على مدار عقود استخدم الأطباء مؤشر كتلة الجسم لمعرفة مستوى البدانة عند المرضى، واعتمدوا على هذا المقياس في ممارساتهم اليومية لتحديد فرص المرضى للإصابة بالأمراض المرتبطة بالسمنة، مثل السكري وأمراض القلب، وتوجيه النصائح الصحية الملائمة لحالتهم، وكذلك وصف الأدوية اللازمة.
وعلى هذا النحو، كان لمؤشر كتلة الجسم تأثير كبير على حياة الملايين، وطريقة لتحديد النصائح الصحية التي يحصلون عليها، فيعتبر الشخص لا يعاني من السمنة إذا كان المؤشر الخاص به بين 18.5 و 24.9 أما إذا كان بين 25 إلى 29.9 فإنه يعاني من زيادة الوزن، بينما يعتبر بدينا جدا إذا تخطى المقياس رقم 40.
تعبيرية
ولكن وخلال الفترة الأخيرة زادت التساؤلات بشأن دقة مؤشر كتلة الجسم كمقياس مناسب وموثوق لمعرفة معدل البدانة، حسب ما جاء في موقع صحيفة "ديلي ميل" Daily Mail البريطانية.
فالعديد من الخبراء يرون أن بعض المرضى الذين يتمتعون بلياقة عالية قد يصنفون بشكل خاطئ على أنهم غير أصحاء ويعانون من السمنة، بينما يحرم آخرون ممن يعانون بالفعل من اضطرابات الأكل من العلاجات التي يحتاجونها، لمجرد أن مؤشر كتلة الجسم لديهم ليس منخفضا بما يكفي.
تعبيرية
نواب في لجنة المرأة والمساواة بمجلس العموم البريطاني دعوا في تقرير قبل أسبوع إلى وضع حد لاستخدام مؤشر كتلة الجسم كمقياس لصحة الأشخاص. واعتبروا أن هذا المؤشر يمكن أن يؤدي إلى زيادة معدلات عدم الرضا عن الجسم، خاصة لدى الشباب، إضافة إلى اضطرابات الأكل بسبب الشعور بخيبة الأمل تجاه النتائج.
وفي نفس السياق، قالت الدكتورة أغنيس أيتون، رئيسة كلية اضطرابات الأكل بالكلية الملكية للأطباء النفسيين، إن مؤشر كتلة الجسم يستخدم كأداة غير حاسمة لتحديد من يجب أن يتلقى العلاج.
من جانبه يقول الدكتور مايك لين، أستاذ التغذية البشرية في جامعة "غلاسكو" إن استخدام محيط الخصر يعد مؤشرا أكثر دقة لمخاطر الصحة من مقياس الدهون الزائدة في الجسم، إضافة إلى كونها طريقة بسيطة يمكن للمرضى أنفسهم من خلالها مراقبة زيادة الوزن لديهم.
وبين هذا وذاك يعتقد خبراء أن مؤشر كتلة الجسم ليس مؤشرا مثاليا للصحة، إلا أنه أداة مفيدة للأطباء إلى جانب مؤشرات أخرى للحصول على ملف تعريفي جيد للمرضى، ففي العام الماضي قالت الكلية الملكية للممارسين العامين إن أطباء الأسرة لا يعتمدون على مؤشر كتلة الجسم وحده لتقييم صحة المريض.