09-03-2019, 08:36 AM
|
|
|
|
|
ويلات الندم ومفارقات الاعتذار
صحيح أن كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، وأول فيصل في بثِّ الحياة على سطح الأرض خطيئته.
أبونا آدم مع أمنا حواء في لحظة إغراء شيطانية تسلَّل الحرمان من الجنة، وتقرَّر النزول إلى الأرض بعد إغراء الشيطان؛ ليَلي الخطأَ خطأٌ آخر إلى ابني سيدنا آدم، حينما قتل قابيل أخاه هابيل بلَوعة حسدٍ ليس إلا، ليكون التوارث في الخطأ ولو أن تكييف الخطأ الثاني أشدُّ من الخطأ الأول لتعتد إلى جريمة قتل، فهل هذا معناه أن للخطأ البشَري مورثات آدمية؟
ليس المنى في نسب أو أصل أو أحقية ارتكاب الخطأ، ولكن تفاعلات مضاربات التوفيق وعدم الخطأ هي من فلسفة الأفكار الزائدة عن وعي المنطق؛ لذلك لا داعي أن نولي ما لا يهم أهميته، فالواجب هو دق الباب على الندم فيما إن كان يصحو على وقع تأنيب الضمير، قد يُعلِنها ثورة على ركون الباب وهدوء الخاطر، فلا داعي لإزعاج الندم؛ لأنه أصلاً في انزعاج، وإلا لما ثارت ثائرة التحسُّر على ما فات.
هل حقًّا سيَنفع تصحيح القول بالفعل المسجى بعطر التوبة في أن لا عودة لمثل ذاك الخطأ؟
ثم ما هي آليات ضبط النفس لعدم العودة، أو بالأحرى ما هي ضمانات اللا تكرار؟
هناك جدل صارم يريد الإقرار بعدم العودة لارتكاب الخطأ، وللجدل دواعٍ لطلب بصمات العهود وليس العهد الواحد، فمن كثرة العدد ما قد يكون جدارًا واقيًا لأبجديات الصراع بداخل كل واحد منا عندما يُخطئ.
ما أحلاها من مواقف شجاعة حينما يطلب الاعتذار بتسامُح الألسن بكلمات معطرة لحياة القلوب، ثم فصائل الشهور على مدار السنة فيها أكثر من دلالة توحي كلها بواجب طلب الاعتذار ليأتي من ثم الصفح الجميل.
يَشدُّنا العناد في قبول الاعتذار، وتُقيِّدنا الجراح في عدم مبادلة الصفح بحلم أكبر منه، ولكن ما جدوى هذا العناد؟ ليس فيه إلا تضخيم مفاعلات الأحداث مع الآلام ليكبر الحقد والكره ليس إلا، وبالمرة زلازل الفكر تغربل الشوائب العالقة بروحانية الفكر النير.
فهل كان الجمال حقًّا في ملامح وجه مستدير، أو في لباس يقي سترة العمر بألوان زاهية هي للربيع مُسجاة بأحلى الورود الملونة؟ كلا ليس هذا هو الجمال، بل هو في ذاك التسامي والعلو بأعلى قدر ممكن من الحضارة الراقية في قول: نعم ومرحبًا للاعتذار، لينجلي ذاك الغل من على أقفال القلوب، فلو لم يكن الصدق سيدَ الموقف، لما انطلق القلم في سرعة التحكيم؛ حتى لا تتصارع الأحرُف لإيجاد معاهدات سلمية تفي بغرض الصلح.
لم تَخني الكلمات بعد، فبإمكاني البحث في المستجدات، فماذا لو استيقظ الندم على أنشودة اسمها الاعتذار بشرط ألا تكون فيه مُفارقات، مرة بالتردُّد ومرة بالتعالي في طريقة تقديم الاعتذار؛ لأن فيه من لا يحب المواجَهة والاعتراف بالخطأ، أليس الاعتذار في محاكم القانون أمام أصحاب الجبب السوداء هو سيد نفسه، ومِن ثم لن يكون الحظ لشخص آخر أن يتسيد على صاحب الاعتراف، إني أفكُّ عقد الخجل والتردُّد والتسلُّل وراء حجاب التناسي، لن ينفع هذا التصرُّف، فمكامِن قوة الشخصية في ذاك التواضُع؛ لأن فيه رفعة من الله - عز وجل - لكل من تواضع له، ثم هي دنيا زائلة بعيش لحظاتها على أساس أن نُخطئ اليوم ونسارع في التوبة في الغد، ولما لا بعد الغد أمان وراحة وإقبال بكل انشراح للصدر لأمل مُشرِق.
فلا داعيَ لأن تفرَّ ويلات الندم من مُفارَقات الاعتذار، والخير لمن يبدأ بالسلام.
,dghj hgk]l ,lthvrhj hghuj`hv hgkpg ,lthvrhj
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ الوافي على المشاركة المفيدة:
|
|
أدوات الموضوع |
إبحث في الموضوع |
|
|
انواع عرض الموضوع |
العرض الشجري
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 11:35 AM
|