قال عمر بن عبد العزيز- رحمه الله : "إذا رأيتم الرجل يطيل الصمت ويهرب من الناس فاقتربوا منه فأنه يُلقَّن الحكمة" إلزم الصمت فإنه أجمل عادة ، و أفضل عبادة ، و أكرم شيمة ، و أعظم غنيمة ، يكسبك الكرامة ، و يورثك السلامة ، و يؤمنّك الندامة ، ويكفيك الملامة !
..... لما هم صامتون؟
لكن لما هم صامتون؟ ومن هؤلاء يا تُرى يكونون؟ أنا وأنت والجميع هادئون لربما هم غاضبون او ملوا وهم يتكلمون أو يأسوا من واقعهم الذي يعيشون كلهم في خيالاتهم يسرحون والأمل ينتظرون أو بهواتفهم مشغولون أو مجرد أطفالٌ يلعبون قد يكونوا عشاق معذبون أو هم بطبيعتهم أشخاص منعزلون أو في ماضيهم يفكرون بعضهم فضل الهدوء على كل هذا الجنون
لما هم صامتون؟
لازال البعض عن حياتهم يبحثون بلا صخبً يرددون الأيام مضت وتصرمت السنون وكل يوم يكبرون وهم في مكانهم تائهون فالكلام بات يتقنه الفاشلون ازاحوا من أمامهم مثقفون بضجيجهم مزعجون في المجتمع مشهورون أما سئموا وهم يكذبون! ليتهم يخرسون
لـ كنا الآن مع الأممِ متقدمون
لما هم صامتون؟
في الحقيقة هم خائفون من كل شيء مرتعبون الفقراء عن أرزاقهم يبحثون وشبانٌ لمستقبلهم يتفقدون وفتياتٌ حقوقهن ينتظرون وكبارٌ مرهقون ومواطنين تعساء يتذمرون
ورجالٌ متجهمون
لما هم صامتون؟
كل الناس في محنتهم متشابهون حتى الأثرياء عن الأكل ممتنعون (يعني) هم أيضاً جائعون عطاشى بجانب النهر يسكنون ثمالى من لذة الخمر يشربون يظنون في سكرتهم مخلدون وبالجنس مهوسوون والمسافرين لا يرجعون لما الأكثرية أميين جاهلون؟ رغم أن الجميع يكتبون وكل البشر يقرؤون يفترض بهم أن يفهمون لكنهم يقرؤون فقط ما يريدون وللحق لا يلتفتون لذا باتوا يثرثرون .. (يثرثرون ..ويثرثـــــرون)
والكل للكل ينتقدون
لما هم صامتون؟ لإنهم في الحقيقة لا يعرفون أو أظنهم متعبون حائرون ..على بعضهم يمرون كأنهم مساجين يبكون ولكن لو تحدثوا فماذا سيقولون؟ وأن تكلموا فمن المستمعون؟
لذلك قالوا الصمت أبرع الفنون