تُعدّ مدينة ميونخ ثالث أكبر مدن ألمانيا بحيث يبلغ سكانها 1.4 مليون نسمة، وهي عاصمة ولاية بافاريا الحرة، ومركزٌ اقتصاديّ مهم في البلاد إذ تضمّ العديد من الشركات والمصانع الألمانية المهمة أبرزها شركة السيارات بي إم دبليو (BMW).
تمتاز ميونخ (في الجنوب الألمانيّ) بموقعها على نهر إيسار على بعد 103 كم من جبال الألب، ونظراً إلى جمال طبيعتها وغناها الثقافي والفنيّ والتاريخي، تستقبل هذه المدينة عدداً هائلاً مما جعل البعض يصفها بـ “العاصمة الخفيّة لألمانيا”.
تقع ميونخ في منطقة مناخية معتدلة، ويمكن أن تصل درجات الحرارة في الصيف إلى 30 درجة مئوية. لكن هذا لا يعني غياب الأمطار التي تتساقط على مدار العام. ويكثر في فصل الصيف البرق والرعد فيما تنهمر الثلوج على المدينة بكثافة في الشتاء.
يقع مطار ميونخ على بعد 35 كيلو متراً تقريباً في الشمال الغربي للمدينة، ويُعدّ من أحدث المطارات في أوروبا. تُقدّر المسافة من المطار إلى وسط مدينة ميونخ بحوالي 45 دقيقة، وهناك عدة وسائل للتنقل بما فيها القطار الذي ينطلق كل 10 دقائق، و حافلات المطار التابعة لشركة لوفتهانزا، وسيارات الأجرة الجاهزة دائماً لنقل الزوّار.
يمكن التعرف على معالم المدينة عندما يكون الطقس جيداً بواسطة الحافلة ثنائية الطوابق ذات السقف المفتوح أو عن طريق الدراجة أو السيجواي التي تستهوي محبي ممارسة الرياضة. يمكنكم ايضاً التجوّل في المدينة سيراً على الأقدام، أو حتى التحليق فوق بناياتها بطائرة مروحية أو بالمنطاد. يُذكر أنّ ثمة جولات للمجموعات للتعرّف على معالم المدينة يقودها مرشدون مؤهلون بالحافلة أو سيراً على الأقدام وبما يزيد على 25 لغة. يمكنكم الاستفسار أكثر عن هذا الموضوع في مراكز تقديم خدمة المعلومات التي توّفر خدمة الاستشارة الخاصة عند الوصول إلى المدينة أو عند حجز الفندق يوم الوصول.
إذا أردتم الانتقال من ميونخ إلى مدينة أخرى في ألمانيا، فإن القطار حاضرٌ لنقلكم إلى أبرز المدن الألمانية. وتُقدّر مدة السفر إلى شتوتجارت بساعتين تقريباً، بينما تستغرق الرحلة إلى فرانكفورت ثلاث ساعات ونصف، وخمس ساعات ونصف إلى هامبورغ، وست ساعات إلى برلين.
تحترم ميونخ الفنون وتقدرّها وهي واحة ثقافية بامتياز، فهذه المدينة تحوي 46 متحفاً وأكثر من 70 معرضاً تقدم أعمالاً مختلفة عن الحضارة الأوروبية بأكملها.ومن أبرز المتاحف التي ننصحكم بزيارتها: متحف الفن الحديث، ومتحف لينباخهاوس، ومتاحف بيناكوتيك (منطقة المتاحف)، ومتحف هاوس دير كونست، المتحف الألماني الذي يعد أحد أكثر المتاحف الأوروبية زيارةً وأكبر متاحف العالم التقنية الفيزيائية، وطبعاً متحف بي إم دبليو حيث تشاهدون أحدث تصميمات وموديلات شركة السيارات البافارية. إلى ذلك، تشتهر ميونخ بأنها مركز مهم لإنتاج الأفلام والكتب إذ تحتضن ثاني أكبر مهرجان للفيلم السينمائي الألماني كل عام، وتضمّ 234 دارا للنشر فيها.
تزخر ميونخ بمعالم سياحية شهيرة، كلّ منها له تاريخه وقصته وخصائصه، ومن أهم المعالم التي يقصدها السياح من حول العالم:
ميدان مارين بلاتس: هو القلب النابض في المدينة وشريانها الحيوي الذي يتوّسطه مجلس المدينة الشهير والجميل والذي يضمّ برج مراقبة في قمته تتيح للزوّار مشاهدة المدينة من ارتفاع 85 متراَ.
كنيسة فراون كيرشه: يبلغ ارتفاع أبراج هذه الكنيسة التي يعني اسمها “إلى السيدة العذراء” 99 متراً، وهي تقع في وسط المدينة على مقربة من ميدان مارين بلاتس وميدان أوديون بلاتس. يحوي هذا الصرح الديني العديد من الروائع الفنيّة، ويتسع لحوالي 20 ألف شخص.
ميدان أوديون بلاتس: يضمّ هذه الساحة كنيسة تياتينر كيرشه ذات الطراز الباروكي، إضافة إلى صالة فيلدهرين التي أنشئت تكرمياً للجيش البافاري، ومقهى تامبوزي القديم.
المسرح الوطني: يتمّيز هذا المسرح الذي دُمرّ مرتين في التاريخ وأعيد بناؤه، بطرازه الكلاسيكية على شكل أحد المعابد اليونانية. هو موطن فرقة الباليه البافارية وفرق دار الأوبرا حالياً، لذلك يشهد عروضاً مبهرة دائماً.
تتيح ميونخ أمامكم فرصة التمتع بإطلالات بانوراميّة عليها ويمكنكم حتى رؤية جبال الألب. إليكم خمس منصات للمراقبة في ميونخ:
مجلس المدينة الجديد
تمثال بافاريا: ويبلغ ارتفاعه 18 متراً
ملاك السلام: يرتفع هذا التمثال الذهبي عن الأرض 38 متراً، وهو من أجمل الأمور التي يمكن أن تبهركم وبخاصة في الليل حينما تُسلّط الأضواء عليه. يُذكر أنّ تمثال السلام وضع في العام 1899 للاحتفال بمرور خمسة وعشرين عاماً من السلام بعد الحرب الألمانية – الفرنسية.
برج أولمبيا الواقع في الحديقة الأولمبية
كنيسة القديس بطرس / سانت بيتر: تتيح قمة البرج الموجودة على الكاتدرائية إطلالة بانورامية على وسط المدينة قد تصل إلى جبال الألب.
تحوي ميونخ عدداً من القصور الفخمة والتاريخية الرائعة التي يسهل الوصول إليها، ومنها: قصر شلايسهايم القديم والجديد، وقصر نيمفنبور، وقصر ريزيدنس.
تجذب ميونخ عشاق التسوّق إلى شوارعها الفخمة والراقية، وحتى إلى أسواقها الشعبية. ننصحكم بزيارة:
شارعا كاوفينجر ونويهاوزر شتراسه الواقعان في وسط المدينة في محيط مارين بلاتس، ويمكن الوصول إليهما سيراً على الأقدام.
شارع ريزيدينس شتراسه: ويعدّ واحة للتسوق وعشاق الطعام.
شارع ماكسميليان شتراسه: تجدون هنا أفخم الماركات التجارية العالمية والعديد من المطاعم المتنوعة، إضافة إلى المسرح الوطني الشهير.
حيّ شفابينج / ماكسفور شتات / حي الجامعة: يرتبط هذا الشارع بالنوسيقى والثقافة والفنون ارتباطاً وثيقاً وتجدون فيه عدداً من المعارض والمتاجر الصغيرة والمطاعم والمقاهي.
تعتبر ميونخ فردوس عشاق الطهي الذين يجدون فيها المنتجات المحليّة والموسمية الطازجة. لذلك لا تترددوا بشراء ما يلزمكم من مكوّنات لتحضير طبقكم المفضل، لكن تذكرّوا بأن ارتياد المطاعم المتنوّعة في ميونخ أمرٌ لا بدّ منه، خصوصاً وأن النكهة البافارية مميّزة وفريدة من نوعها.
تُعتبر ميونخ واحدة من أكثر المراكز ريادةً في أوروبا في مجال الطب بحيث تضمّ مستشفيين جامعيين رفيعي المستوى ومستشفى مدينة ميونيخ الضخم وأكثر من خمسين مستشفى عام وخاص، إضافة إلى عدد كبير من العيادات الطبية والمختبرات المتخصصة، وبذلك تنشط فيها السياحة الطبيّة.
مجموعة من الحدائق العامة تتوّزع على خارطة ميونخ محوّلة إياها ملاذاً للاسترخاء والتقرّب من الطبيعة. وتضمّ المدينة 7 بحيرات، وتسعة أحواض سباحة مفتوحة ما يجعل السباحة واحدة من أبرز الأنشطة الصيفية. أما شتاء، فيمارس السكان والزوّار رياضات التزلج والأيس سكيت…
إحدى أبرز معالم ميونخ هي حديقة الحيوان التي تعتبر أيضا منطقة محمية طبيعية. وتتميّز هذه الحديقة التي تأسست في عام 1911 بكونها أوّل حديقة حيوان توفر الأجواء الطبيعية المناسبة لكل أنواع الحيوانات كونها لا تحتوي على حواجز تفصل الحيوانات عن ظروف الحياة الطبيعية التي تعيش في ظلها.