د . عبد الرحمن السميط ( 2 )
من خلال تجاربي الدعوية في أفريقيا لأكثر من ربع قرن تأكد لي أن معاملة الآخرين بالحسنى هي أفضل وسيلة للدعوة.لا زلت أذكر امرأة عمياء في إحدى دول غرب إفريقيا في العشرينات من عمرها، مسيحية متزوجة وقد أنجبت طفلاً لم تره ولم تر زوجها،فقد فقدت البصر منذ الصغر ومنذ ذلك الحين لم تر أباها ولا أمها ولا إخوتها، فحصناها فوجدناها مصابة بالماء الأبيض (الكاتركت)، عرضنا عليها أن تجرى لها عملية، فوافقت لأنها كما تقول لم تخسر شيئاً أكثر من العمى، وفي اليوم التالي للعملية وبحضور الفريق الطبي والإداريين في مكتبنا، وبحضور حاكم المنطقة الذي لم يكن مسلماً، تم نزع الضماد عن عينيها، وعندما نزعنا الضماد عن عينيها كانت فرحتها عظيمة، وهي تشاهد ابنها للمرة الأولى في حياتها، فانكبت تقبل ابنها ثم تقبل رأس أمها وبدأت تبكي فرحاً وبكى جميع الحضور معها، وبعد أن هدأت أعلنت الشهادتين وقالت أمام الجميع إن الأطباء يعرفون أنها غير مسلمة، ورغم هذا أجروا لها العملية، ولم يحاول أحد فرض الإسلام عليها،قلنا لها أنه لا إكراه في الدين عندنا، ونرفض استغلال حاجات الإنسان لفرض ديننا عليه، عند ذاك لم يتمالك الحاكم نفسه فأسلم وقدم شكره لنا وللفريق الطبي الذي أحضرناه، مبدياً إعجابه بالأطباء المسلمين الذين كانوا يعملون 16 ساعة كل يوم بدون ملل، فساهموا في إعادة البصر إلى هذه المرأة وغيرها.
ومرة أخرى في مخيم آخر لعلاج أمراض العمى كان أحد دعاتنا يقوم بخدمة امرأة عجوز مسيحية إلى غرفة العمليات ثم إلى غرفة المنام، وكان يخدمها بإخلاص ولم يلاحظ الداعية أن لها ابنا من القيادات المسيحية يلاحظ من بعيد فسأله الابن كم تأخذ مكافأة على عملك هذا؟
فقال الداعية نحن لا نأخذ أي مكافأة غير رواتبنا العادية،
فقال الابن المسيحي كيف هذا وأنتم تعملون مع الدول العربية في الخليج وهي من أغنى دول العالم؟ وأنا أرى أنك تبذل جهداً خارقاً؟
قال الداعية حتى الأطباء والفنيين والعاملين أمامك يعملون متطوعين
قال القس: إن كان الأمر كذلك، فأشهد أنني مسلم من الآن معكم وأعلن الشهادتين.
وفي جنوب السنغال جاءنا مريض وهو رئيس إحدى القرى وكان مسيحياً أجرينا له العملية. وبدأ يبصر بعد اثنتي عشرة سنة من العمى وبعد أن من الله عليه بالبصر جاءنا بعد خمسة عشر يوماً، ومعه سبعون شخصاً من أهل قريته كل منهم يريد أن يقدم شكره لمكتبنا، وأعلنوا جميعاً دخولهم في الإسلام، وكانت الجهات الأمنية قد استنفرت عندما رأوا هذا العدد يسير في شوارع المدينة ظناً منهم أن هناك مظاهرة.
الدكتور عبدالرحمن السميط
المرجع: مجلة حياة العدد (50) جمادى الثانية 1425هـ
] > uf] hgvplk hgsld' ( 2 )
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|