في صخب المطارات وصالات المغادره ....
حيث الحكايات والتعابير المختلفه المرسومه على وجوه البشر ..
بعضهم قد ظهرت على محياه تقاسيم الفرح
وبعضهم تكسوه مسحة حزن ..
وبعض الوجوه ترى التردد باديا عليها ..
.
.
هناك احدهم منشغلا عن كل ذلك الصخب
ممسكا بهاتفه وكأنه ينتظر رساله تحثه على التراجع
والبقاء ..
لايكف عن تردده الا عندما يختار موعد الاقلاع
قرار الرحيل بدلا عنه
وآخر يتحدث مبتسما لأنه بعد ساعات معدوده
سيجمعه اللقاء بمن يحادثه
وآخر سعيد مع عروسه ينتظرون قضاء اياما حالمه
تسجل كأجمل افتتاحيه في قصة حياتهم
وذاك مع زوجته واطفاله متشوقون لقضاء بعض
الوقت بعيدا عن صخب الحياه وروتينها الممل
وهناك مسافر آخر متباين المشاعر بين حزن
على فراق ذويه وفرحة الخطوه الأولى على طريق
مستقبله العلمي او العملي.
وذاك انهكه المرض يحدوه الأمل ان يعود من رحلته
وقد ودع آلآمه ولبس رداء الصحه والعافيه .
.
.
في تلك الاجواء تستطيع رؤية الناس على حقيقتها
كل شخص له حكايته الخاصه .. وهدفه المحدد للمغادره .
خلال هذا التجمع تستطيع ان تقرأ في تعابير الوجوه
الكثير من الحكايات وترى الكثير من اللوحات المعلقه
في ذلك المتحف الافتراضي ...
لوحات تكسوها الوان الفرح والابتسامات
وأخرى طغى عليها لون الحزن
وبعضها تأطرت بالحنين
وجزء منها تلونت بالغصات وقسوة الحياه
.
.
في بداية رحلتي اكون متمللاً من دقائق
الانتظار التي تفصلني عن رحلتي افكر
كيف ستمر وكيف سأشغل وقتي حتى يحين
موعد الاقلاع .. اكون قد رتبت اموري ان اقضيها مابين فنجان قهوه وقصه قصيره اقرأها
او أقرأ جزء منها..
واذا بي بعد دقائق اغرق في تلك الرواية الكبيره
والحكايات المكتوبه على وجوه المسافرين..
اقرأ تعابير وجوههم واغوص في تفاصيلها
ولا يصرفني عن تلك الروايه الا صوت نداء المغادره
وقد بردت قهوتي ولازلت في نفس الصفحه
الاولى من قصتي التي بدأت قرائتها ..
لأحمل امتعتي والحق بطابور طويل اصطف
به المسافرين للمغادره ..
.
.
وحتى على متن الطائره عندما اسافر وحيدا
قد يجاورني احدهم على مقاعد الطائره
ويستنطقني باسلوبه لأجد نفسي اتحدث
معه بلا حواجز ودون ان يسألني من انا
ولا متى سنلتقي مرة اخرى .
.
.
تلك الصور والحكايات جعلت مني عاشقاً
ادمن اجواء المطارات وصالات المغادره