ليلة بلا قمر - منتديات تراتيل شاعر

 ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

» ٌاليوم الوطني «  
     
..{ ::: فعاليات اليوم الوطني :::..}~
 
 



قصص - روآيات - حكايات ▪● ┘¬»[ روايات قصيرة | روايات تراثية | قصص حزينه |قصص مضحكة : تنحصُر هِنآ

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 07-26-2020, 11:44 PM
شموع الحب غير متواجد حالياً
Saudi Arabia    
SMS ~
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1189
 تاريخ التسجيل : Mar 2016
 فترة الأقامة : 3103 يوم
 أخر زيارة : 07-16-2022 (01:51 PM)
 المشاركات : 946,201 [ + ]
 التقييم : 72359413
 معدل التقييم : شموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 74,601
تم شكره 67,212 مرة في 41,083 مشاركة
افتراضي ليلة بلا قمر




بدأ الليل ينشر حلكته، ويفرد أجنحته محتضنا المدينة. ليلة وجع جديدة تبدأ، صمت يتمطط،
وخوف متجذر في الذات ينتشر.
يحتضنه الشارع، يسير متعثر الخطى، شارد الفكر، يفكر في أشياء حدثت، وأخرى محتملة
الوقوع، الأيام طوت الكثير من أحلامه، وأزمنة الارتداد والنكوص تضمه بحرارة الاشتياق.
يتوقف فجأة على صوت قطة تقفز من حاوية الأزبال، لونها الأسود يثير الاشمئزاز في
نفسه، يستعيد بالله من الشيطان الرجيم، ومن كل هامة ولامة،تمضي القطة لحال سبيلها،
يواصل سيره، "لعلها هي الأخرى اشمأزت منه وأفزعها منظره، وقد تكون لعنت
الشيطان"
السعال اللعين يفاجئه دون سابق إنذار،الكحة الجافة تخنق أنفاسه، يسرع في إخراج بخاخ
الربو، رشة أولى، ثم ثانية،تخف حدّة السعال، ويوصل المسير، الليل يضمه ويضم
أحلامه، والبؤس المتناسل القاتل يحتفي به ،ويفرش له شوكا ومسامير حادة، لم يعد هذا
الأمر يزعجه فقد دجنته الأيام، وأصبح الألم علامة تسم مسار حياته، والضياع جزءاً من
كينونته.

أحس برغبة في إفراغ متانته، التفت يمينا ثم يساراً،واندفع نحو سور إحدى المدارس
العمومية، تسربت إلى خياشمه رائحة نتنة، تنبئ بأن الكثيرين قد سبقوه إلى المكان،
لإزالة الضرورة الطبيعية، هذا الأمر يجعله الآن يبول دون أن يؤنبه ضميره.، انتابته
نشوة وراحة وهو يزيل ماء متانته،ويعيد أزار سرواله إلى عراها، وينطلق غير عابئ
بما يجري أو يدور حوله.

قطع شارع مصطفى المعاني في اتجاه زنقة الوحدة، ثم انعطف إلى زقاق أبو بكر
الصديق، وعلى بعد أمتار معدودة لاحت له حانة أنطوان بغطاء واجهتها الأبيض، نظر
إلى اللافتة التي تبث عليها اسم ثاني الخلفاء الراشدين، وتسأل: "كيف يسمح مستشارو
الجماعة بهذا اللقاء الجائر بين حانة خمر واسم صحابي جليل؟؟"

اتجه نحو الحانة،اقتحم البوابة داخلا، تهادت إلى أسماعه أنغام لحن شعبي راقص،
وحاصره دخان السجائر المنبعث من كل مكان، تقدم بخطى وئيدة نحو الحاجز الخشبي
الذي تقف خلفه ساقية ثخينة، تلبس ثوبا يكشف عن نحرها، وفتحة نهديها البارزين، اعتلى
إحدى الطابوريات المقابلة للحاجز،ابتسمت الساقية في وجهه، اِلتهم جسمها بنظراته،
سألته:

ماذا تحب أن تشرب؟
رد بصوت خافت:
ثلاث بيرات
قدمت له طلبه بغنج، شرب الزجاجة الأولى، ثم أشار لبائع فُستقٍ كان يعرض سلعته على
رواد الحانة، اشترى منه درهمين فستقا لزوم "القَطْعَةِ"، ثم شرب الزجاجتين التاليتين،
أحس بنشوة افتقدها منذ زمن بعيد، تسري في جسده، ومال برأسه نحو الساقية يطلب سِتّا،
وهو مبتسم ،طلبت منه الدفع مسبقا، اخرج ورقة بنكوت من فئة المائتي درهم، قدمها
لها،استخلصت الثمن، وأسرعت تقدم له ما طلب.

أخرج هاتفه النقال، نظر إلى شاشته مليا ،وفي غفلة من الساقية التقط لها صورا من زوايا
مختلفة، هي مثيرة رغم سمنتها، نهداها مثيران، وعجيزتها المكتنزة، توقظ لهيب الشبق،
في أكثر الرجال برودة، أحس بتوتر غريب يعتري جزأه الأسفل، الوحش اللئيم يصرخ
داخله. والساقية الثخينة تحرك النائم والساكن بجسده،مضى عهد طويل، دون أن يكتنفه
هذا الإحساس، ربما منذ هجرته زوجته ،يتذكر أنه لعنها جهرا وسراً، ودخل في عزلة
وصمت اختياريين. لكنه الليلة يكتشف أن الحياة تستمر، ورغبات الجسد تظل في حالة
تأهب، في انتظار المثير، الذي يدفع بها إلى التجلي والخروج من العتمة إلى بؤرة
الضوء، أشار للساقية من جديد،طلب قدح نبيد أحمر، ثم قال منشدا:

دع عنك لومي فإن اللوم إغراء
وداوني بالتي كانت هي الداء
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها
لو مسها حجر مستها سراء
قدمت له الساقية قدح النبيذ، وهتفت بصوت ساخر:
فقل لمن يدعي في العلم فلسفة
حفظت شيئا وغابت عنك أشياء
ذكرتني بأبي نواس وردّه على إبراهيم النظام ،كبير المتكلمين المعتزلة، وأستاذ الجاحظ
حدق فيها مليا، فاغرا فاهُ، ثم قال:

لا فض فوك، أيتها الساقية المثقفة، من أين لك كل هذا؟
ردت الساقية وهي ترسم على وجهها ابتسامة عريضة:
أنا خريجة كلية الآداب، وظروفي قادتني إلى حانة أنطوان، لأعيش قدري في انتظار
انفراج شبه مستحيل
تركته لعالمه وانصرفت لخدمة زبائن أخرين،فكر: "دنيا عابثة،طقوسها ملبدة بالجفاء،
وغدرها راسخ ثابت، لا أحد يسلم من شواظ جنونها".

~


gdgm fgh rlv




 توقيع : شموع الحب


رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
 (07-27-2020),  (07-27-2020)
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلة
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

Forum Jump

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل تنتقل ليلة القدر من ليلة إلى أخرى باختلاف السنين؟ شموع الحب نفحات آيمانية ▪● 16 06-03-2019 10:12 AM
ليلة خاشعة جميلة تميزت بتنوعها للشيخ خالد الجليل ليلة 10 رمضان 1439 ملاك الورد الصوتيات والمرئيات الاسلاميه ▪● 12 07-07-2018 02:18 AM
مجلة الديبل: مجلة علمية نصف سنوية محكمة (العدد الأول يناير-يوليو 2016) رحيل المشاعر المكتبة الاسلامية ▪● 22 09-21-2016 04:41 AM
فستاني أول ليلة من الف ليلة و ليلة 2016 eyes beirut آنوثـہَ طآغيـہَ ▪● 14 11-10-2015 10:44 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 09:31 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Security team

mamnoa 4.0 by DAHOM