سُنَّة الزواج من المرأة الصالحة
يحضُّ الإسلامُ الشبابَ على الزواج؛ فقد روى البخاري ومسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ؛ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ".
ومع ذلك فلم يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم اختيار الزوجة أمرًا مُطْلَقًا هكذا بلا قيود؛ إنما وضع شروطًا وحدودًا تضمن لهذا الزواج فرصَ النجاح، وأعظم هذه الشروط وأهمُّها شرطُ الدِّين أو الصلاح، فرغبة الشابِّ في سرعة الزواج قد تُلْهِيه عن هذا العامل المهمِّ؛ بل أحيانًا يسعى الشابُّ للزواج من امرأةٍ تتفوَّق في مجالات كثيرة إلا مجال الصلاح وطاعة الله، وهذا يُنْذِر -وللأسف- بفشل قريب في هذا الزواج؛ لذلك جاءت السُّنَّة النبوية في هذا المجال واضحة وصريحة، فقد روى البخاري عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ".
فبَيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم للشباب أنه يُدْرِك الدوافع الكثيرة التي يمكن من أجلها أن يختار الشابُّ زوجتَه؛ ولكنه نصح بأن يجعل الشابُّ دين الزوجة الأولوية الأولى في اختيارها، وزيادةً في إيضاح الرؤية فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَكَّد للشباب أن هذا ليس فقط من أجل سعادة الآخرة -وهذه بالطبع أعظم- ولكنه كذلك من أجل سعادة الدنيا؛ فقد روى مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ".
وروى ابن حبان -وقال الألباني: صحيح- عن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَرْبَعٌ مِنَ السَّعَادَةِ: الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، وَالْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ، وَالْجَارُ الصَّالِحُ، وَالْمَرْكَبُ الْهَنِيءُ، وَأَرْبَعٌ مِنَ الشَّقَاوَةِ: الْجَارُ السُّوءُ، وَالْمَرْأَةُ السُّوءُ، وَالْمَسْكَنُ الضِّيقُ، وَالْمَرْكَبُ السُّوءُ".
فليحرص الباحثون عن الزواج على هذه السُّنَّة النبوية الجليلة.
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].
المصدر : كتاب " إحياء354 " للدكتور راغب السرجاني |
|
sEk~Qm hg.,h[ lk hglvHm hgwhgpm hgwhgpm hg.,h[
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|