كشف مصدر أمني مطلع، عن أن قصة قصف قاعدة K1 بدأت بدعوة غداء وجهها ضابط عراقي لقياديين من عناصر الحشد الشعبي في كركوك، دون معرفة مسبقة بنيتهما.
كانت الدعوة إلى تلك القاعدة العسكرية تهدف فقط إلى تناول وجبة مميزة معروفة في الشارع العراقي تدعى (الدولمة).
وروى المصدر لقناة «العربية» كيف جاء القياديان بزيهما المدني ودخلا القاعدة؛ حيث استقبلهما الضابط.
وأضاف أن القياديين شاهدا سيارات أمريكية وجنودًا أمريكيين يتجولون داخل القاعدة بشكل طبيعي دون أي مشاكل تعيق وجودهم، بحسب تعبيره، مشيرًا إلى أنهما دخلا إلى مقر الضابط وتناولا وجبتهما، ودار حديث طويل بين الضيفين والضابط عن الأوضاع في البلد، والتظاهرات التي لم تهدأ منذ أشهر، واستقالة الحكومة وصعوبة اختيار البديل لرئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، وغيرها من الأمور السياسية في العراق.
وتابع: «عند الساعة الثالثة من مساء الجمعة الماضي خرج القياديان مودعين الضابط على أمل اللقاء وتلبية دعوتهما إلى مقرهما في أقرب وقت ممكن».
المفاجأة بعد ساعات
وأضاف أنه «بعد ساعات قليلة حدث غير المتوقع، فاستهدفت القاعدة».
ورجح أن يكون القياديان أخذا خلال وجودهما داخل القاعدة العسكرية، إحداثيات المكان، مضيفًا أنه عند الساعة السابعة من مساء اليوم نفسه قصفت القاعدة بنحو ثلاثين صاروخًا من صواريخ كاتيوشا؛ ما أسفر عن مقتل متعاقد أمريكي، وإصابة 4 من أفراد الخدمة الأمريكية، وجنديين عراقيين في الموقع.
اتصال «مريب»
واستدرك المصدر، قائلًا: «في حدود الساعة السابعة وعشر دقائق أي بعد وقت قصير جدًا من القصف اتصل أحد قادة الحشد للاطمئنان على سلامة الضابط والجنود العراقيين داخل القاعدة».
من جانبه، قال مسؤول أمني إن القاعدة العسكرية في كركوك استهدفت يوم الجمعة 2019/12/27 بهجوم صاروخي طال باحة القاعدة وغرفة لعقد الاجتماعات، مؤكدًا أن القصف كان دقيقًا جدًا ومؤثرًا.
ودفع هذا القصف لاحقًا القوات الأمريكية إلى قصف مقرات لفصائل تابعة للحشد في العراق وسوريا بشكل مكثف، أوقع أكثر من 20 قتيلًا. بعدها خرج قادة الحشد الشعبي منددين ورافضين لوجود القوات الأمريكية.
تلا التنديد اقتحام للسفارة الأمريكية وسط بغداد؛ ما أثار غضب واشنطن، التي اتهمت إيران مباشرة بالتخطيط والتحريض لهذا التعدي.
ومنذ فجر الجمعة الماضي دخلت منطقة الشرق الأوسط عبر العراق، في مرحلة من التوتر العنيف بين الولايات المتحدة وإيران، على خلفية قتل طائرة درون أمريكية قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق أبومهدي المهندس، قرب مطار بغداد.