10-09-2022, 05:35 PM
|
|
|
|
حرب الفجار وحلف الفضول في شبابه
وحينما شب رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصل إلى سن الخامسة عشرة، اشترك في حرب الفجار، ثم شهد حلف الفضول وعمره عشرون عامًا.
أما حرب الفجار: فكانت بين قريش وبين قيس عيلان، وفي هذا يقول ابن هشام في السيرة[1]: «فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عشرة سنة أو خمس عشرة سنة،... هاجت حرب الفجار بين قريش ومن معهم من كنانة، وبين قيس عيلان، وكان سببها أن عروة الرَّحَّال بن عتبة من بني بكر بن هوازن أجار لطيمة للنعمان بن المنذر - واللطيمة: هي الجمال التي تحمل التجارة، والطيب والبز وأشباهها - فقال له البرَّاض بن قيس، أحد بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة: أتجيرها على كنانة؟ قال: نعم، وعلى الخلق كله. فخرج فيها عُروة الرَّحَّال وخرج البرّاض يطلب غفلته، حتى إذا كان يتيمن ذي طلال بالعالية، غفل عُروة، فوثب عليه البرّاض فقتله في الشهر الحرام فلذلك سُمي الفجار...» هذا، ويذكر ابن إسحاق أن حرب الفجار هاجت وعمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعشرون سنة.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل مع أعمامه أحيانا، ويناولهم السهام أحيانا أخرى، وقد انضمت قريش إلى كنانة دفاعا عن قداسة الأشهر الحرم، ومكانة أرض الحرم، واستمرت هذه الحرب حتى انتهى بالصلح بين الفريقين[2].
هذا، وقد ذكر أن انضمام قريش إلى كنانة في حرب الفجار أدى على انضمام كنانة إلى قريش في حربها ضد النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين بعد ذلك.
أما حلف الفضول: فهو ميثاق كريم يدعو إلى الدفاع عن حقوق المستضعفين وحمايتهم من الطغاة. وكان حلف الفضول بعد انصراف قريش من حرب الفجار، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة، وكان الفجار في شوال، بينما كان حلف الفضول في ذي القعدة بعد عشرين سنة من عام الفيل، وكان أشرف حلف قط – كما ذكر ابن سعد، وأول من دعا إليه الزبير بن عبد المطلب، فاجتمعت بنو هاشم وزهرة، وتيم في دار ابن جدعان، فصنع لهم طعاما فتعاقدوا وتعاهدوا لنكون مع المظلوم حتى يؤدي إليه حقه، ما بل بحرٌ صوفة، وفي التأسي في المعاش، فسمت قريش ذلك الحلف «حلف الفضول»[3].
وهناك حديث عن جبير بن مُطعم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أحب أن لي بحلف حضرته بدار ابن جدعان حُمر النعم وأنّى أعذر به، هاشم وزهرة وتيم تحالفوا أن يكونوا مع المظلوم ما بل بحر صوفة ولو دُعيت لأجبت وهو حلف الفضول». قال محمد بن عمر: ولا نعلم أحدا سبق بني هاشم بهذا الحلف[4].
هذا، وقد رفع هذا الحلف من مكانة قريش، كما ترك هذا الحلف أعمق الأثر في نفس محمد صلى الله عليه وسلم لأنه حلف إنساني يدعو إلى الخير ومكارم الأخلاق لذا قال صلى الله عليه وسلم: «... ولو دُعيت به في الإسلام لأجبت»[5].
هذا، وقد ذكر المباركفوري في الرحيق المختوم[6] فضل هذا الحلف فقال: «وهذا الحلف روحه تنافي الحمية الجاهلية التي كانت العصبية تثيرها، ويقال في سبب هذا الحلف أن رجلا من زبيد قدم مكة ببضاعة، واشتراها منه العاص بن وائل السهمي، وحبس عنه حقه، فاستعدى عليه الأحلاف: عبد الدار، ومخزوما، وجمحا، وسهما، وعديا، فلم يكترثوا له، فعلا جبل أبي قبيس، ونادى بأشعار يصف فيها ظلامته رافعا صوته، فمشى في ذلك الزبير بن عبد المطلب، وقال: ما لهذا مترك؟ حتى اجتمع الذين مضى ذكرهم في حلف الفضول، فقاموا إلى العاص بن وائل فانتزعوا منه حق الزبيدي بعدما أبرموا الحلف»[7].
جهاد الرسول صلى الله عليه وسلم في شبابه في العمل:
هذا، وقد ظل صلى الله عليه وسلم يجاهد في شبابه في العمل فكان يرعى الغنم في بني سعد وفي مكة لأهلها على قراريط[8]، حتى إذا بلغ الخامسة والعشرين خرج تاجرا إلى الشام في مال خديجة رضي الله عنها.
[1] السيرة ج1 ص184 – 185.
[2] السيرة ج1 ص184 – 187, القول المبين ص74.
[3] طبقات ابن سعد ج1 ص103, والقول المبين ص74
[4] السيرة لابن هشام ج1 ص133 – 135, وطبقات ابن سعد ج1 ص103.
[5] القول المبين ص74 – 75.
[6] ص60.
[7] انظر السيرة لابن هشام ج1 ص133 – 135, وأيضا الرحيق المختوم ص60.
[8] انظر ما ذكر سابقا عن علمه صلى الله عليه وسلم وانظر صحيح البخاري, كتاب الإجارة, باب رعي الغنم على قراريط.
د. سامية منيسي
pvf hgt[hv ,pgt hgtq,g td afhfi hgtohv hgtq,g sfhfi ,ogt
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
3 أعضاء قالوا شكراً لـ صاحبة السمو على المشاركة المفيدة:
|
|
أدوات الموضوع |
إبحث في الموضوع |
|
|
انواع عرض الموضوع |
العرض الشجري
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 09:24 AM
|