عجوز عند الجسر - منتديات تراتيل شاعر

 ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

منتدياتَ تراتيل شاعرَ َ
 
 
     
فَعَالِيَاتْ تراتيل شاعر
                 




قصص - روآيات - حكايات ▪● ┘¬»[ روايات قصيرة | روايات تراثية | قصص حزينه |قصص مضحكة : تنحصُر هِنآ

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 03-15-2022, 11:02 AM
صاحبة السمو غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
 
 عضويتي » 1955
 جيت فيذا » Nov 2017
 آخر حضور » 05-14-2023 (11:40 PM)
آبدآعاتي » 926,590
 حاليآ في » تراتيل
دولتي الحبيبه »  Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي ♡
آلعمر  » 31 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء ♔
 التقييم » صاحبة السمو has a reputation beyond reputeصاحبة السمو has a reputation beyond reputeصاحبة السمو has a reputation beyond reputeصاحبة السمو has a reputation beyond reputeصاحبة السمو has a reputation beyond reputeصاحبة السمو has a reputation beyond reputeصاحبة السمو has a reputation beyond reputeصاحبة السمو has a reputation beyond reputeصاحبة السمو has a reputation beyond reputeصاحبة السمو has a reputation beyond reputeصاحبة السمو has a reputation beyond repute
مشروبك   water
قناتك dubi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  1

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera:

My Flickr My twitter

sms ~
 
افتراضي عجوز عند الجسر




عجوز عند الجسر
جلس رجل عجوز ذو نظارات ذات حافات معدنية بالقرب من جانب الطريق، يرتدي ملابسا متربة جدا.
كان هناك جسر عائم يقطع النهر، تعبره قوارب، وعربات، وشاحنات، ورجال، ونساء، وأطفال.
فوق الحافة الشديدة الانحدار من الجسر ترنحت العربات التي تجرها الثيران، فراح الجنود للمساعدة بدفع دواليب عجلاتها.

كانت الشاحنات تسير بصعوبة وهي تبتعد عن كل شيء، تاركة من ورائها الفلاحين ضاربين أقدامهم في التراب، مجاهدين في مشيهم؛ إلا أن العجوز جالس هناك دون تحرك. كان يبدو أنه مصاب بداء العي فلم يستطع مواصلة السير أكثر من ذلك.

كانت مهمتي عبور الجسر للقيام بدورة استطلاعية، والتأكد إلى أي مدى وصل إليه العدو. لقد قمت بواجباتي، وعدت فوق الجسر حيث لم أر سوى ملأ قليل من البشر المشاة، وقليل من العربات، لكن العجوز لم يبرح مكانه. فسألته:
- من أين جئت؟
رد مبتسما:
- من "سان كارلوس".
لأن هذه المدينة كانت مسقط رأسه، وعندما تذكرها غمر السرور نفسه فعبر عنه بالابتسام.

ثم استطرد قائلا:
- كنت أعتني بالحيوانات.
- آه!
تأوهت دون أن أفهم قصده!
- نعم، بقيت كما ترى! لأعتني بالحيوانات؛ لذلك كنت آخر من غادر "سان كارلوس".

لم تكن تبدو عليه سمات راعي الغنم، ولا حتى صاحب ماشية. نظرت إلى ثيابه السوداء المتربة، وإلى وجهه الأشعت، ونظاراته ذات الحافات المعدنية، ثم سألته:
- أي نوع من الحيوانات؟!
- حيوانات مختلفة.

قال هذا مطأطئا رأسه، ثم أضاف:
- وقد اضطررت لتركها.
كنت أراقب الجسر وريف (إيبرو ديلتا) الذي يبدو كمظهر إفريقي، وأنا أتساءل كم سيمضي من الوقت لنرى العدو؟ وبينما أنا أصغي في تلك الآونة إلى الأصوات الأولى التي قد تشير في أي وقت الى حادث مبهم، أو اشتباك يستدعي الاتصال؛ كان العجوز لا يزال جالسا هناك، فسألنه:
- أي أنواع الحيوانات كانت؟
- كانت هناك ثلاث حيوانات، معزتان، وقطة، وأربعة أزواج من الحمام.
- وكان لزاما عليك تركها؟!
- نعم! لقد أمرني القائد العسكري بالمغادرة بسبب قصف المدفعية.
وأنا أراقب النهاية البعيدة للجسر، عندما كانت العربات القليلة المتبقية تسرع إلى منحدر ضفة النهر سألته:
- أليست لك عائلة؟
- لا! فقط الحيوانات التي ذكرتها. والقطة سوف تكون على أحسن ما يرام؛ لأنها تعتمد على نفسها، لكن لا أستطيع أن أتصور ما يمكن أن يحدث للآخرين.
- ألديك معتقد سياسي؟
- لست سياسيا؛ لقد مضى من عمري ست وسبعون سنة؛ وقد مشيت اثنى عشرة كيلومترا إلى حد الساعة، وأعتقد أنني لا أستطيع مواصلة السير.
- هذا ليس مكانا آمنا لتتوقف فيه، فإن أردت فهناك شاحنات تتجه نحو "تورتوسا".
- سأنتظر فترة من الوقت، ثم سأتوجه حيث تمضي الشاحنات.
- اتجاه "برشلونة"؟
- لا أعرف أحدا في هذه الناحية، ومع ذلك أشكرك جزيلا، أشكرك جزيلا مرة أخرى.
نظر إلي نظرة المتعب المرهق، وهو يريد اقتسام معاناته مع أي كان، قائلا:
- القطة ستكون على أحسن ما يرام، لا داعي للقلق من ناحيتها؛ ولكن البقية؟ وما تظن بشأنها؟
- حسنا، ربما ستنجو.
- أتظن ذلك؟
- لم لا؟
قلتها وأنا أراقب الضفة الأخرى حيث الطريق قد خلا من العربات.
- لكن، ماذا سيفعلون تحت القصف المدفعي وأنت قد أمرت بالمغادرة بسبب هذا القصف؟ وهل تركت قفص الحمام مقتوحا؟
- نعم!
- إذن سيطير.
- نعم، بكل تأكيد سيطير؛ ولكن البقية؟ ومن الأفضل ألا أفكر فيها.
- إذا كنت قد استرحت فإني أرغب في الانصراف، فحاول أن تنهض لتسير الآن.
- شكرا.
هب واقفا، ترنح من جانب إلى آخر، ثم جلس فوق التراب في الاتجاه المعاكس. وقال بحزن شديد من غير أن يقصدني: "كنت أعتني بالحيوانات، كنت فقط أعتني بالحيوانات".
كان يوم أحد، وقد صادف "عيد الفصح"، ولم يكن في وسعي ما يمكن فعله من أجله، والفاشيون يتقدمون نحو "إيبرو"؛ وكان يوما سماءه مكفهرة، ملبدة بالغيوم، مما جعل طائراتهم لا تستطيع القيام بالطلعات الجوية.
كانت هذه حقيقة، إلى جانب حقيقة أن القطط تعرف كيف تدبر أمرها، وكان من حسن حظ العجوز كل ما بمقدوره أن يمتلك.


u[,. uk] hg[sv hgowv u[,.




 توقيع : صاحبة السمو



رحولتي اكسو
اللهم أسعدهم ولا تريني فيهم مكروة ولا تحرمني منهم

رد مع اقتباس
5 أعضاء قالوا شكراً لـ صاحبة السمو على المشاركة المفيدة:
 (03-15-2022),  (03-16-2022),  (03-18-2022),  (03-20-2022),  (03-27-2022)
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الخصر, عجوز
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

Forum Jump

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة عجوز النار !! رحيل المشاعر YouTube ▪● 16 06-12-2022 09:20 PM
خبرة عجوز شموع الحب قصص - روآيات - حكايات ▪● 25 05-09-2022 06:25 PM
حكمة رجل عجوز شموع الحب قصص - روآيات - حكايات ▪● 12 04-22-2018 04:09 PM
عجوز عند الجسر فصل المحبه ملاك الورد قصص - روآيات - حكايات ▪● 25 12-13-2017 11:42 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 07:46 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Security team

mamnoa 4.0 by DAHOM