شرح حديث: من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا
عَنْ أَبِي عبدِ الرَّحمنِ زيدِ بنِ خَالدٍ الجُهَنِيِّ - رَضْيَ اللهُ عَنْه - قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَليْهِ وسلَّم:
«مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللهِ فَقد غَزَا، وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي أَهْلِه بِخَيرٍ فقد غَزَا». مُتَّفقٌ عليه.
قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله –:
ذكر المؤلف - رحمه الله - في باب: التعاون على البر والتَّقوى ما ثبَت عن النَّبي صلى الله عليه وسلم في قوله:
«مَنْ جهَّزَ غازِيًا في سبيلِ اللهِ فقد غزَا، ومَنْ خلَّف غازِيًا في أهلِه بخيرٍ فقد غزا»، وهذا مِنَ التَّعاونِ علَى البرِّ والتَّقوَى
فإذا جهَّزَ الإنسانُ غازيًا، يعنِي براحلتِه ومتَاعِه وسِلاحِه، ثلاثةَ أشياءٍ: الرَّاحلةُ، والمتاعُ، والسِّلاحُ، إذا جهَّزَه
بذلك فقد غزَا، أي كُتِب له أجرُ الغازِي، لأنَّه أعانه على الخيرِ.
وكذلك مَنْ خلَفه في أهلِه بخيرٍ فقد غزا، يعني لو أنَّ الغازِي أراد أن يغزوَ ولكنَّه أشكلَ عليه أهلُه من يكون عند حاجاتِهم
فانتدب رجلًا من المسلمين وقال: اخلُفنِي في أهلِي بخير، فإنَّ هذا الذي خلفه يكون له أجرُ الغازي؛ لأنَّه أعانه.
إذن فإعانة الغازي تكون على وجهين:
الأول: أن يعينه في رحلِه، ومتاعِه، وسلاحه.
والثاني: أن يعينه في كونه خلفًا عنه في أهله؛ لأنَّ هذا من أكبر العون، فإنَّ كثيرًا من الناسِ يشكلُ عليه من يكون
عند أهله يقوم بحاجتهم، فإذا قام هذا الرجلُّ بحاجةِ أهله وخلفه فيهم بخيرٍ فقد غزا.
ومن ذلك ما جرى لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - حين خلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهله في غزوة تبوك
فقال: يا رسول الله، اتدعني مع النساءِ والصِّبيانِ، فقال له: « أما ترضى أن تكون منِّي بمنزلِة هارونَ من موسَى
إلَّا أنَّه لا نبي بعدِي»، يعني أن أخلفك في أهلي، كما خلف موسى هارون في قومه، حينما ذهب إلى ميقات ربه.
ويؤخذ من مثال الغازي أن كلَّ من أعان شخصًا في طاعةِ الله فله مثل أجره، فإذا أعنت طالب علم في شراء الكتب له
أو تأمين السكن، أو النفقة، أو ما أشبه ذلك، فإن لك أجرًا مثل أجره، من غير أن ينقص من أجره شيئًا، وهكذا -
أيضًا لو أعنت مصليًّا على تسهيل مهمَّتِه في صلاته في مكانه وثيابه، أو في وضوئِه، أو في أيِّ شيءٍ فإنَّه يُكتب لك في ذلك أجرٌ.
فالقاعدة العامة: أنَّ من أعان شخصًا في طاعة من طاعة الله كان له مثل أجره
من غير أن ينقص من أجره شيئًا، والله الموفق.
المصدر: «شرح رياض الصالحين» (2 /374 – 375)
_ سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
avp p]de: lk [i. yh.dh td sfdg hggi tr] y.h p]de: sfdg
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|