10-19-2021, 02:12 PM
|
|
|
|
منهج الأخلاق في الإسلام
منهج الأخلاق في الإسلام
إن النظام الخلقي في المنهج الإسلامي قد استكمل عناصره الكلية، الأمر الذي لم يتوفر في غيره من الأنظمة.
وإن نظرة واحدة في القرآن المكي لتؤكد ذلك.
فلم تنته المرحلة المكية حتى كان المنهج الأخلاقي قد استكمل بناءه في نفوس المسلمين ثم كانت الأحكام التشريعية بعد ذلك في المدينة[1].
وهذه أولية من حيث الوقت.
ثم رأينا بعد ذلك أن الأحكام تعطي للمنهج الخلقي الأولوية من حيث المكانة، فالأصل في التعامل بين المسلمين أن يكون قائمًا على أساس أخلاقي ولا يلجأ إلى التقاضي إلا حينما لا يستطيع أصحاب العلاقة الارتقاء إلى المستوى الخلقي.
وهذه أولية أخرى من حيث المكانة. وقد رأينا في النصوص التي وردت في الفقرة الأولى من هذا الفصل ما يؤيد ذلك.
وهذا أمر ملفت للنظر في التساوق بين المنهج والرسول الذي جاء بهذا المنهج.
فهذه العقيدة يبرز فيها العنصر الأخلاقي.
ويأتي الثناء من الله على هذا الرسول الكريم ببروز العنصر الأخلاقي فيه.
"والناظر في هذه العقيدة، كالناظر في سيرة رسولها، يجد العنصر الأخلاقي بارزًا أصيلًا فيها، تقوم عليه أصولها التشريعية وأصولها التهذيبية على السواء.. الدعوة الكبرى في هذه العقيدة إلى الطهارة والنظافة والأمانة والصدق والعدل والرحمة والبر وحفظ العهد، ومطابقة القول للفعل، ومطابقتهما معًا للنية والضمير، والنهي عن الجور والظلم، والخداع والغش، وأكل أموال الناس بالباطل، والاعتداء على الحرمات والأعراض، وإشاعة الفاحشة بأية صورة من الصور.. والتشريعات في هذه العقيدة لحماية هذه الأسس وصيانة العنصر الأخلاقي في الشعور والسلوك، وفي أعمال الضمير وفي واقع المجتمع، وفي العلاقات الفردية والجماعية والدولية على السواء"[2].
والأمر الآخر الذي يحسن بنا أن نشير إليه: هو أن البناء الخلقي ذاته متماسك قوي شديد التلاحم: فالإخلاص والصدق.. يدخلان في كل عمل أخلاقي. وإذا تحدثت عن الأمانة وجدت نفسك في ميدان الوفاء والصدق.. وهكذا فالفواصل في كثير من الأحيان اعتبارية، ومن هنا جاءت كلماته صلى الله عليه وسلم عامة جامعة معبرة عن هذا التلاحم. ومنها "البر حسن الخلق" والبر عنوان عام لكل أعمال الخير والاستقامة.
ولذا فنحن حين نتحدث عن شمائله صلى الله عليه وسلم مفردين لكل منها عنوانًا مستقلًا، فإنما نفعل ذلك بغية التقريب والإيضاح للبحث.
lki[ hgHoghr td hgYsghl hgHoghr
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
9 أعضاء قالوا شكراً لـ المحبوب على المشاركة المفيدة:
|
|
أدوات الموضوع |
إبحث في الموضوع |
|
|
انواع عرض الموضوع |
العرض الشجري
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 01:31 PM
|