10-20-2020, 09:39 AM
|
|
|
|
|
تصالح صديقين
تصالح صديقين
كانت الحياة سعيدةً بالنسبة إليه، إلى أن جاء ذاك اليوم الذي تخاصم فيه مع أعزِّ أصدقائه، فأدبر هذا وأدبر ذاك، ولم يودَّ أحدهما أن يتنازل عن كبريائه وخُيلائه، وينزل من برجهِ العالي.
تمر به الليالي تفكيرًا في الأمر، وهو يعلم أن هذا الحال لا يليق بهما على الإطلاق، لقد كانا صديقينِ عزيزين، ولشأنٍ تافهٍ جدًّا انفصمت عُرى هذه الصداقة المتينة التي كانت تجمعهما!
عندما استفاق في الصباح، أخذ الهاتف وبدأ في كتابةِ رقم صديقه، ثم تردَّد، ربما لن يرفع السماعة؟ ربما سيرفض الكلام معي؟ بل ربما سيُهِينني؟!
وساوس الشيطان أحاطت به من كل جانب، ثم قرر مكالمته مهما كانت عواقب فَعْلته.
رفع صديقه السماعة، وكم كانت فرحتُه بالتحدث إليه، كان الاثنانِ يتلويانِ وجعًا من ألم الفراق، إنها صداقة حقة، وأخوَّة راقية، قال له: إنه كان سيفعل الأمر نفسه غير أنه سبقه، وبادر هو بالاعتذار رغم أن الخطأ لم يكن خطأه، فاغرَوْرَقَت عينا الاثنينِ فرحًا بهذا اللقاء المتجدد، التقيا في مساءِ ذلك اليوم بالمصافحة والأحضان، واستذكرا ذكرياتهما الجميلة، الأوقاتُ التي يقضيانها معًا لا تعادلها أوقات مع أصدقاء آخرين؛ إنه التوافق الروحي، والانسجام النفسي، وتناغم الأفكار.
عادت العَلاقة إلى سابقِ عهدها، وهذه المرَّة أوثق مما كانت عليه، فقد تجاوزَا أهم اختبارٍ، وعرَفَا أن صداقتَهما صداقة متينة حقًّا، كسبا أجر التصالح والعفو والمغفرة، لم يقدِرا على تحمل الهجر لأكثرَ من ثلاثة أيام، كان درسًا لهما، وتمنَّيَا من قلبيهما لو يتحلَّى غيرهما من الأصدقاء - أو حتى الأقرباء - بهذه السجية، تمنيا أن يلتئم شملُ كلِّ مفرق عن عزيزه، فتحصل الراحة للكل، فالخصام والحقد والحسد لن يحرقَ إلا المتدابرين حزنًا وكمدًا، والدنيا فانية، قد لا يصبح أحدهما في يومِه الموالي، ويكون في قبره ندمانَ أسفًا.
jwhgp w]drdk
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
أدوات الموضوع |
إبحث في الموضوع |
|
|
انواع عرض الموضوع |
العرض الشجري
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 08:02 PM
|