خصائص الملائكة وصفاتهم
خصائص الملائكة:
للملائكة الكِرام عليهم السلام خَصائصُ تُميِّزهم عن الجنِّ والإنس وغيرهم وسائر المخلوقات:
1- أنَّ مسكنهم السماء، وإنما يهبطون منها إلى الأرض أو غيرها من جِهات الملكوت تنفيذًا لأمر الله تعالى
قال تعالى: ﴿ وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 19].
2- أنهم لا يُوصَفون بالأنوثة، فقد كذَّب الله المشركين على وصْفهم لهم بذلك؛ فقال تعالى:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى﴾ [النجم: 27].
3- أنهم يُطِيعون الله تعالى ولا يعصونه، فلا تصدر عنهم الذنوب والمخالفات؛ قال تعالى:
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ
شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: 6].
4- دَوام العبادة؛ فلا فتور ولا سأم؛ قال تعالى:
﴿ وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ
يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ﴾ [الأنبياء: 19، 20]، وقال تعالى: ﴿فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ
عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ﴾ [فصلت: 38].
من صفات الملائكة:
1- موصوفون بالعلم والقوَّة والشدَّة: قال تعالى:
﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا
وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 30]
وقال تعالى: ﴿عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى﴾ [النجم: 5]؛ يعني: جبرائيل عليه السلام وقال تعالى في وصف خزَنَة جهنَّم:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ
اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: 6].
2- موصوفون بعظم الخلق: فقد رأى النبيُّ صلى الله عليه وسلم جبرائيلَ على صُورته
التي خلَقَه الله عليها سادًّا عظمُ خلقه ما بين السماء والأرض[1].
ورآه صلى الله عليه وسلم له ستمائة جناح[2]، وفي صفة حمَلَة العرش ما بين
شَحمة أُذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام[3].
3- الحُسن والجمال: قال تعالى في جبرائيل: ﴿ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى ﴾ [النجم: 6]، فسَّرها ابن عباس
وقتادة بالحُسن والجمال في المنظر والخلق والطول، وقالت النسوة صواحب يوسف في جمال
يوسف: ﴿فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ ﴾
[يوسف: 31]، وقد ساقَ الله تعالى هذا القول منهنَّ مَساق التقرير.
4- أنهم كرام أبرار: قال تعالى: ﴿كِرَامٍ بَرَرَةٍ﴾ [عبس: 16].
5- الحياء الشديد: ففي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم في عثمان رضي الله عنه:
"ألا أستحيي من رجلٍ تستحيي منه الملائكة"[4].
6- التأذِّي من الأشياء المكروهة: فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم:
"إنَّ الملائكة تتأذى ممَّا يتأذَّي منه بنو آدم".
[1] أخرجه البخاري برقم (4612)، ومسلم برقم (177)، عن عائشة رضي الله عنها.
[2] أخرجه البخاري برقم (4856)، ومسلم برقم (174)، عن ابن مسعود رضي الله عنه.
[3] أخرجه أبو داود برقم (4727)، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه.
وصحَّحه الألباني في الصحيحة برقم (151).
[4] أخرجه مسلم برقم (2401)، عن عائشة رضي الله عنها.
الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر
owhzw hglghz;m ,wthjil owhzw
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|