسلح الأمريكية، وقد أعطيت الموافقة على بيعها لإسرائيل”.
حلفاء وأصدقاء!
وقال الخبير في الشؤون الإيرانية “كريم ساجدبور” في معهد كرينجي للسلام: “قرار الملك سلمان بالغياب عن القمة لا يعني تخلي السعودية عن الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن السعودية ليست لديها شراكة حقيقة قابلة للحياة مع موسكو أو بكين يجعلها تتخلى عن أمريكا”.
وأضاف: “هناك فهم متزايد في البيت الأبيض من أن الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية هما صديقان، وليسا حليفين؛ في حين أن الولايات المتحدة الأمريكية وإيران حليفين وليسا صديقين”.
مفاجأة وامتعاض
وعلقت قناة “C.N.N” الأمريكية، على غياب الملك سلمان عن القمة، ووصفته بالمفاجأة، وأوردت بيان وكالة الأنباء السعودية حول أسباب غياب الملك، ورأت أن الغياب قبل انطلاق القمة بأربعة أيام، علامة على الامتعاض من الإدارة الأمريكية.
درع بالستي
وكشفت في تقرير لها عن الصفقة المحتملة التي سيتم مناقشتها في القمة؛ ألا وهي اتفاقية الدفاع المشترك، تتمثل في بناء درع صاروخي بالستي يمكن أن يكون رادعاً لإيران النووية؛ وذلك بحسب تأكيدات مسؤول أمريكي، وبحسب نفس المسؤول فإن النظام الصاروخي هو إجراء واحد من عدة إجراءات أمنية ستقوم الولايات المتحدة الأمريكية بمناقشتها في القمة.
زعماء غائبون
يُذكر أنه من المقرر أن يغيب أربعة زعماء خليجيون عن القمة؛ أبرزهم: الملك سلمان بن عبدالعزيز، بالإضافة إلى رئيس دولة الإمارات، ورئيس سلطنة عمان بداعي المرض، بالإضافة إلى ملك البحرين الذي أناب ولي عهد البحرين لحضور القمة؛ حيث يتابع الإعلام الأمريكي بشكل واسع تفاصيل هذه القمة الكبيرة، والتي ستكون مؤشراً على مدى نجاح سياسة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تعاطيها مع ملف إيران النووي في الشرق الأوسط.