07-13-2019, 12:10 AM
|
|
|
|
قوم ثقل عليهم العمل وخف عليهم القول وحب الجدال والكلام الفارغ
قوم ثقل عليهم العمل وخف عليهم القول وحب الجدال والكلام الفارغ
"فوضى الشبكة" من أسباب تأليف كتاب "فقه الرد على المخالف"
يقول الشيخ خالد بن عثمان السبت في غضون مقدمة كتابه "فقه الرد على المخالف"(ط. مركز المصادر):
ومن المعلوم عبر القرون أن العلماء هم الذين كانوا يتصدون للأهواء وأهلها ويجرون ذلك كله على قاعدة المصالح والمفاسد، فنجدهم يقومون بالرد حينا، ويعرضون عن ذلك أحيانا أخرى مع بيان الحق، كما رأينا تفاوتا في أساليب ردهم لاعتبارات لا تخفى وأمور يقدرونها بثاقب نظرهم، ونافذ بصيرتهم، فرحمه الله رحمة واسعة.
ثم لم يلبث الناس في هذا العصر بعد احتكاكهم بالغرب وتلقيهم مناهجهم وأفكارهم ونظرياتهم في شتى ميادين الحياة أن تأثروا بأنماط سلوكهم وطرائق تفكيرهم وانبهروا بشعاراتهم في الحرية المطلقة للإنسان في جميع الميادين؛ الفكرية منها وغير الفكرية، الأمر الذي أغرى بعض العامة وأنصاف المتعلمين والمثقفين أن يرفعوا عقيرتهم ويتكلموا ويكتبوا في المسائل الشرعية الكبار وغيرها تحت شعار الحرية في التعبير والرأي، متذرعين بأن الشريعة ليست حكرا على فئة معينة تفرض وصايتها على الدين!!
وقد هزلت حتى بدا من هزالها كُلاها وحتى سامها كلُّ مفلس
ولم يزل أهل العلم ينكرون ذلك ويعجبون منه حتى وقع ما لم يكن بالحسبان، وهو تلك الفوضى العارمة أمام العامة والخاصة عبر بعض القنوات والمنتديات وساحات الحوار في الشبكة العنكبوتية، حتى بلغ الأمر حد الإسفاف في مناوشات وتهارش مقيت بلغة سوقية تنبئ عن ضحالة في العلم والتفكير، وتصحُّر في الأخلاق وآداب الحوار والرد والمناظرة، يجترئ أصحابها على الأحكام العظيمة بالعبارات المحتملة والموهمة من غير خطام ولا زمام، متجردين من علم راسخ يضبطهم أو ورع زاجر يردعهم، حتى غدت بعض تلك الوسائط ميدانا مفتوحاً لهذا العبث، وغلب على كثير منها أهل الجهل والمراء، وتنافسوا في الكتابة والرد والتعليق تحت أسماء مستعارة ورموز مبهمة، الأمر الذي أَمِنوا معه معرَّة الفضيحة بين الخلق وإن كان رب الخلق مطلعا على أعمالهم.
وقد بلغ الأمر ببعضهم حد الإدمان، حتى يقضي الواحد منهم الساعات الطوال من يومه وليلته، ولربما توهم أنه في جهاد يرد به عادية أعداء الملة وخصوم الشريعة، واكتفى آخرون – وهم كثير – بتصفح ذلك ومتابعة ما يقال أو يكتب أو يعرض، ولربما هتفوا لهذا أو ذاك، مما فتح الطريق للشبة المضلة كي تتسلل إلى قلوبهم مع العجز عن دفعها والتخلص منها، شأن من جعل دينه عرضة للخصومات، وإنما يتقحم تلك المهالك –غالبا- أقوام ثقل عليهم العمل وخف عليهم القول، فصار المراء والجدال بضاعتهم، نسأل الله لنا ولهم العافية.
وهذا كله مما دفع لتتبع نصوص الكتاب والسنة الواردة في هذا الباب وما ورد عن السلف رضي الله عنهم إضافة إلى ما كتبه أئمة أهل السنة والجماعة في هذا الموضوع، لأجل استقراء المنهج الشرعي في الرد عموماً سواء كان عن طريق المناظرة والمحاورة أو الكتابة أو غير ذلك.
r,l erg ugdil hgulg ,ot hgr,g ,pf hg[]hg ,hg;ghl
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
أدوات الموضوع |
إبحث في الموضوع |
|
|
انواع عرض الموضوع |
العرض الشجري
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 11:56 AM
|