كشفت مصادر سودانية مطلعة عن تفاصيل الساعات الأخيرة التي سبقت إعلان الجيش الإطاحةَ بالرئيس السابق عمر البشير ثم احتجازه.
وذكرت المصادر أن البشير ظل معترضًا على قرار عزله من السلطة، خلال اجتماع عقده مع كبار قادة الجيش والمخابرات، مضيفةً أنه عبَّر عن هذا الرفض بمغادرة الاجتماع في الساعات الأولى من صباح الخميس.
وفي ظهر اليوم نفسه، أعلن وزير الدفاع، في بيان تلفزيوني، إبعاد البشير من منصبه، وبدء مرحلة انتقالية تحت إدارة عسكرية لمدة عامين.
ونقلت «سكاي نيوز عربية» عن مصادر مطلعة أنه «في الوقت الذي كان فيه آلاف السودانيين يواصلون اعتصامهم خارج مقر القيادة العامة للقوات المسلحة؛ كانت إحدى القاعات بالداخل تحتدم بالنقاش؛ حيث حاول كبار القادة في الجيش والمخابرات إقناع الرئيس عمر البشير بالتنحي».
وحسب المصادر، فإن البشير «أبى أن يتنحى، وانسحب، في الساعات الأولى من صباح الخميس، من الاجتماع الذي علمت وسائل إعلام بمواصلة انعقاده دون الرئيس لأول مرة»، مضيفةً: «يبدو أن البشير خرج من الاجتماع وهو يتوجس خيفةً من أن شيئًا يُحاك ضده؛ فالاحتجاجات المستمرة منذ ديسمبر الماضي تصاعدت في الأسابيع الأخيرة، ولقيت زخمًا إقليميًّا وعالميًّا كبيرًا، إلى حد وصل إلى مطالبة دول غربية البشير الحاكم منذ 30 عامًا بالتنحي».
ونقل رئيس حزب مؤتمر البجا المعارض عثمان باونين عن مصادر مطلعة، أن البشير عاد من اجتماع الجيش متجهًا إلى القصر الرئاسي، تحت حراسة مشددة، قبل أن يغادر إلى مدينة العيلفون الواقعة شرق الخرطوم.
وقال القيادي في تحالف الخلاص الوطني القومي مصطفى الشيخ، إن البشير يمتلك مزرعة في هذه المدينة، مضيفًا أنه لجأ إليها باقتراح من حرسه الخاص.
وأوضح أن مجموعة كبيرة من «أتباع البشير ورجال الأعمال المقربين منه، وغيرهم ممن تربطهم به علاقات أخرى، يقبعون في هذه المدينة؛ حيث أراد أن يحتمي بهم».
وقالت المصادر إنه «بعد مغادرة البشير للقصر الرئاسي، وتوجهه إلى العيلفون، لاحقته قوة عسكرية تمكنت من اعتقاله على أطراف المدينة»، حسب باونين.
وعُلم أن مجموعة عسكرية من قوات الدعم السريع التابعة لرئاسة الجمهورية التي يقودها العميد محمد حمدان، لاحقت البشير واعتقلته.
وقبل أن تشير الساعة إلى الثانية ظهرًا بتوقيت السودان، كان وزير الدفاع عوض بن عوف يُلقي البيان المنتظر منذ الصباح، معلنًا اعتقال البشير والتحفظ عليه في مكان آمن.
لكن باونين قال إن الرئيس المعزول يقبع في بيت الضيافة؛ حيث مقر إقامته، لكنه يخضع لحراسة مشددة.
وقبل الذهاب إلى مزرعته، أشار الشيخ إلى أن البشير توجه إلى المطار محاولًا السفر إلى إحدى الدول العربية التي رفضت استقباله؛ بسبب طلب الاعتقال الصادر بحقه من المحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم حرب. وقال باونين إن من السابق لأوانه معرفة مصير البشير؛ لأنه ارتكب هو ونظامه وأسرته جرائم فظيعة.