إن الموطن الأصلي للإنسان ليس تلك الأرض التي وُلد وترعرع فيها
ولكنه تلك المنطقة التي اكتشف فيها ذاته قدراته ومواهبه
وتمكن من شق طريقه من أجل إثبات ذاته وتحقيق أهدافه
التي يضعها نصب عينيه حتى يجد لحياته قيمة مستحقة تُعاش
من أجلها وبدونها تصبح خاوية كأرض بور قاحلة بلا معنى
فالأرض الصالحة منبعها من داخله ليست ما يحيط به
من ظروف ومحددات وهي ما يضع فيها أول بذرة وينتظر
حتى تطرح الثمار ويأتي موعد الحصاد أما دون ذلك فلن تفرق
في أي منطقة يعيش فكل ربوع الأرض ستكون متشابهة لديه
ما دام لم يجد ذاته فيها فيجب أنْ يعثر على تلك الأرض
التي يتمكن فيها من العمل الذي يُعَد عبادة كسائر الشعائر
الدينية التي يؤديها بكل خشوع وتجلٍ فالإنسان الذي يعيش
بلا عمل سيشعر أنه عالةٌ على المجتمع يستهلك فقط
دون أنْ يُقدِّم شيئاً في المقابل وبمرور الوقت يفقد الشعور بذاته
وبقدرته على الإنتاج وإفادة المجتمع بأي عمل مهما كان بسيطاً
فدوره وإنْ تأخر في اكتشافه فلا بد أنْ يُمارَس لما له من تأثير فعال
على دوران عجلة الإنتاج في المجتمع والمساهمة في تقدُّمه ونهضته
على المدى البعيد ورفعة شأنه بين بقية البلدان فلا يحق له
أنْ يَحُط من قَدْر أي عمل يؤديه وإلا كان من المساهمين
في منظومة التخريب والإفساد التي حلَّت في كل مجالات الحياة
hgl,'k hgHwgd ggYkshk hglsgp