شرح حديث : (إِنَّ لَهُ دَسَما)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم شَرِبَ لَبَناً. فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَمَضْمَضَ، وَقَالَ: "إِنَّ لَهُ دَسَماً".
ألفاظ الحديث:
• (فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَمَضْمَضَ): أي تمضمض بهذا الماء وقوله: " فدعا بماء " رواه مسلم دون البخاري و أما رواية البخاري جاءت بلفظ: " أن النبي صلّى الله عليه وسلّم شرب لبناً فمضمض وقال إن له دسماً " فربما توهم متوهم أنه تمضمض باللبن ولكن هذا وجه لا يراد بيَّنته رواية مسلم.
• (إِنَّ لَهُ دَسَما): (دسما) بفتح السين وسكونها فيها الوجهان والفتح أولى، والدسم هو عبارة عن زفر الدهن، والمقصود أن المضمضة كانت بسبب وجود الدسم.
من فوائد الحديث:
الفائدة الأولى: الحديث دليل على استحباب المضمضة بعد شرب اللبن، وجاء عند ابن ماجه أيضاً وصححه الألباني [انظر: " صحيح ابن ماجه" (403)] بصيغة الأمر قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: " مضمضوا من اللبن فإن له دسما"، والمضمضة بالماء بعد شرب اللبن سنة مندثرة ينبغي إحياؤها.
الفائدة الثانية: في الحديث بيان العلة التي شُرع من أجلها المضمضة بعد شرب اللبن وهي قوله صلّى الله عليه وسلّم " إن له دسما " والمضمضة تقطع لزوجة اللبن ودسمه وتُنظِّف الفم، ومن أهل العلم من أخذ من هذه العلة استحباب المضمضة من كل شيء يأكله الإنسان أو يشربه وله دسماً لقاعدة: الحكم يدور مع علته".
قال ابن حجر: " فيه بيان العلة للمضمضة من اللبن فيدل على استحبابها من كل شيء له دسم " [انظر: " الفتح" (1/ 409)] وللَّبن منافع ذكرها ابن القيم وذكر منافع كل نوع من الألبان [انظر: "زاد المعاد" ( 4/ 384)].
|
avp p]de : (YAk~Q gQiE ]QsQlh) gQiE p]de
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|