والتراث الحضاري السوري يغطي ممالك عظمى في الشرق الأوسط وتعرضت مواقع ومباني تراثية في أنحاء البلاد مثل الجامع الأموي في حلب لعلميات نهب أو تضررت أو دمرت خلال الحرب المندلعة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وخلص معهد الأمم المتحدة من خلال صور الأقمار الصناعية المتاحة تجاريا إلى أن هناك 24 موقعا دمرت تماما 89 موقعا تضررت بشدة أو بدرجة متوسطة و77 موقعا ربما تكون تضررت. وقال المعهد في تقرير جديد إن هذه "شهادة خطيرة على التضرر المستمر في التراث الثقافي السوري الواسع" وأضاف "يجب تصعيد الجهود الوطنية والدولية لحماية هذه المناطق لإنقاذ أكثر ما يمكن إنقاذه من هذا التراث الهام للبشرية." وتسببت الاشتباكات بين قوات الرئيس السوري بشار الاسد وقوات المعارضة في إلحاق أضرار بمواقع ومبان تاريخية في أنحاء سوريا. وتتهدد عمليات السلب والنهب مقابر في بلدة تدمر في البادية السورية كما تضررت معابد رومانية. ووثق تقرير معهد الأمم المتحدة الأضرار الواسعة النطاق التي لحقت بمواقع تراث حضاري منها مواقع تضعها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في قائمة التراث العالمي ومعظمها في مدينة حلب بشمال سوريا. واستخدم طرفا الصراع الحصون القديمة كقواعد عسكرية. ونشر الجيش السوري قناصته على سطح قلعة حلب وهي من أقدم وأكبر قلاع العالم. كما سيطرت قوات المعارضة السورية على قلعة حصن الفرسان التي يرجع تاريخها إلى 900 عام. واستعادها جيش الأسد في مارس آذار لكن بعد قصف دام لأشهر. وكشفت صور الأقمار الصناعية أيضا عن تعرض مواقع في الرقة ومدينة تدمر وعمرها ألف عام إلى أضرار كبيرة. وقال معهد الأمم المتحدة إن مدينة بصرى القديمة ومستوطنات مهجورة من الفترة البيزنطية في شمال سوريا تضررت أيضا. كما دمر مقاتلون متشددون مواقع قديمة يعتبرونها بدعة. وقال مأمون عبد الكريم مدير عام الآثار والمتاحف السورية لرويترز العام الماضي إن عشرات الآلاف من القطع الأثرية التي تغطي عشرة آلاف عام من التاريخ نقلت إلى مخازن متخصصة حتى لا تتعرض للنهب. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 200 ألف شخص قتلوا في الحرب السورية التي بدأت في مارس آذار عام 2011 باحتجاجات شعبية ضد الأسد ثم تحولت إلى حرب أهلية بعد أن قمعت قواته الاحتجاجات بالعنف.