وُجد أن أدمغة الأشخاص الذين يعانون من ويلات القلق والاكتئاب، تتضخم بشكل كبير، ويقول خبراء إن النشاط غير العادي قد يخفي جزءا من الضرر الذي يمكن أن يسببه الاكتئاب.
وتوصل الباحثون، الذين درسوا آثار الاكتئاب والقلق على حجم أدمغة الناس، إلى اكتشاف أن الاكتئاب في حد ذاته يتسبب في تقلص الدماغ. ومع ذلك، عندما يقترن الاضطراب بالقلق، كما هو الحال غالبا، يتسبب في أن تصبح منطقة واحدة من الدماغ أكبر "بشكل ملحوظ".
ومن المثير للاهتمام أن منطقتين مختلفتين من الدماغ تتأثران بالاضطراب الحاصل. ووجد فريق البحث أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب وحده، لديهم أحجام أقل في العديد من مناطق الدماغ، مع تأثر الحصين بشكل خاص، وهو جزء من الدماغ مرتبط بالذاكرة والتعلم.
ويقول الخبراء إن هذا أكثر أهمية في وقت لاحق من الحياة، لأن الحُصين الأصغر هو عامل خطر للإصابة بمرض الزهايمر، وقد يسرع من تطور الخرف.
ومع ذلك، عندما يحدث الاكتئاب والقلق معا، فإنه يتسبب في زيادة حجم اللوزة الدماغية، وهو جزء من الدماغ مرتبط بالعواطف، والأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والقلق، يكون لديهم تقلص أقل في العديد من مناطق الدماغ الأخرى.
وأوضح الباحثون أن هذا يشير إلى أن التأثير الحقيقي للاكتئاب على الدماغ، لم يؤخذ في الاعتبار بسبب التأثير المعاكس في اللوزة.
وكشفت الباحثة الرئيسية دانييلا إسبينوزا أويارسي، من الجامعة الوطنية الأسترالية، أن "القلق يقلل من تأثير الاكتئاب على أحجام المخ بنسبة 3% في المتوسط، ويخفي إلى حد ما الآثار الانكماشية الحقيقية للاكتئاب".
وأضافت: "هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول كيفية تقليل القلق من آثار الاكتئاب، ولكن بالنسبة إلى اللوزة، ربما يؤدي القلق إلى فرط النشاط".
ونُشرت الدراسة في مجلة الطب النفسي وعلم الأعصاب، وشملت أكثر من 10000 مشارك.