ما هي ظاهرة بادر ماينهوف “وهم التردد”
ظاهرة بادر ماينهوف هي عبارة عن حالة يظهر فيها شيء تعلمه الشخص مؤخرًا فجأة في كل مكان، مثلاً عند البحث عن نوع معين من السيارات سوف تجده في كل مكان حولك، وهناك سببان لهذه الظاهرة:
أولاً الانتباه الانتقائي مما يعني أن العقل يبحث عن مزيد من المعلومات حول هذا الموضوع دون وعي.
ثانيًا التحيز التأكيدي والذي يعني في كل مرة ترى شيئًا متعلقًا بالموضوع يخبر الدماغ أنه دليل على أن الموضوع أصبح من اهتمام الشخص بشكل سريع.
وأطلق العالم أرنولد زويكي على هذا التأثير “وهم التردد ” في عام 2006، والاسم الأصلي يعود إلى السبعينيات، ولكن أسم بادر ماينهوف هو اسم جماعة إرهابية ألمانية، تم تسمية هذه الظاهرة باسمهم من قبل أحد المعلقين في لوحة مناقشة عبر الإنترنت في منتصف التسعينيات، بعد أن قرأ الشخص عن المجموعة الإرهابية واجه اسمه الجماعة مرتين خلال 24 ساعة رغم أنه لا علاقة له بالعصابة.
نظرًا لعدم معرفة أي باحث سبب هذه الظاهرة ولم يكن لدى أي شخص بديل أفضل لاسم الطاهرة ظل الاسم ثابتًا إلى الأبد، اليوم يفضل علماء النفس اسم وهم التردد وذلك لسهولة النطق.
أمثلة على ظاهرة بادر ماينهوف
التسوق
المثال الأكثر شيوعًا لظاهرة بادر ماينهوف يحدث أثناء التسوق، إذا كنت ترغب في شراء أحذية رياضية بيضاء، فسوف تراها في كل مكان تتسوق فيه، وستلاحظ أن متاجر الأحذية بها خيارات بيضاء أكثر من المعتاد، وستكتشف الأشخاص الذين يرتدونها وقد ترى بعض المحلات التي تقدم خصومات أيضًا.
وإذا كان يشاركك التسوق لن يلاحظ وجود الحذاء أعلى من المعتاد.
شراء الأشياء باهظة الثمن
يتم ملاحظة هذه الظاهرة عند شراء سلع بتكلفة أعلى مثل السيارة أو المنزل، وعندما تكتشف شيئًا أكثر تكلفة، فإن عقلك يعتبره أفضل نظرًا لأنك تعلمت منذ الطفولة أن السلع الأفضل تكلف المزيد من المال فأنت تتخذ نفس الحكم تلقائيًا.
بمجرد أن يطور الدماغ أنه الشيء الأفضل ، فيبدأ الشخص في رؤيته، يؤدي هذا التأثير إلى تمديد الميزانية لشراء العنصر الذي يتم تفضيله، وهنا الرغبة ووهم التردد يؤدي إلى نفقات أعلى دون التفكير في القرار أو تقييم قيمته الحقيقية.
فرص الاستثمار
عندما يسمع شخص عن فرصة استثمارية جديدة من صديقه قد يكون الاختيار هو الأسهم أو العقارات أو الصناديق المشتركة، بمجرد أن يتعرف على إمكانية كسب المال يسمع عن الأشخاص الذين كسبوا الملايين منها، ويلاحظ أنه يقابلهم في كل مكان في الحياة الواقعية وعلى الإنترنت.
قبل أن يسمع الشخص عن الاستثمار في هذه الوسيلة، لم يكن يعرف أبدًا أن الأشخاص من حوله يفعلون ذلك بالفعل، ويعتقد أن الناس بدأوا الاستثمار مؤخرًا، الحقيقة هي أنهم موجودين من حولها من قبل.
يؤدي نفس السلوك إلى ارتفاع الأسهم وهبوطها، لعبت عقلية مماثلة دورًا في زيادة العملة المشفرة، الأشخاص الذين ليس لديهم أي فكرة عن blockchain قفزوا مباشرة معتقدين أنه منجم ذهب، ومن المؤكد أن الأخبار انتشرت بسرعة خلال أشهر قليلة محددة، لكن العقل بدأ يسمع عنها من كل الاشخاص مؤخرًا.
تعلم كلمة جديدة
يظهر وهم تردد غالبًا عندما تعلم كلمة جديدة، وتجد آخرين يستخدمون الكلمة تجدها في الصحف والمقالات، في بعض الأحيان تشعر أيضًا أن الموقف يستدعي استخدام الكلمة ويعتبر هذا المثال هو أشهر مثال على ظاهرة بادر ماينهوف.
التسويق
تتمثل إحدى التكتيكات الرئيسية للتسويق في تحفيز العقل بالمنتج الذي تحاول الشركة بيعه، تستخدم الإعلانات التلفزيونية نفس الأسلوب لترسيخ العنصر في الذهن.
مواقع التواصل الاجتماعي والتجارة الإلكترونية
عندما يبحث الشخص عن منتج معين على الإنترنت دائماً ما يجد منتجات مماثلة في كل موقع يزوره ولكن هذا ليس نتيجة ظاهرة بادر ماينهوف، حيث تعرف مواقع التسوق ما تبحث عنه وتستهدف هذه الإعلانات تحديدًا.
عند استخدام الإنترنت ، يقوم المتصفح بتخزين نتائج البحث والأشياء التي يشاهدها المستخدم، ويستخدم المعلنون هذه البيانات لمحاولة البيع، إذا بحثت عن جهاز تلفزيون على Amazon مؤخرًا فإنه يخزن هذه المعلومات، عندما تكون على Facebook تستخدم Amazon هذه المعلومات لعرض الإعلانات المدفوعة.
تعود الإعلانات المتكررة التي تراها عبر الإنترنت إلى أسلوب تسويق مقصود يستخدمه البائعون.
كيف نتغلب على ظاهرة بادر ماينهوف أو وهم التردد
لا يمكن التغلب على ظاهرة بادر ماينهوف أو وهم التردد، ولكن يمكن فقط التحكم في الأفعال عن طريق الوعي، عندما تشعر أنك لديك رغبة في شراء ساعة أو دراجة أو ملابس جديد، ستبدأ في ملاحظتها من حولك، بغض النظر عما تفعله لا يمكن تدريب عقلك على تجنب مثل هذه الملاحظة، لكن في المرة القادمة التي تواجه فيها مثل هذا التأثير، كل ما يمكن فعله هو تذكير نفسك بسبب حدوثه، يمكن تجنب العواقب مثل اتخاذ قرار خاطئ أو إنفاق أموال إضافية من خلال الوعي.